سينمائية سعودية: لا يكتمل الفن بلا مجازفة

الرياض – الناس نيوز

شهد أمين مخرجة سينمائية سعودية، درست إخراج الفيديو في لندن، ثم عادت إلى السعودية لتعمل مخرجة مساعدةً في الإعلانات والأفلام الوثائقية، ثم ذهبت إلى نيويورك لتدرس كتابة السيناريو، وأخرجت الأفلام القصيرة، ومنها: فلم «نافذة ليلى»، ثم فلم «حورية وعين»، الذي فاز بجائزة أفضل فلم روائي قصير في مسابقة «أفلام الإمارات» المخصصة لمخرجي دول الخليج ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي.

وعزز الانفتاح السعودي الذي حدث عام 2018م للفنون والآداب من مثابرة جيل من السينمائيين السعوديين الذي كان يغامر، من دون حتى سند رسمي، في مجال تكتنفه الصعاب وعدم التشجيع داخليًّا. ويظهر الآن جيل طموح يتطلع إلى التعبير عن مواطنته وهويته السعودية، عن مجتمعه وقضاياه.

وأجرت مجلة الفيصل السعودية حوارا مع شهد أمين حول تجربتها في السينما، فسالتها عن بداياتها الإخراجية مع السينما، وأسلوبها القريب من الواقعية السحرية، وأفكارها غير المألوفة.

وقالت شهد إنها في تجربتها السينمائية ترغب في أن تروي قصة من أعماق الشخصية نفسها، فتستعين على ذلك بلغة بصرية بحتة وهي اللغة ذاتها التي من خلالها اكتشفت سحر السينما.

وأضافت شهدت: “أردت أيضًا أن يكون لفلمي طابع عربي ويحمل موروثًا عربيًّا في ناحية الصور. لقد اعتمدت كثيرًا على الصورة الشاعرية في سرد القصة وفي الخوض في القصة.”

الهوية والسينما

وعن الأفكار غير المألوفة في فيلمها الأخير «سيدة البحر»، قالت شهد: “قبل أن أقوم بتصوير وكتابة شيء دائمًا أفكر. ما الجديد والمغاير فيما أطرحه. أنا لا أحب أن أخوض في التجارب المطروحة سابقًا، أو في التجارب المضمونة. الفن عندي لا يكتمل من دون شجاعة ومجازفة، وهذا ما أتطلع إلى رصده عندما أرى أو أقرأ أيّ جديد. وبالطبع أحب التمسك بهذا المبدأ في أعمالي.”

وأضافت: “أمامنا الكثير حتى نستطيع التحدث عن سينما تمثلنا نحن، وتعبر عن اختلافاتنا وهيئتنا الموحدة في آنٍ معًا. من أصعب الأسئلة التي تطرح علي، سؤال الهوية والسينما، الهوية والفن في شكل عام. ولكني أومن أن صانع السينما نفسه يجب أن يكون صادقًا مع نفسه ومع تجربته الحياتية. فالتعامل مع القصة بصدق هو من الطرق الأولى التي قد تصنع فلمًا يعبر عن هوية صانعه ويمثل جيله، ولعلي أخبرك ههنا بأنه بعد مشاهدة كثير من النساء لـ«سيدة البحر» ذكرن لي أن حياة «الشخصية الرئيسية» تشبههن بشكل مذهل.”

السينما والقضية

وعموما تعتقد شهد بأن الأفلام ليس ضروريًّا أن تحمل قضايا، ولكنها ترى أن صناعة الأفلام في حد ذاتها هي “رحلة في البحث عن الذات. وهذا ما أحاول أن أفعله عندما أكتب قصصي. أحاول دائمًا أن أسأل أسئلة لا أملك لها جوابًا. أو أن أحفز نفسي بطريقة غير مباشرة من خلال قصصي.”

واختارت المخرجة السعودية الشابة عالم البحر/ ذلك العالم الغامض ليرمز إلى المرأة المكبوتة، بوصفها موضوعًا يحظى باهتمام العالم، وترى أنه مهما كان هذا العالم الذي اختارته سرياليًّا فهو بالنسبة لها واقعي جدًّا؛ “إذ إنني حاولت أن أكون صادقة مع قصتي وجعلتها أكثر شخصية.”

وفي حوار سابق ذكرت شهد أن الجرأة هي أساس صناعة الأفلام؛ فإن لم يكن السينمائي جريئًا، فليبحث عن مهنة أخرى. وهي تقول إن الجرأة في طرح القصة وفي طريقة الطرح، وفي صدق صانع الأفلام مع نفسه وشخصياته التي يكتبها.

وتعتقد شهد أننا في حاجة إلى قصص ترويها المرأة عن نفسها؛ لأنها هي التي تعيش تجربتها في الحياة أولًا وأخيرًا، ولكنها مع ذلك تنكر معرفة بعض الرجال وكتاباتهم عن المرأة بطريقة صادقة وصريحة.

وترى أن السينما في حد ذاتها ثقافة. هي فن يشجع على التفكير ويغذي الثقافة العامة، وفي إمكانه أن يخلق هوية إنْ نميناها بالطريقة الصحيحة.

وعن دور الجامعات خاصة والتعليم عامة في مواكبة التطور السينمائي، وتخريج أجيال متخصصة سينمائيًّا، قالت شهد “أتمنى البدء بتدريس السينما في المدارس. فنحن في حاجة إلى جيل يتربى على اللغة البصرية واللغة الأكثر شاعرية.”