fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

سيرة حاتم علي في البحث عن أفكار كبيرة

عمان – الناس نيوز ::

عمّار الشقيري – حبر: هُجّرت عائلات قرى الجولان السوري بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، غادرت إحدى هذه العائلات قرية فيق باتجاه الجنوب الغربي لمسافة سبعة كيلومترات، جازت خلالها الوديان وقطعت نهر اليرموك، وحطّت عند الأنسباء في قرية العشّة الأردنية.

في طريق الهجرة حمل الشاب تيسير الحريري على كتفيه حاتم علي، ابن أخته غزيّل ذي السنوات الخمس، وقاد جدّ حاتم لأمّه بلال الحريري قافلة العائلة المهاجرة بعد فقدان أخبار الأب في الحرب. لم يطل مقام العائلة في العشّة؛ إذ عادت إلى سوريا بعد شهر، ووصلت بعدها أخبار الأب المفقود الذي ما زال على قيد الحياة.

تمضي 35 سنةً بعدها، تدرّج خلالها حاتم في الكتابة ثمّ التمثيل ثم الإخراج، وكان مخرجًا لمسلسل التغريبة الفلسطينية حين تذكّر هجرتهم من الجولان إلى الأردن وهو على كتفيّ خاله، فأعاد المشهد وأدخله بين مشاهد تهجير الفلسطينيين خلال النكسة.

رسّخ مسلسل التغريبة الفلسطينية، وأعمال دراميّة تاريخيّة أخرى كتبها في البداية ممدوح عدوان، وبشكلٍ أساسيّ وليد سيف وأخرجها حاتم علي، وعرضت بين السنوات 2000 و2012، نهجًا في مسيرة حاتم علي مفاده أن وظيفة العمل الدرامي التاريخي ليست أن يكتفي بتسجيل أحداث الماضي ويسلّم برواية المؤرخين، ثمة ما لم يحتفي التاريخ العربي به، وعلى العمل الفني أن يقوم بالمهمة.

راجت منذ أواسط التسعينات موجة الأعمال الدراميّة التاريخيّة الفنتازيّة، التي تقوم على صناعة حكايات في التاريخ، تدور في زمان ومكان مُختَلقيْن، وتركّز على جماليات القصة والصورة البصريّة، دون الالتفات كثيرًا إلى الأفكار، بينها سلسلة الجوارح (1995)، والكواسر(1998)، والبواسل (2000). وكان أبرز المشتغلين في هذه الدراما المخرج نجدت أنزور، والكاتبان هاني السعدي وقمر الزمان علّوش.

بدأت مرحلة الأعمال الدراميّة التاريخية التي تقف على الجانب الآخر من موجة الفنتازيا التاريخيّة في سيرة حاتم علي مع الكاتب ممدوح عدوان في مسلسل الزير سالم عام 2000، قدمّا فيه سيرة المهلهل عدي بن ربيعة وأحداث حرب البسوس؛ أطول الحروب في تاريخ العرب فترة ما قبل الإسلام، لكن ليس بصورة الشخصية والأحداث الأسطورتين اللتان وردتا في السير الشعبيّة. وضع العمل شخصيّة الزير سالم ضمن سياق اجتماعيّ وسياسيّ تناول صراع القبائل العربيّة مع بعضها، وعلاقتها بالقوى الإقليمية التي نهشتها في جزيرة العرب، ضمن تأويل جديد للأحداث التاريخية.

كرّت بعدها الأعمال الدراميّة التاريخية بين حاتم علي ووليد سيف، وسارت ضمن نفس الرؤيا لأحداث التاريخ عند الاثنين، فأنجزا: صلاح الدين (2001)، وصقر قريش (2002)، وربيع قرطبة (2003)، وملوك الطوائف (2005)، وعمر (2012). كما قدّم حاتم مسلسل الملك فاروق من كتابة لميس جابر عام 2007.

