بغداد – الناس نيوز ::
تتم مراقبة مرض الحمى القلاعية الموجود في العراق عن كثب منذ عقود بسبب انتقاله السريع وتأثيره الاقتصادي المدمر، لكن هذا العام يتميز بشدة الإصابات غير المسبوقة منذ سنوات، وفقا للوحدات البيطرية في محافظة نينوى بالشمال، وذلك بسبب سلالة وصلت للمرة الأولى إلى البلاد.
وحددت تحاليل عينات أرسلت إلى تركيا المجاورة سلالة “سات 2” (SAT2) التي لم يسبق أن أبلغ عن وجودها في العراق، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
اللقاحات المستخدمة في العراق لا تقي من هذا الفيروس المتحول، لذا يتعين على السلطات الحصول على اللقاح المناسب لوقف انتشاره، وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
معدل وفيات مرتفع
وفي حين لا يشكل مرض الحمى القلاعية “تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان”، فإنه شديد العدوى للماشية من جواميس وأغنام وماعز وغيرها، وفقًا للفاو.
ويتميز بظهور تقرحات بالفم وعلى الأغشية المخاطية للفم والأنف والثدي وعلى المخالب.
وتفيد المنظمة الأممية بأن “المرض يستطيع أن يسبب نسبة نفوق عالية في الحيوانات حديثة الولادة، وتقليل الوزن كثيرًا، وخفض ناتج الحليب ومعدلات الخصوبة للتكاثر”.
وحذرت المنظمة من أن “الحيوانات المصابة بالمرض تصبح بالغة الضعف بحيث تعجز عن عزق التربة أو أداء مهمات الجرّ للحصاد. ولا يصبح بوسع المزارعين بيع الحليب الذي ينتجونه نظرًا لخطر العدوى بالفيروس، مما يُقوِّض أمنهم الغذائي”.
ويقر مدير المستشفى البيطري في نينوى عدي العبادي بأن “المرض ليس بجديد بل هو مستوطن في نينوى والعراق ويظهر في موجات متقطعة”. لكنه يؤكد أن “الإصابات هذا العام شديدة وعددها بالمئات” في نينوى مقارنة بعشرات الحالات في السنوات الماضية.
ويوضح الطبيب البيطري أن 100 رأس ماشية تقريبا نفقت بسبب عدد الإصابات الكبير. ويشير إلى أن آخر تفش بهذا الحجم يعود إلى عام 1998.
ويقول إنه طلب من بغداد إرسال شحنة “طارئة” من اللقاحات إلى نينوى، موضحا أن المنطقة لم تتسلم من السلطات المركزية أي شيء خلال عام 2022، ومع ذلك من الممكن شراء اللقاحات محليا من القطاع الخاص.