موسكو – طه عبد الواحد – الناس نيوز
قالت مؤسسة “ميديا لوغي” الروسية، وهي مطور نظام آلي لرصد وتحليل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في دراسة نشرتها مؤخراً، إن الأخبار حول سوريا على القنوات الفيدرالية، تراجعت إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، وخلال الأسبوع الأخير من آذار / مارس الماضي (23-30 آذار) كان عددها 93 خبرا فقط، ومن ثم 48 خبرا في الأسبوع الأول من نيسان (30 آذار- 6 نيسان)، و 19 خبراً في الأسبوع الثاني (من 6 وحتى 13 نيسان). وهذا يعني تراجع بمعدل عشر مرات للأخبار عن سوريا بالمقارنة مع نهاية شباط فبراير الماضي وحتى مطلع آذار.
وتراجع لتلك الأخبار 24 مرة مقارنة مع الأسبوع من 2 ولغاية 9 آذار، مارس وكانت حينها 467 خبرا تناولت فيها محطات التلفزيون الفيدرالية الروسية الوضع في سوريا.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لوسائل الإعلام الفيدرالية (وكالات الأنباء الرئيسية، والصحف الكبرى، ومواقع الانترنت الإخبارية والسياسية)، إذ تراجعت فيها الأخبار عن سوريا من 19ألف إلى 12 ألف خبر في الفترة منذ نهاية شباط وفبراير حتى مطلع آذار مارس ، حتى ( 3716-3625 ) خبر خلال الفترة منذ 20 آذار مارس ولغاية 6 نيسان ابريل ، وقال الخبير السياسي أليكسي ماكاركين لصحيفة “فيدموستي”، إن الموضوع السوري كان من أهم المواضيع في شهر شباط فبراير إلا أن تغيرات طرأت الآن، لافتاً إلى أن تراجع الاهتمام الإعلامي لم يقتصر على الموضوع السوري، وشمل كذلك التعديلات الدستورية السورية ( الجارية في جنيڤ ) التي كان من المفترض أن تتمتع بأهمية كبرى إخباريا في شهر نيسان ابريل ، وقال إن تلك القضايا والمواضيع فقدت “حيويتها” لأن الروس يهتمون الآن بصورة أكبر بمصيرهم، ومستقبلهم، وعملهم وصحتهم”، في إشارة منه إلى تغير الأولويات بالنسبة للمشاهدين ووسائل الإعلام بسبب جائحة كورونا.
وأضاف الخبير السياسي الروسي أن سوريا على وجه الخصوص، موضوع فقد حيوتية بالنسبة للراي العام ووسائل الإعلام الروسية قبل شهر شباط، فبراير موضحا أن الأخبار كانت سابقا حول تحولات جذرية في سوريا تشارك فيها القوات الروسية، مثل استعادة مدينة تدمر من أيدي إرهابيي “داعش”، وقال: “أما الآن على سبيل المثال يقتصر الأمر على بضعة كيلومترات دخلتها دوريات الجيش الروسي على جانب طريق في محافظة إدلب ، أي لم يعد هناك أخبار كبرى عن “انتصارات” كما كانت الحال عليه في بداية الحملة الروسية في سوريا” وفق تعبيره . وختم “بشكل عام الروس بكل بساطة لا يفهمون لماذا لا تزال الحرب هناك مستمرة هناك حتى الآن”.