في سيرة حاتم علي كانت هذه مرحلة المجد والانتشار الكبير بين المشاهدين على مستوى الوطن العربي، ومنذ بداية هذه المرحلة، لم يكتف حاتم بإخراج النصوص التي تصله من الكتّاب كما هي، أو قبول شروط شركات الإنتاج بالكامل، إذ اختار نصوص وكتّاب وممثلي وفنيي بعض هذه الأعمال، وغيّر كتّاب بعضها بعد كتابة عدة حلقات منها وكان حاضرًا على فكرة بعضها في البداية، وعرف كيف يقدّم مقولات هامشيّة في النص كمقولات رئيسيّة في المَشاهد تخدم رؤيته للتاريخ.

لم يكن لهذه الأعمال أن تشيّد لولا وجود نصوص من كتّاب حملوا نفس الرؤية لمجرى التاريخ، ولم تكن لتقوم كذلك لولا وجود المخرج الذي يحمل موقفًا من هذا التاريخ الذي ظلت أحداثه تستخدم لأهداف سياسيّة وأيديولوجية وطائفية، أو أخفيت حوادث منه من أجل الشق الجمالي في العمل الفنيّ.

خلال هذه الفترة كان حاتم علي ينظر إلى الوراء، إلى تاريخه الشخصي من نسل عائلة هجّرت من موطنها في الجولان السوريّ، وابن قوم أضاعوا الأندلس وتفتّتت دولتهم إلى ممالك صغيرة، وتخطّفتهم ممالك وقوى في فترة ما قبل الإسلام، ينظر لتاريخه ويُحاول أن يعيد تأويله في الدراما التاريخيّة، ويظهر من أحداثه ما أخفته السلطة، ينظر لكل ذلك، ويعترف: «يبدو أن قدرنا، نحن الذين نعمل في مجال الفنّ، أن نظل محكومين بالقضايا الكبرى، مثل الذي يمشي وعلى ظهره نعوش أجداده».

في البدء كانت الكتابة
سنوات بعيدة تعود لنهاية السبعينيات، يدرس حاتم علي في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك، ويسكن بحي الحجر الأسود المجاور للمخيّم بعدما استقرّت عائلته منذ سنوات قادمةً من هجرتها التي لم تدم طويلًا.

يجتمع حاتم والأصدقاء عند صديق يعمل بالمياومة اسمه موسى يكبرهم بثلاث سنوات، ويملك مجلدات في التراث العربي كانت الكنز الذي وقعت عليه المجموعة، وكنز آخر وقع عليه في مكتبةٍ على باب المخيم قرأ منها حكايات مصوّرة، ثم أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس.

في هذه السنوات بدأت الكتابات المبكّرة لحاتم علي في القصّة والمسرح، وعرضها على صديق مقرّب يكبُره كان قد قطع شوطًا طويلًا في المسرح، هو زيناتي قدسيّة، الذي سيكون له الأثر الأكبر في شخصيّة حاتم لاحقًا. لمح قدسيّة في نصوص حاتم موهبةً غير موجودةٍ عند أقرانه، ووجد فيها بذور كاتبٍ مهمّ قادم.

استقرّ أمر حاتم بعد مشاورات مع قدسيّة على الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، فدخله بنيّة دراسة النقد المسرحي وعلم النفس، قبل أن يتحول عن النقد بعد سنته الأولى فيه.

وُلدت الكتابة عند حاتم ناضجة منذ فترة الدراسة بالمعهد؛ إذ كتب القصص القصيرة والمسرحيات، ثم نشرها بعد فترة المعهد في ثلاثة كتب؛ مجموعتان قصصيّتان هما: «موت مدرس التاريخ العجوز» (1988) و«ما حدث وما لم يحدث» (1994)، ومجموعة أخرى مسرحيّة مع زيانتي قدسيّة بعنوان «الحصار» (1988).

