أدلب – ( سورية ) – الناس نيوز ::
أحيا آلاف السوريين الثلاثاء في مدينة إدلب ذكرى مرور 11 عاماً على انطلاق احتجاجات طالبت باسقاط النظام في سوريا ، النظام الذي رفع شعار وضع فيه كل فلسفته ” الأسد أو نحرق البلد ” قبل أن تتحول إلى نزاع دام في تظاهرة رُفعت فيها شعارات مؤيدة لأوكرانيا ضد الغزو الروسي.
ويدخل النزاع السوري عامه الثاني عشر، مثقلاً بحصيلة قتلى تجاوزت النصف مليون، وعشرات الآف المفقودين والنازحين، فضلا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.
في ساحة وسط مدينة إدلب، إحدى المدن الرئيسية التي لا تزال خارجة عن سيطرة قوات النظام ، تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص رافعين ليس فقط شعار “ثورتهم” بل أيضاً لافتات منددة بغزو روسيا، التي يعدونها عدواً لدوداً لهم، لأوكرانيا.
وقال أحد المتظاهرين رضوان الأطرش لوكالة فرانس برس “ما يحصل في أوكرانيا شبيه بالأحداث السورية، العدو واحد والهدف واحد”.
وفي العام 2011، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مستوحاة من “ثورات الربيع العربي” مطالبة باسقاط نظام بشار الأسد، لكنها تحولت إلى نزاع دام تنوعت أطرافه والجهات الداعمة لها. وباتت سوريا ساحة لقوات روسية وأميركية وتركية ومقاتلين إيرانيين.
ولعبت روسيا بتدخلها العسكري المباشر في 2015 الدور الأبرز في ترجيح الكفة لصالح قوات النظام بعدما كانت خسرت مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى.
وقد تحولت سوريا إلى حقل تجارب لعسكريي روسيا وأسلحتها. وتتبع موسكو اليوم في غزوها لأوكرانيا استراتيجية نفذتها سابقاً في سوريا وتقوم على حصار المدن واستهداف البنى التحتية بقصف جوي ومدفعي مدمر، قبل تفعيل ممرات لإجلاء المدنيين.
– اقتصاد منهك –
وأنهكت سنوات الحرب الاقتصاد السوري، وبات غالبية السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وفاقمت العقوبات الغربية المفروضة على دمشق الوضع الاقتصادي سوءاً وخصوصاً لانعكاساتها على حياة السكان.
ودعت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا في بيان في ذكرى الحرب إلى “مراجعة تنفيذ العقوبات المفروضة حالياً على سوريا وآثارها”.
وحذر رئيس اللجنة باولو بينيرو “عندما لا تتم مراجعة العقوبات بشكل كافٍ، يمكن أن تؤدي إلى مزيد من أوجه النقص وعرقلة المساعدات الإنسانية للسكان الأكثر ضعفاً، ما يؤثر بشكل مدمر على الجميع باستثناء النخبة السياسية والاقتصادية”.
وقال رئيس المجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند في بيان “بينما نرى بصدمة ورعب ما يجري في أوكرانيا، فإننا نتذكر المعاناة الشديدة والمتفاقمة التي يتحملها الشعب السوري منذ 11 عاماً”.
وبفعل التدخل الروسي وبدعم من مقاتلين إيرانيين، باتت القوات الحكومية السورية تسيطر اليوم على نحو سبعين في المئة من مساحة البلاد، إلا أن مناطق رئيسية واسعة لا تزال خارج سيطرتها.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على نصف مساحة محافظة إدلب (شمال غرب)، فيما تنتشر فصائل موالية لأنقرة في منطقة حدودية مع تركيا في شمال البلاد. ويقطن في تلك المناطق نحو أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم نزحوا من مناطق سورية أخرى ويقطنون في مئات المخيمات المنتشرة على طول الحدود.
كما يسيطر المقاتلون الأكراد على منطقة واقعة في شمال وشرق البلاد تتضمن أبرز حقول النفط والغاز السورية.
– “حصنوا مستشفياتكم” –
وفي إدلب، التي تعرضت مراراً لغارات جوية روسية أودت بحياة كثر، رفع متظاهرون بضعة أعلام أوكرانية، ولافتات كتبت عليها شعارات مؤيدة لأوكرانيا.
ووجه علي هموش، مدير احدى مستشفيات إدلب، نصيحة للأوكرانيين.
وقال على هامش مشاركته في التظاهرة “رسالتي إلى الكادر الطبي في أوكرانيا: حصنوا المستشفيات بالكتل الاسمنتية، لأن هذا العدو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يميز بين مدني ومصاب وعسكري”.
وقد استهدفت الغارات السورية والروسية مراراً مستشفيات في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وفق منظمات حقوقية وسكان.
وفي أوكرانيا أيضاً، تعرضت مستشفيات عدة بينها مركز لعلاج السرطان وعيادة لطب العيون لقصف يعتقد أنه روسي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن روسيا تعمل اليوم على تجنيد مقاتلين سوريين للقتال بجانبها في أوكرانيا.
وبرغم الخسائر المدوية التي منيت بها فصائل المعارضة السورية خلال السنوات الماضية، بدا كثر خلال التظاهرة متمسكين بمطالب هتفوا فيها خلال الأيام الأولى للتظاهرات.
وقالت سلوى عبد الرحمن (49 عاماً) “11 عاماً مرت على بدء الثورة السورية لكننا نشعر كأننا في اليوم الأول”.
وأضافت “رساتي إلى الشعب الأوكراني، أبقوا صامدين. 11 عاماً مرت لكنها لم تؤثر علينا وسننتصر إن شاء الله”.