حسان عزت – الناس نيوز ::
قصي علينا الذي برق برق واتخبى بين الورق يا ستي..
ويا عمي يا فاكهاني عندك فاكهة من غير ورق..
لم تقل ستي السيف، ولم تقل كتابة الموبايل.. ولكنها قالت: الكمأة.
الفاكهة المعجزة ثمرة الرعد ورعشة إله البعل عندما يظهر ثمره للناس بإعجازه ووقد رؤاه.
قصص زكريا تامر منذ صهيل رياحه الخرساء:
وعنت وعنينا كتابة زكريا تامر الذي عنون قصصاً له بـ (صهيل الرياح الخرساء) وبـ (دمشق الحرائق) وإن اشتهر بالنمور في اليوم العاشر. فقد عانق البرق والغيمة وقال بلسان الحكاية ما لم يقله غيره بعقود.
أذكر له قصته المتفردة “الرغيف” التي كتبها في الخمسينيات، ونشرها عام 57 في مجلة لبنانية، وفيها سباق بين الموت والحياة، وبين صائد الرغيف من النهر زمن الجوع وابنة عمه المتأبية عليه، لكنه الجوع غلاب الأرواح والبشر. والذي يغلبها، فتقبل أن تكون لابن عمها تعطيه جسدها مقابل الرغيف.. الرغيف الذي أذل الممالك والأمم. وأسوأ الجوع الكفر، تقبل هي لتعيش، وهو الذي صارت طيعة له بالرغيف يهرب منها ولا يعطيه لها، فالصراع هنا يختلف عن صراع أيام الرخاء، والقصة هذه لم أقرأها عند غوغول ولا عند تشيخوف ولا عند يوسف إدريس، بل عند مبدعها زكريا تامر الذي استبق سوريا الحرب وتجويع النظام لشعب كامل بنصف قرن، وتنبأ بكفر الجوع والتجويع، وفي القصة القصيرة سبق متخطياً فرسانها ومؤسساً لصوتِه النادر الذي لا يصدأ، ولا يشيخ في عصر الرواية، وعموم من يكتبون القصة القصيرة سورياً وعربياً يخرجون من كمي قميص زكريا تامر الأبيض قصير الأكمام، لكن بطول السرعة والتسارع في عالم الإبداع الذي يبقى ورداً جورياً لفارس القصة القصيرة السورية زكريا تامر.