وُلدت بعض قصص المجموعتين ناضجةً تقنيًا، واعتمد في كتابتها على أكثر من أسلوب للقصّ، ولجأ في عدة مرّات إلى التجريب، كان واضحًا في طريقة الكتابة تأثره بأساليب كتابة القصّة عند تشيخوف، القائمة على المفارقات الساخرة في حياة الناس اليوميّة والنهايات المفاجئة، وأسلوب كاتبه الأقرب إليه حينها غسّان كنفاني في تقطيع القصّة لعدة بؤر سرديّة، وثمة في بعض القصص خفّة تقنية تحيك القصّة على طريقة الرواية البوليسيّة، كما ظهر استخدام الرمزيّة في بعض القصص لعرض بعض الأفكار.

حاول حاتم علي قراءة التاريخ بشكل مختلف عن السائد في بعض هذه الأعمال، مثل بعض قصص مجموعة «ما حدث وما لم يحدث»، التي حاول فيها، بالاعتماد على نتفٍ من ذكرياته في مسقط رأسه في الجولان، أن يرسم حياة الناس هناك، وفي نصّ مسرحيّة «الخروج من سمِّ الإبرة» التي كتبها بالتشارك مع قدسيّة.

عارض نص هذه المسرحيّة مصير شخصيّات رواية غسّان كنفاني «رجال في الشمس» الذين ماتوا في الخزّان؛ إذ بعثَ حاتم علي شخصيّات الرواية إلى الحياة واقترح أن يفتح ماضيهم للنقاش من جديد، هكذا تبدأ المسرحيّة على لسان واحدٍ من اللذين ماتوا: «كنّا ميتين هناك، وقد حان الوقت لإعادة النظر في الطريقة التي تمّ بها موتنا».

حتى أوائل الثلاثينات من عمره، ظل حاتم علي يعوّل على الكتابة كحقلٍ يريد الدخول فيه والتعبير عن مشروعه الذي يحمله من خلاله، إذ وقّع على القصّة الأولى في مجموعته «ما حدث وما لم يحدث» بـ«كاتب طموح»، في إشارة إلى أن عالمه في الكتابة ما زال في البدايات، وأنَّ الطريق ما زال في أوّله. لكنّ طريق الكتابة هذا انتهى عند هذه المجموعة ولم يتبقّ من الكتابة غير وعدٍ قطعه على نفسه في مقدمة هذه المجموعة وأخذه معه إلى الدراما والسينما: «سأظلّ أبحث عن موضوع كبير يهمّ الجماهير، شيء له علاقة بالتاريخ، ويعكس آمال الناس، ونزوعهم نحو التغيير والتطوير والتثوير».

الإعلان عن ولادة نجم جديد
مرةً أخرى في الحجر الأسود، يمر حاتم علي الذي يدرس في المرحلة الإعدادية بين ناس الحيّ، وبالكاد يستطيع التعبير عن أفكاره لمن يلقاه، إذ كان خجولًا ويختبئ خلف الكتابة ليقول على الورق ما لا يستطيع قوله أمام الناس، فيكتب مسرحيات لفرقة الأصدقاء ومخرجها العامل موسى.

كانت التجهيزات تسير على ما يرام لتأدية مسرحيّةٍ من تأليف حاتم علي وإخراج موسى في احتفال مدرسيّ نهاية العام، قبل العرض بأيّام حرِد الممثل الرئيسيّ في المسرحيّة، فأخذ حاتم الدور، وهكذا واجه الناس على المسرح لأوّل مرة مضطرًا.

يصف حاتم المشهد يومها: «تبخّر خجلي دفعةً واحدة، وكأنه لم يكن من مظاهر سلوكي، وتحوّلت إلى شخصٍ ثانٍ، وما هو أشدّ غرابةً جاء بعد الانتهاء من العرض؛ فقد عدت إلى شخصيّتي الأولى».

