سامر عيسى – الناس نيوز ::
الصور داخل المادة هي من لقاءات مفتوحة .
تصدت منظمة “سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان” لمحاولات نظام بشار الأسد في سورية تلاعبه بالمسيحيين خصوصاً والأقليات عموما ، وذلك خلال جولة لها قابلت فيها نخبة من القيادات السياسية والدينية المختصة بهذه الشؤون .
وقالت المنظمة الحقوقية والإنسانية إنه خلال محاولات النظام فك العزلة المفروضة عليه، باستقباله لوفود مسيحية دولية بهدف الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه، ولعب ورقة خوفه على الأقليات وتقديم نفسه حامياً للمسيحيين، من أجل الترويج لإعادة تدوير نظام الأسد ، أستغل رؤوساء الكنائس ، واستخدمهم في الدعاية له ، لكن ذلك بات مكشوفاً ومفضوحاً وسمجاً ولم يعد يلقى سوى السمع دون اي تحرك فعلي ذو قيمة .
وأوضح وفد المنظمة خلال جولة له واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والدبلوماسيين والقيادات المسيحية في خمس دول أوروبية بدأها من النمسا، أوضح لهم حقيقة ما يقوم به النظام ، مستنداً إلى معطيات حقيقية وارقام ومعلومات ووثائق ، في الكشف عن زيف إدعاءات النظام .
وقال منسق لجنة المنظمة، السياسي السوري المعروف أيمن عبد النور: “إنَّ اللجنة زارت العاصمة النمساوية فيينا، والتقت مسؤولين في وزارة الخارجية النمساوية كما التقت أيضاً قيادات كنسية فيها، وتحضر المنظمة لزيارة فرنسا واللقاء هناك مع السفيرة الفرنسية للشأن السوري بريجيت كورمي، واللقاء برؤساء الكنائس أيضاً، ومن ثم التوجه لروما والفاتيكان ثم حضور مؤتمر الأمن لمنطقة الشرق الأوسط الذي سيعقد في التشيك/براغ منتصف الشهر المقبل”، وهذه الزيارات بحسب عبد النور “تهدف لنقل صوت المسيحيين المعارضين لنظام الأسد مباشرة للقيادات الأوروبية ، ولتوضيح ممارسات النظام بحق الأقليات ومتاجرته بهم، مع انخفاض أعدادهم في سوريا بعد هربهم من بطش النظام، إذ بقي عدد المسيحيين الحاليين في سوريا نحو 650 ألفاً، من أصل 2.2 مليون حسب إحصائية منظمات دولية”.
وأشار عبد النور ، وهو واحد من لوبيات المعارضة السورية في الخارج ، إلى خطورة مساعي النظام في التركيز أكثر على استثمار ورقة “حماية الأقليات” لتحسين صورته في الغرب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه بسبب انتهاكاته المستمرة ضد الشعب السوري.
وأكد عبد النور ان مسيحيي سورية الأحرار يقفون إلى جانب اهلهم ومواطنيهم السوريين في مواجهة النظام ويتحملون ما يتحمله الشعب السوري ، ويرفضون استخدامهم لصالح النظام ، وكشف عبد النور أنَّ تكرار زيارات رؤساء أكبر الكنائس الأوروبية والأمريكية لدمشق، التي وصل عددها إلى خمس زيارات خلال العام الحالي 2022، إنما دل على أن هناك عملاً مكثفاً ومنظماً من النظام للعب ورقة المسيحيين بغية الضغط على الغرب لرفع العقوبات الاقتصادية عليه، بعد أن شارف على الإفلاس.
ونوّه عبد النور، إلى غياب تام لأيّ منظمة سورية في أوروبا وأمريكا عن عمل أو إصدار بيان بخصوص عمل تلك الكنائس السورية مع نظام الأسد، ما دفع لجنة “سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان” إلى التصدي للأمر، بالرغم من أنَّها مازالت في مرحلة استكمال الترخيص “.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الصادر عام 2019: “إنَّ النظام في سورية هو المسؤول الرئيس بنسبة 61% عن استهداف أماكن العبادة المسيحية في سوريا.
وذكرت أنَّ بعض أماكن العبادة المسيحية في سوريا يعود بناؤها إلى القرن الأول الميلادي ككنيسة أم الزنار في مدينة حمص، وكنيسة قلب لوزة في ريف إدلب، التي يعود بناؤها إلى القرن الخامس الميلادي.
وكان المهم دائماً بالنسبة لحكم بشار الأسد هو البقاء في حكم سوريا، والادعاء بحماية الشعب السوري والابتعاد عن ممارسة الطائفية، أما الواقع والأدلة فتُشير إلى استخدام وتكريس الطائفية ومحاربة وتهديد الأقلية والأكثرية التي عارضت ممارسات الاستبداد وتوارث السلطة والاحتفاظ بها إلى الأبد .
وأكد عبد النور أن الهدف الرئيس للمنظمة هو سحب ورقة الأقليات من النظام ، حتى لا يبقى يتاجر فيها ويصور نفسه على انه حامي الأقليات، وبدونه سترتكب المجازر بحقهم ، وهو بمعنى ما نفس المضمون الذي كان قاله مطران حلب للسريان الارثوذكس يوحنا إبراهيم ، المغيب هو ورفيقه بولص يازجي ، منذ 22 نيسان إبريل العام 2013 وعلى الأرجح النظام هو من غيبهم “…” .
عبد النور : المسيحيون تعايشوا مع اخوانهم المسيحيين منذ أكثر من 1400 عام وليسوا بحاجة لعائلة ونظام الأسد كي تحميهم .
