بسام يوسف – الناس نيوز ::
مرة أخرى تتكشف قصص بحث السوريين عن مكان آمن ينتقلوا إليه عن فاجعة جديدة، ومرة أخرى يصبح السوريون حديث الإعلام في بلد ما، وللأسف غالباً ما أصبح هذا الحديث يتجاهل سبب مأساة السوريين ويحملهم مسؤولية بحثهم عن الحياة.
القصة كاملة
: مهربان من جنسية سورية يشك بتعاملهما مع حرس الحدود التركية والبلغارية، استطاعا تأمين تجاوز الحدود التركية البلغارية لـ 47 شخصاً من جنسيات متعددة، أهمها الأفغانية والسورية بطريقة غير نظامية وعلى دفعات، وتم تجميعهم في قرية بلغارية قريبة من الحدود اسمها (MALKO TARNOVO)، وبعد اكتمال العدد كانت خطة المهربين استئجار حافلة لنقل اللاجئين إلى منطقة (لم يفصح التحقيق عنها حتى هذه اللحظة)، فتم الاتصال بشخص بلغاري (لم تتأكد بعد مدى علاقته بهم)، من أجل تأمين الحافلة، وفعلا قام هذا الوسيط بتأمين الحافلة، التي توجهت إلى مكان تجمع اللاجئين وأقلتهم جميعا، لكن الحافلة ولأسباب قانونية كانت ممنوعة من العمل، وتبين أن مالكها الحقيقي قد قام ببيعها لشركة تعمل في تفكيك السيارات وبيعها كقطع غيار أو كمواد معدنية.
انطلقت الحافلة بكامل ركابها في حوالي الساعة الرابعة صباح يوم الخميس 25/8/2022 ومعها السوريان قائدا عملية التهريب من القرية الحدودية باتجاه مدينة “بورغاس” البلغارية، وقبل وصولهم إليها صادفتهم دورية لشرطة المرور وطلبت منهم التوقف، فلم يمتثل السائق وواصل طريقه، تم تعميم مواصفات الحافلة ورقمها إلى الدوريات الأخرى، وحاولت دورية ثانية إيقافها فلم يمتثل سائقها مرة أخرى.
في محاولة الإيقاف الثالثة اقتحمت سيارة شرطة طريق الحافلة لإرغامها على الوقوف فاصطدمت بها، ما أدى إلى مقتل الشرطيين اللذين بداخلها، وإلى تعطل الحافلة، وإصابة عدد من ركابها بجروح مختلفة.
حسب مصادر الشرطة البلغارية فإن سائق الحافلة اسمه عمر، يحمل الجنسية السورية وعمره 15 عاماً فقط، تم توقيفه، وتوقيف السوريين الآخرين، وتم نقل الركاب الجرحى إلى المستشفيات، ونقل الآخرين إلى مراكز اللجوء.
أنكر عمر قيادته للحافلة، لكن تحليلات الـ DNA (حسب الشرطة البلغارية) أكدت قيادته لها، وتمت إحالته إلى المحكمة مع السوريين الآخرين، وتم أيضاً توقيف البلغاري الذي ساعدهم بتأمين الحافلة.
يتوقع محامون بلغار أن تكون عقوبة عمر هي السجن من ثلاث إلى عشر سنوات بسبب عمره، بينما ستكون عقوبة السوريين الآخرين من سنة إلى ست سنوات مع غرامة مالية تتراوح بين خمسة آلاف إلى عشرين ألف ليفا، (الليفا عملة بلغاريا، وتساوي تقريبا نصف يورو).
وزير الداخلية البلغاري طلب من نائب رئيس حرس الحدود الاستقالة، معتبرا أن الشرطيين دفعا حياتهما ثمناً للفساد والتواطؤ مع المهربين.
مرفق فيديو عن لحظة اصطدام الحافلة بسيارة الشرطة، وصورة للحافلة وسيارة الشرطة التي اصطدمت بها.