كان ذلك أول دور تمثيلي يؤديه حاتم علي أمام الجمهور، وقد كان أداء شخصٍ هاوٍ استطاع بعدها تطوير أدائهِ في التمثيل مع قدسيّة و فرقته، وبعد فترة قلّد حاتم قدسيّة ونسخ طريقته في التمثيل التي تقوم على «تصوير الإحساس من خلال اللفظ نفسه، سواء بالتأكيد على بعض الكلمات في الجملة، أو بالاستخدام الصوتي المبالغ به من أجل إيصال شحنة الانفعال إلى المشاهد».

لفتت هذه الطريقة المهتمين بالمسرح، وكان منهم رياض عصمت، مقدم برنامج ثقافي على التلفزيون السوري، إذ كان حضر عرض «الزنزانة» الذي لعب فيه حاتم علي الشخصيّة الرئيسيّة، وقال عبر برنامجه بعد انتهاء العرض: «في هذه الليلة ولد نجم عربي سوري على خشبة المسرح اسمه حاتم علي».

ستظل هذه الطريقة في التمثيل ملاصقةً لشخصيّة حاتم علي إلى أن جاء التونسي محمد إدريس؛ أحد أهم قامات المسرح التونسي المعاصر ومدرس حاتم في المعهد، وطالَبَه بالافتراق عن إرث المرحلة السابقة. يقول حاتم عن إدريس: «بذل مجهودًا كبيرًا حتى يخلصني من شبح زيناتي قدسيّة كي أعيد ثانية اكتشاف نفسي وقد كانت مرحلة مؤلمة».

انتقل حاتم بعدها للتمثيل في الأعمال التلفزيونية، وناهزت الأعمال التلفزيونيّة التي مثّل فيها منذ العمل الأول وحتى العام 2016 نحو 30 عملًا، أغلبها أعمال معاصرة باستثناءات قليلة، إذ كان يميل إلى العمل المعاصر لأنه أقدر على تقديم مشاكل الناس.

توصّل حاتم إلى أن الكتابة مهنة تابعة تعتمد على شخص آخر يعيد قراءة ما هو مكتوب، ومثلها مهنة التمثيل المحكومة برؤية المخرج والمؤلف، لهذا اتخذ طريقًا لحلمه، وهو الوقوف خلف الكاميرا مخرجًا في مهنة اعتقد أنها ستوفر له الاستقلاليّة أكثر من الكتابة والتمثيل للمضي قدمًا في مشروعه الشخصيّ.

الإخراج: سينما ودراما
مع بداية الثمانينات انتقل نايف المومني من إربد شمالي الأردن للدراسة بجامعة دمشق، وهناك رافق ابن خالته حاتم -الذي يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحيّة- إلى مكان عمل الأخوال محمد وعبدالله وجمال الحريري في المؤسسة العامة للسينما حيث تعرض الأفلام قبل إجازتها، وستكون هذه العروض الصور الأولى للسينما في حياة حاتم علي، وسيبقى حلم السينما بعدها يلازمه حتى أيامه الأخيرة.

في بيت العائلة الذي بيع جزء منه لشراء جهاز تلفزيون، شاهد حاتم علي الأعمال الدرامية الأولى التي انجذب لها، وتجنّب متابعة البرامج لأنها متخلّفة فنيًا وذات طابع توجيهي، واستطاع متابعة عالمٍ آخر حين عدّلَ هوائي التلفزيون والتقط بثًّا من لبنان والأردن، كما استطاع مشاهدة ما يعرضه التلفزيون الأردني في عطلات الصيف التي قضاها عند أولاد عمته في درعا.

في بدايات دراسته في المعهد شارك حاتم مع المخرج محمد شاهين؛ أحد أعمدة السينما السورية، كممثل ثانوي في فيلم «قتل عن طريق التسلسل» (1982). وبعد المعهد ممثلًا مع المخرج هيثم حقّي في مسلسل «دائرة النار» (1988).

راقب حاتم خلال العمل مع حقّي تفاصيلَ مهنة الإخراج، ومن هناك اتخذ طريقه ليكون ضمن المدرسة الواقعية في الإخراج التي ينتمي لها حقّي نفسه، وتقوم على المزاوجة بين جماليات الصورة وواقعية الأفكار وعناصر المشهد.

