fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

سوريا – لوحة من أكسبو 2020

تعودت أن أكتب في الناس نيوز في قضايا الفكر والتنوير، ولكنني اليوم سأجرب حظي أن أكتب كصحافي عن زيارتي الأخيرة للجناح السوري في إكسبو 2020 في دبي.

جناح سوريا | إكسبو 2020 دبي

بات إكسبو 2020 في دبي محجاً للأمم وأليس في بلاد العجائب، حيث تزاحم 192 دولة في العالم على إظهار عجائبها وخيلائها، تطوف بك في الشوارع الراقصة مهرجانات وعروض وعجائب وغرائب وطواويس وسحرة، وسيارات تسلا تتجول دون سائقين وتنقلك حيث تريد أفهم من أي شوفير مخضرم، وفي كل ركن يفاجئك إنسان آلي بإلقاء السلام عليك ويقول: هاو كان آي هلب يو؟ ثم يطرح لك على الفور حزمة من الزيارات المقترحة التي تناسب سحنتك وعمرك ورغبات أطفالك الذين سيعانقونه ويحاورونه ويتبادلون معه الصور والواتس والانستغرام وطلبات الصداقة، وأنت حائر مصدوم في محيط من العجائب تنتمي إلى عصر ما بعد الحداثة والخيال العلمي!

ولكن هذا البريق الحضاري الخاطف للأبصار لم يصرفني عن هدفي بين هذه القارات السبع، والكواكب التسع، لقد كان باختصار سورية الحبيبة التي تعيش في شراييني، وكان أهم شيء فيها هو جواز سفر إكسبو الذي تحصل عليه عند الدخول، ومن حقك أن تختمه في كل بلد تزوره، وكنت بالفعل أمني النفس أن أختمه في سوريا، وأن أسجل الدخول والخروج دون الخوف من الأهوال.

يبدو الجناح السوري في اكسبو دبي العملاق كبيت صغير في حي تم تنظيمه عبر شركة عملاقة، ورفض صاحب البيت العجوز الانخراط في شركة المقاولات الرهيبة المتخصصة ببناء العجائب، وهكذا قامت حوله أبراج عملاقة وبقي هذا البيت الصغير وحيداً في محيطه الهائل، تطوف به تنكات الزريعة التي يتعهدها العجوز الشامي بالسقاية كل صباح، ولا زال يرش الفناء ببعض الماء ويمد كراسيه القش على باب كوخه ويقول: تباً للإنسان.. يعمر الحجر ويسحق البشر!

أول نقطة نجاح رأيتها في الجناح السوري هي أنه ليس للجناح هوية حزبية، وبالفعل فمع أن كل شيء كان يتحدث عن سوريا، ولكن الصبايا والشباب الذي يشرفون على الجناح وهم كما فهمت شركة خاصة لا تتبع أي جهاز حكومي، كانوا في غاية الحرص والدقة أن يتجنبوا أي تورط للمشروع في أي تيار حزبي أو فئوي للبلاد.

قام الجناح السوري بتوزيع نفسه بذكاء في ثلاث قاعات متداخلة ومع أن السواد يتوشحها جميعاً، من السقف للأرض ويغطي كل النوافذ، ولكن السواد هنا كان رسالة وقار أكثر مما هو رسالة بؤس، وقد كان واضحاً أن الشركة تعمدت صناعة الظلام بدافع التحية والمشاركة لشعب كامل فقد الصلة بالكهرباء منذ سنين، وبات أهم ما يتشاركه أفراده ويتقاسمونه مكعبات الظلام!

القاعة الأولى خصصتها الشركة لنحو أربعين لوحة فنية رسمها فنانون سوريون، والفكرة بسيطة جداً تم إخبار الفنانين الراغبين برسم لوحة وجه، على قياس محدد بضلع طوله 180سم، وطلب إلى كل الفنانين أن يوقعوا على اللوحة باسم أنا السوري، وبالفعل فقد حقق تزاحم صور الوجوه السورية لوحة سريالية غنية تعكس تشكيلياً التنوع والتناقض والغنى في الشخصية السورية، وتتشارك معاً في تأكيد شراكة السوريين واقتسام أحزانهم وأحلامهم، ولكني بالفعل دققت في اللوحات الأربعين الباسمة والباكية ولم أجد وجهاً مرتاحاً، لقد كان الوجع يفرض نفسه على اللوحات جميعاً، وكلما أطلت النظر في لوحة كلما راودتك المدامع فأنت تنظر في تجربة أليمة جعلت في كل وجه ندبة وفي كل عين شكوى وفي كل أنف رغم.

