الجزائرية سهام فالق تدير التدريب اللغوي الاندماجي في بيزانسون الفرنسية

باريس – الناس نيوز :

أنا سهام فالق، تعرف نفسها أمام كل دفعة جديدة من المشاركين الدارسين للغة الفرنسية في مستواها المتقدم، التي تكون أيضا منهجاً مفتوحاً للتعرف على مبادئ وأسس الجمهورية الفرنسية، التاريخ، القوانين، الحقوق والواجبات.

تدير سهام فالق دورات تدريبية “نظام للتدريب اللغوي” في إقليم بورجون فرانش كونتيه، وفق نظام معمول به في الأقاليم الفرنسية للاستثمار في المهارات، وهو جهد بتمويل مشترك من الحكومة الفرنسية والأقاليم.

إنها مهمة تأهيل مجتمعي، وتكوين مهني مجاني يقدم للوافدين واللاجئين بغرض الإقامة الدائمة في فرنسا، والاندماج، والحصول على الجنسية الفرنسية.

تعمل السيدة فالق بحب شديد، حب لمهنتها، حب للجميع، توزع الحنان باقات أمل، ودفء تنثره بين طلابها الذين بعضهم من الدول الفرانكفونية، قدموا إلى المدينة بعقود زواج أو عقود عمل، هؤلاء يتحدثون الفرنسية ولكنهم بحاجة لمعرفة الكتابة والقراءة والاطلاع على قوانين الاندماج. البعض الآخر لاجئون، منهم من خاض البحار، ومنهم من تاه في الغابات سيراً، وكثير منهم فقدوا أحبة سواء في الطريق، أو في أوطانهم المشتعلة. يجمعهم البحث عن حياة جديدة في فرنسا.

تتفهم سهام ذلك، كونها خاضت صعاب من نوع آخر، صعاب صنعت قلباً نبيلاً، جاءت فرنسا مع ابنتها وزوجها من مدينة خنشلة الجزائرية، هناك مسقط رأسها وهناك بقية أبنائها وعائلتها، رحلتها كانت لعلاج ابنتها التي تعاني من مرض نادر.

وجدت هنا الكفاءات الطبية والإمكانيات الكفيلة بالاهتمام بابنتها، استقرت وعملت بتخصصها الذي درسته في جامعة الجزائر، وطورت عملياً من معارفها لتمتلك بذلك مهارات شاملة في علم الاجتماع والتأهيل والتكوين المجتمعي، والعلاقات العامة، ولا تنتهي استشاراتها ومساعداتها بانتهاء دوراتها التدريبية.

السيدة فالق، تحدثت لجريدة الناس نيوز الأسترالية الإلكترونية عن طلابها فقالت: “واجبي إلهامهم وتهيئتهم للمشاركة في الخدمة المجتمعية، والانضمام إلى الحياة العملية والتعريف بحقوقهم المدنية، وعدالة البلد الذي هم فيه”.

زملاؤها يعدونها مرجعا، لا تبخل في تقديم الاستشارات، عن تعقيدات وخصوصية سلوكيات التعامل مع أشخاص قادمين من بقاع شتى.

يقول عنها جيوم أستاذ اللغة الفرنسية، إنها قريبة من الجميع، وهو الشيء الذي لا يجيده إلا القليل.

وتصفها زميلتها الفرنسية من أصل سوري ولاء العساف، بالمتميزة، تفوقت وأبدعت فحصدت حباً واحترامَ كل من عملوا معها.

فيما طالبتها سمية اعتبرت أن مفردات البساطة التي تستخدمها السيدة فالق هي الأقرب للفهم وتظل معك طوال حياتك.