جاءت مرحلة الواقعية بعد مرحلة كان فيها المسلسل السوري والعربي يعاني من عيب الثرثرة الكلامية وسطوة الكلام على حساب الصورة، بالإضافة إلى انتشار موجة الفانتازيا التاريخية، وكان سؤال حاتم حينها: كيف أستخرج الجمالي من الواقعي وأعيد قراءة السيناريو بشكل مغاير من أجل الوصول إلى تبسيط التمثيل ومفردات المشهد.

بدأ حاتم علي في إخراج الأعمال الدرامية المعاصرة والأفلام التلفزيونية بين السنوات 1993 و1999. أخرج من الأعمال المعاصرة: أحلام كبيرة، والفصول الأربعة، وعصيّ الدمع، ثم انتقل إلى إخراج الأعمال الدرامية التاريخيّة بداية من الزير سالم سنة 2000.

وقد بذل جهدًا في الأعمال المعاصرة لا يقلّ عن الأعمال التاريخية، لكن الأخيرة انتشرت بشكل أوسع وأحدثت أثرًا أكبر عند المشاهدين، لأنها موجهةٌ لجمهور عربيّ وتخص التاريخ العربي، ولغة حوارها العربية، بينما موضوع العمل المعاصر محكوم بالمحليّة إلى حدّ ما.

منذ بداياته في الإخراج كان حلم الإخراج السينمائي يرافقه، ومع بدء إخراج الأعمال الدرامية التاريخيّة بدأ حاتم علي بإخراج الأفلام السينمائيّة، وكان يستعين بالطاقم وبعض المشاهد من أعماله الدرامية في أعماله السينمائيّة. كانت البداية من فيلم «2000» الذي تدور أحداثه داخل مصعد فندق في دمشق خلال ليلة رأس السنة التي ستنقل العالم إلى قرن جديد، وقد اعتمد فيه على ممثلي وفنيي مسلسل الزير سالم، ثم فيلم روائي قصير بعنوان «شغف» (2005)، ثم الفيلم الروائي الطويل «العشَّاق» (2005) بالاعتماد على مسلسل «أحلام كبيرة»، الذي استخدم فيه مشاهد من المسلسل نفسه، ثم «سيلينا» (2009) أول فيلم غنائي في تاريخ السينما السورية، لمنصور الرحباني، وفيلم «الليل الطويل» من تأليف هيثم حقّي، وفيلم «عمر» الذي أُعيد توليفه من المسلسل التلفزيوني الذي حمل نفس الاسم.

لفت التطور الفني للأعمال الدراميّة لحاتم علي المنتجين المصريين، إضافة إلى الممثل يحيى الفخراني فعرض عليه إنجاز فيلم سينمائي عن محمد علي باشا، فانتقل إلى مصر للعمل على الفيلم لكن شركة الإنتاج توقفت فأوقف مشروع الفيلم. وخلال التحضيرات الأولى لهذا الفيلم -وهو من تأليف لميس جابر- اطلع حاتم علي على سيناريو مسلسل «الملك فاروق» للمؤلفة نفسها، فخرج المسلسل عام 2007، وهكذا عاد حاتم علي إلى مملكة الدراما، وأخرج أربعة مسلسلات مصرية هي «تحت الأرض»، و«حجر جهنم»، و«كأنه امبارح» و«أهو ده اللي صار».

حَلمَ حاتم علي بالعمل في السينما والأفلام لما توفره من مساحة في التجريب والابتكار، بعكس التلفزيون الذي يميل جمهوره إلى التبسيط. وخلال سنوات العمل في الدراما عاين وجرّب كيف يجري تصوير المسلسل الواحد من ثلاثين ساعة في ثلاثين يومًا، وهي نفس المدة التي يحتاجها فيلم من ساعتين في عمل يومي متواصل يلهث فيه لـ12 ساعة لا تتيح له التدقيق في التفاصيل والعناصر الفنيّة: «لو أتيح لي أن أقدّم هذه الموضوعات عبر صناعة سينمائية، فإن النتائج ستكون مختلفة في طريقة التناول وهامش الحرية الأكبر وطبيعة الجمهور والشرط الإبداعي».