أما القاعة الثانية فقد خصصت لـ 1500 قطعة خشبية بقياس موحد بحجم آيباد مستطيل، طلب فيه من السوريين أن يضعوا فيها أحلامهم وآلامهم وخصص جزء في أسفل اللوحة يعرف فيه السوري بنفسه كما يريد، ومن المدهش أن السوريين في الغالب لم يكتبوا أسماءهم بل تركوا أسماء حزينة دامعة مثل آلام الشراد، ونار الغربة، وشام، ويا مال الشام، ولقش حلبي، وضيعة ضايعة، وآني من حوران، وآه يا أوغاريت، وقد قامت الشركة بإرسال هذه اللوحات إلى الذين اكتتبوا على المشروع من السوريين في كل بقاع العالم، وبالفعل شارك سوريون في البرازيل وأستراليا وأمريكا وأوربا وبلاد الشراد العربي ومن الداخل السوري، وفي عصف ذهني لأوجاع السوريين وآلامهم جاءت هذه اللوحات المصفوفة الموحدة الأحجام المتعددة الأساليب، فيها الرسم الزيتي والناتئ والصدفي والخشبي والورقي والمعدني لتروي حكاية واحدة عن شعب كان عاصمة الروح، ومهد الحضارة الإنسانية، ولكن الاستبداد والجهل تناوبا في شراده وتعتيره وعذاباته، وتم التنكيل به في الشراد في الأرض، ولكن هذه التجربة أثبتت بيقين أنه لا يزال يملك قلوباً وحناجر ولا زال يحلم كل يوم بعالم خال من الظلم والاستبداد والقهر، ليعود إلى أرضه وبستانه، يأكل الرغيف من خبز تنور وضحكات عجوز.

oldest-song-in-the-world

أما القاعة الثالثة فقد خصصت لعرض أغنية واحدة كتب عليها أقدم أغنية في العالم، وهي منحوتة اكتشفت في أوغاريت (رأس شمرا) الكنعانية قرب اللاذقية، وتعود إلى عام 1400 قبل الميلاد، فهي تكمل أربعة وثلاثين قرناً من الزمان، وقد عرضت صورتها وهي تشتمل على عمودين، الأول نوتة موسيقية، والثاني كلمات أغنية سورية باللغة الحورية، تتوجه فيها فتاة جميلة إلى إله الخصب السوري، تطلب عونه من أجل أن ترزق بطفل يتنعم بخيرات سوريا.

OldestSonginworld

ويعود اكتشاف هذه اللوحة إلى عام 1972 وقد تولت الباحثة الأثرية آن درافكون كيملر، المختصة بعلم الآشوريات، تحليل اللوحة والنوتة الموسيقية المكتوبة عليها حيث تم تظهير النوتة باللغة الموسيقية المعروفة، كما تم ترجمة الكلمات بالعربية على الشاشة.

كانت الصبايا اللاتي يؤدين الأغنية باللغة الحورية السورية الغارقة في الماضي نموذجاً من عشتار بملامح إدلبية ولاذقانية، وقد خرجن من مراقد إيبلا والمدن المنسية وقادش في جبل الزاوية المنكوب، الذي كان تاريخياً سجلاً للحضارات المنسية الغارقة في القدم.

 

وحين تمت الزيارة وجدت أطفالي يسارعون فرحين إلى الكاونتر ليختموا الجواز بختم سوري، لم أكتم خوفي أن يكون في الكاونتر ذلك العسكري المرعب الذي ينظر في سحنتك وينظر في الكومبيوتر، فيما ينخلع قلبك وأنت تتلفت في ذعر تحاول استشراف مصيرك المرعب، حيث الداخل مفقود والعائد مولود والمطلوب كدود على عود، والوطن يحتاجك في زنازينه! لقد كان المشهد هنا مختلفاً تماماً فالأطفال يفتحون جوازات سفرهم ليختموا عليها كما يشاؤون، يشترطون اللون الزهري والبينك على الصفحة البنفسجية للجواز، ولا دارين بحاجة عن الدراما السوداء لختم الجوازات الرهيبة في المنافذ البرية والبحرية والجوية للوطن العربي السوري التعيس، التي تمثل أشد أفلام الرعب قسوة وتوحشاً.

لقد كان أجمل ما في الجناح أنه خال من السياسة، وأمكننا بالفعل أن نرى سوريا كما هي في ضمائر أبنائها، يوم كان أطفالا يلعبون ويحلمون ويركضون قبل أن تعصف بهم عواصف الدهر ويتقاسمون نكبتهم المريرة على أطراف الكوكب.

المنشورات ذات الصلة