د. أحمد برقاوي – الناس نيوز ::
أول احتفال برأس السنة الميلادية في كييف…. سألني صديقي الأوكراني كولا، أحمد هل أنت مرتبط مع أحد في الاحتفال بعيد رأس السنة، أجبته لا، إذا سنحتفل معاً، قال.
وكولا هذا في منتهى التهذيب، وعلمت فيما بعد بأنه ابن أمه فقط، لا يعرف أباً.
وطقوس الاحتفال بعيد رأس السنة، التي لم نألفها، هي كالتالي.
تنشغل الصبايا منذ ظهر ليلة عيد رأس السنة بتحضير الطعام المتنوع. وغالباً ما يكون: سلطة البطاطا الروسية، وهي عبارة عن قطع من البطاطا المسلوقة، مع قطع صغيرة من لحم الخنزير، مع المايونيز الروسي، قطع من لحم الخنزير المدخن يدعى (فيتشينا)، شرحات المرتديلا المتنوعة، ثم قطع لحم الأنتريكوت البقري الذي يشبه شرحات اللحم العربية، سمك بالفرن، دجاج بالفرن مع البطاطا.
في الساعة العاشرة تقريباً يتحلق السمار المحتفلون حول الطعام وتدور كاسات الفودكا أساساً، إلى جانب النبيذ، بطقوس من الخطابات المختصرة. فكل شخص يجب أن يرفع الكأس مخاطباً الجميع بكلمة حميمية، ويطلب من الجميع أن يشربوا، ويطلب أحياناً منهم أن يشربوا الكأس كله دفعة واحدة، وغالباً ما يكون هناك طالب أو طالبة أو أكثر يعزفون على الجيتار. والملفت بأن جميع الأغاني التي يشدو بها السمار هي أغان روسية قديمة.
وهكذا حتى الساعة الثانية عشرة، في الساعة الثانية عشرة إلى دقائق يطل الرفيق ليونييد إليتش بريجنييف الأمين العام للحزب الشيوعي، رئيس الدول ليهنئ الشعوب السوفييتية في العيد، بصوته الجهوري في الراديو والتلفزيون، ويعلن مع إعلان دقات الساعة الثانية عشرة ليلاً: سنة جديدة، سنة سعيدة. عندها يتعانق الشباب والصبايا قبلاتٍ تكون حرارتها وفق درجة العلاقة، ويخرج جميع الطلاب والطالبات إلى الممرات يحيون بعضهم بالقبلات ويغنون.
والقبلات كما قلت تتم بين الشباب والصبايا فقط، ولا تكون بين الشباب، أو بين الصبايا. بعد انتهاء وقت تبادل التهاني يأوي المحبون إلى غرفهم، ويسود صمت قاتل، ولا يخرجون إلا بعد نصف ساعة أو ساعة إلى قاعة الرقص. ففي كل مدينة جامعية قاعة للرقص. وهكذا حتى ساعة مبكرة من الصباح.
وبالمناسبة فإنه من التراجيديا أن يأتي رأس السنة على الشابة والشاب دون أن يكون لهما رفيق احتفال. والشيء بالشيء يذكر فإن جميع الأعياد في الاتحاد السوفييتي طقوسها واحدة، سواء احتفلت بعيد العمال أو بعيد أكتوبر أو بعيد النصر أو بعيد المرأة.
وفي جميع هذه الأعياد لابد من أن تحمل الورد لصديقتك، فإذا كنت ميسوراً تحمل لها خمس وردات من النوع الفاخر (توليب)، وإذا كنت في وضع وسط فثلاث وردات توليب، وإذا كنت معدماً فثلاث زهور من النوع الرخيص. ويكون اليوم التالي يوم عطلة رسمية، لكن الاحتفال لا ينتهي في نهاية ليلة رأس السنة بل يستمر في اليوم التالي على نحو أضيق في المأكل والمشرب.