وبسبب صعوبة المضي قدمًا في صناعة مشروع سينمائي على غرار الدرامي، كان حاتم علي، إلى جانب آخرين يعملون في الدراما، يعمد إلى ما اصطلح عليه بتقديم اللغة السينمائية في العمل التلفزيوني كعزاء عن صعوبة هذا الحلم صعب المنال.

أوقفت الحرب في سورية عدة مشاريع سينمائية لحاتم علي، منها مشروع الفيلم الروائي الطويل «موزاييك»، المأخوذ عن رواية فوّاز حدّاد ومن تأليف حاتم نفسه، بالشراكة مع زوجته دلع الرحبي وأسامة محمّد. ومشروع فيلم «الولد» من تأليف بلال فضل. وقبل كل هذه الأعمال مشروع فيلم «الزير سالم» من تأليف حاتم علي وزياد عدوان.

وكانت المشاركة السينمائية الأخيرة التي انخرط حاتم علي فيها هي الفيلم السينمائي السوري-الكندي المشترك «سلام بالشوكولا» من إخراج جوناثان كيسجير، وقد حاز على جائزة التمثيل عن دوره في هذا الفيلم من أحد المهرجانات السينمائية في كندا، لكن بعد وفاته.

العودة إلى الأحلام القديمة
في السنوات الأخيرة انتقل حاتم علي إلى كندا من أجل الحصول على الجنسية الكندية، نظرًا لصعوبة السفر والتنقل باستخدام جواز السفر السوري، والحاجة الدائمة لاستصدار الإقامات السنوية وتعقيدات ظروف الإقامة في مصر وشروطها القانونية بالنسبة للمواطنين السوريين. وفي بيته الكندي عادت إليه الأحلام القديمة.

طوال مسيرته كان حاتم علي يرى في أعمال عُدّت فارقة في مسيرة الدراما أعمالًا عاديةً، كما يقول رفيقه الممثل غسّان عزب، الذي شارك حاتم علي في الكثير من الأعمال المسرحية في البداية، والأعمال الدرامية: «ما كان يرضى عنه [للعمل]، يشوفه شي عادي، القلق الدائم هو اللي خلاه [يتطور]».

في الأيّام الأخيرة، تحمّس لإنجاز فيلم «موزاييك» بعد أن تغيّر عنوانه إلى «تبادل»، ولإنجاز مشروع الفيلم السينمائي «الزير سالم». وطرح للمقربين منه قبل وفاته بأسابيع فكرة إمكانيّة تحويل رحلة أبو خليل القبَّاني و فرقته المسرحية إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر إلى مسلسل تلفزيوني.

وفي يوم 29 كانون الأول 2020 توفّي حاتم علي، وقد خاض وغامر في العمل على مشروع يرتبط بإعادة قراءة تاريخ القضايا العربيّة الكبرى، وتخليص بعضها من شحنة الشعارات ووضعها ضمن توليفة تعتمد على الجمالية في الطرح إلى جانب الأفكار. وفي خضم المغامرات التي خاضها مع الرقابة وسطوة بعض شركات الإنتاج، وموجات التسلية والفرجة في الدراما، والتنقل بين تيارٍ صار يرفض منه العمل على أي قضيّة ليست كبيرة كما كان يصرّح بألمٍ. كان حلمه الشخصيّ في السينما يتبخّر شيئًا فشيئًا، وما تبقى من حاتم علي هو ما التزم به في بداية مسيرته الفنيّة: «سأظلّ أبحث عن موضوع كبير يهمّ الجماهير، شيء له علاقة بالتاريخ، ويعكس آمال الناس، ونزوعهم نحو التغيير والتطوير والتثوير».

المنشورات ذات الصلة