وأضاف السياسي السوري ، الذي يملك شبكة علاقات دولية أنه “كان لا بد أن يتصدى لهذا الموضوع مسيحيون سوريون، كي ينقلوا الصورة الحقيقية من خلال شخصيات متعاملة معه من خلال الكنائس ورؤساء الكنائس في الغرب، كما أن هدف الزيارات يكمن في شرح آلية العمل والتكتيك الذي اتبعه نظام الأسد، وتغييره لبروتوكول زيارات الوفود الأجنبية لدمشق، ما مهد لوفود كنائسية مسيحية أوربية لزيارة دمشق ، ( البروتوكول سابقاً كان يلزم الضيوف بنظرائهم وإجراء حوار مع وسائل إعلام النظام للترويج له ) ، بعد أن رفضت تلك الوفود زيارة دمشق خلال السنوات السابقة، والتحذير من عواقب زيارتها اليوم ( حاليا لم تعد تلك نقاط البروتوكول إلزامية ، لكن النظام استعاض عنها بتحضير مسرح الأرض الخ ) .
وذكر أن أحد الأهداف هو تبيان “حاجة الأسد للأموال والمساعدات الاقتصادية والسعي الحثيث من قبل النظام لإقناع الوفود بزيارة دمشق، وتبيان ما يفعله النظام في كل الشعب السوري ومن ضمنه المسيحيون والدروز، وحتى حاضنته الشعبية من العلويين، إضافة لنقل صورة أنه لا خوف على الأقليات والمسيحيين بالذات، الذين عاشوا مع المسلمين السُّنة لأكثر من 1400 عام، ولا حاجة للمسيحيين لعائلة الأسد كي تحميهم في سوريا.
وحول استغلال الأسد وداعميه لوجود المسيحيين في سوريا نوه عبد النور، أن النظام يعمل على إرسال وفود من المسيحيين سواء من قيادات الكنائس الموجودين بدمشق، أو شخصيات مسيحية نافذة والذين استطاع النظام أن يحتويهم كما احتوى باقي منظومات العمل للأديان الأخرى، بالترغيب أو الترهيب أو التهديد بتدمير الكنائس والقتل، أو بإزعاج الطوائف الذين يعارضون ، وبالتالي استطاع إرسال رجال الدين ورجال الأعمال ( تتوفر لدينا كل الأسماء والكثير من التفاصيل، نعلن كل شي في الوقت المناسب ، لان كل التحركات مرصودة وكل من يشارك بها ويشجعها من الشبيحة في الخارج بالتعاون مع منظمات حقوقية ) إلى الغرب، ومحاولة إقناع كنائسه والمتنفذين فيه بأن الوضع بسوريا سيء، ودعوتهم لزيارة سوريا دون ظهورهم على وسائل الإعلام، أو لقاءهم بأي مسؤول، وعند قدوم تلك الوفود ومشاهدتهم للفقر الكبير وانعدام فرص العمل والهجرة الهائلة وعند مشاهدتهم لتلك الصور، وبدون أن يطلب منهم النظام، وكونهم يعملون في الحقل الديني الذي يحتم عليهم مساعدة الشعب الموجود في سوريا من خلال المطالبة بزيادة المساعدة، وتخفيف العقوبات المفروضة على النظام .
وعن موقف أوروبا من نظام الأسد لفت عبد النور، إلى أن أوروبا كجسم وإدارة سياسية تعرف الحقائق من خلال أجهزتها، ولا تتردد في إدانة نظام بشار الأسد، وعدم التعامل معه وقطع العلاقات ورفض التطبيع، أما رجال الدين ميالون إلى الأعمال الإنسانية والتعاطف مع المتضررين من الحرب، وبالتالي يطالبون برفع العقوبات من باب تخفيف الألم والجوع عن الشعب المسكين والفقير، الذي شاهدوه في دمشق بأم أعينهم، ومن هنا يجب فهم التعاطف من هذا المنطلق، وليس من باب التعاطف مع نظام الأسد.
ومنظمة “سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان” هي منظمة قيد التأسيس وتضم في مجلس إدارتها أيمن عبد النور والدكتور وائل العجي والدكتور مروان خوري والمهندس جورج اسطيفو والمحامي لؤي بشور … .
وبحسب المهندس أيمن عبدالنور في حديثه لجريدة ” الناس نيوز ” فإن جولته الحالية احتاجت جهود كبيرة ووقت للحصول على معلومات الوفود الكنائسية التي زارت سوريا، لم تكن سهلة، سيما أن تلك الزيارات كان لها طابع خاص … ، ما كلف جهداً وعملاً كبيرين جداً، لكن وجب التصدي لهذا العمل لأنه تحول إلى تحدٍ أمام المسؤولين الكبار في عدد من دول العالم، بعد زيارة الوفود الكنسية لدمشق والتي تزيد عن 5 وفود كبيرة خلال 7 أشهر، وتوجيهها رسائل لقداسة البابا وللرئيس الأمريكي جو بايدن وإلى رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية، ما اضطرهم أن يوفدوا رئيس إدارة الشرق الأوسط ، جيرالد فولمر إلى دمشق في وزيارة غير علنية لاستطلاع ما يجري، وما يدفع تلك الوفود التي كانت تمتنع عن زيارة دمشق خلال أعوام 2018-2019 بأن يذهبوا إلى دمشق لاحقاً .
ويرى السياسي السوري أيمن عبد النور أنه “يمكن القول أن السبب هو تقصير المنظمات التي تحمل اسم المسيحيين، وموجودة في أوروبا وأميركا، ولم تكلف نفسها الاتصال لمعرفة ماذا يجري في دمشق، ولا التواصل مع وفود الكنائس لشرح موقف مسيحيي المعارضة والشعب السوري”.