بيروت – الناس نيوز :
عادت شبكة إتصالات “حزب الله” الى الواجهة بعد تكشف تفاصيل جديدة عنها. وتشارك جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية تقرير لـ”العربية.نت” فهذه الشبكة لا سلكية تحت الارض في المناطق الاسلامية وفي المناطق المسيحية فوق الارض ولا سلكية وتستعمل اعمدو كهرباء الدولة.
ويقول التقرير ان الشبكة باتت في كل لبنان وهي صلة الوصل بين مختلف قيادات “حزب الله” وكذلك مع حلفائه في الاحزاب الاخرى كما تشمل مسؤولين حاليين وسابقين في الدولة. تحكم “حزب الله” بلبنان وفي الوقت الذي تتعمق أزمة لبنان السياسية والاقتصادية، يراوح ملف تشكيلة الحكومة مكانه، وسط شروط وشروط مضادة، وهيمنة “حزب الله” بسلطة الأمر الواقع، على هذا الملف كما غيره من الملفات لا سيما الأمنية في البلاد.
فالعديد من اللبنانيين يدركون سطوة “حزب الله”، وقد أعاد البعض التذكير خلال الأيام الماضية بما حصل في الخامس من أيار العام 2008 ، حين فجّرت شبكة اتصالات “حزب الله” التي أكد الحزب أنها “سلاح إشارة” وعنصر أساسي في استراتيجية “مقاومته” لإسرائيل، فتيل مواجهات عسكرية بعدما قررت الحكومة آنذاك برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اعتبارها غير شرعية وغير قانونية وتشكّل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام قبل أن تعود عن قرارها بعدما اجتاح “حزب الله ” عسكرياً مدينة بيروت وقرى في جبل لبنان وأدى ذلك إلى سقوط أكثر من مئة قتيل ومئات الجرحى. مئة ألف خط وأكد تقرير للحكومة اللبنانية حينها أن تلك الشبكة يمكنها أن تضم حتى مئة ألف خط، وتتيح لـ”حزب الله” ربطها بشبكة الهاتف العمومية. وقررت ملاحقة المسؤولين عنها قضائياً، مشيرةً إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد من خلال ما تقوم به هيئات إيرانية.
في المقابل أكد “حزب الله” أن تلك الشبكة جزء من منظومة حمايته وربطها بسلاحه وبهدف التشويش على الأجهزة الإسرائيلية. كما أنها لعبت وفق الحزب دوراً رئيسيا في قتاله خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006. والأسبوع الماضي أيضا ذكّر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحداث 7 أيار 2008 التي نتجت عن قرار الحكومة بإلغاء شبكة اتصالات “حزب الله”. كيف تعمل هذه الشبكة؟ وبعد انتهاء الحرب اللبنانية الداخلية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، بدأ “حزب الله” بمدّ شبكة اتصالات تابعة له في عدد من المناطق اللبنانية بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة.
وشكّلت تلك الشبكة (وحدة 4-600) جزء من المنظومة الأمنية تماماً كسلاحه، وبما أن جنوب لبنان شكّل نقطة انطلاق عملياته العسكرية في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة كان لا بد من تعزيز تواصل قادة الجبهات العسكرية والمسؤولين الحزبيين بشبكة اتصالات خاصة تحميهم في حال تعرّضهم لهجوم في الخارج، لاسيما إسرائيل أو في حال وقوع مواجهة مسلّحة مع خصومهم في الداخل.
و”حزب الله” بدأ بمد شبكة الاتصالات في أوائل العام 1990، حيث ألزم الشركات المتعهّدة أعمال البنى التحتية في البلديات المحسوبة عليه سياسياً، لاسيما في الجنوب والبقاع وجنوب بيروت بتنفيذ أعمال الحفريات لمدّ الكابلات تحت الأرض، مقابل إعطائها تلزيمات أخرى على أن يتولى هو بنفسه مهمة مدّ كابلات الاتصالات.
وتمتاز شبكة اتصالات الحزب في مناطق الجنوب، البقاع وجنوب بيروت بأنها شبكة سلكية (تحت الأرض) في حين أن المناطق الأخرى مثل الشمال وبعض المناطق المسيحية في جبل لبنان تم مدّ فيها شبكة اتصالات لاسلكية (أي خطوط معلّقة على عامود كهربائي).
مساعدة إيرانية وبُعيد حرب تموز في العام 2006، تعرّض جزء كبير من شبكة الاتصالات هذه لأضرار جسمية جرّاء القصف الإسرائيلي، غير أن الهيئة الإيرانية التي ساهمت في إعادة إعمار بعض المناطق المدّمرة في الجنوب، أرسلت بالتوازي عدداً من أعضائها إلى الجنوب بهدف المساعدة في إعادة مدّ شبكة الاتصالات. تشمل كل لبنان ومنذ سنوات، اكتمل بناء الشبكة في جنوب لبنان والبقاع وبيروت والشمال، فضلا عن بعض المناطق المسيحية في جبل لبنان.
وبحسب معلومات لـ”العربية.نت” فإن معظم المسؤولين العسكريين والسياسيين والعناصر والأفراد في “حزب الله”، خصوصاً أعضاء مجلس الشورى وهو القيادة العليا في الحزب يتواصلون عبر شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب.
يُذكر أن مجلس شورى “حزب الله” يتألف من سبعة أعضاء يتولى كل منهم ملفاً خاصاً، ويرأسه أمين عام الحزب حسن نصرالله. تشمل مسؤولين رسميين في الدولة ولا تقتصر شبكة الاتصالات الخاصة هذه على مسؤوليه وقادته العسكريين بل تشمل وفق معلومات مسؤولين رفيعي المستوى يتولّون مهمات في شتى المجالات والإدارات العامة في الدولة اللبنانية.
وبحسب المعلومات أيضاً فإن مسؤولين في أحزاب حليفة سياسياً لـ”حزب الله” موجودون ضمنها ويتواصلون مع قادة في الحزب من أجل التنسيق في مجالات عديدة. حتى إن وزيراً سابقاً بارزاً (نتحفّظ عن ذكر اسمه) ممن يحضر اجتماعات مع مسؤولين من حزب الله كممثل عن حزبه السياسي موجود ضمن شبكة اتصالات الحزب، ويتواصل معهم في كل شاردة وواردة.
شبكة ناشطة وكشف رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة، “أن شبكة اتصالات حزب الله لا تزال قائمة ويدخل من خلالها الحزب الى شبكة الاتصالات التابعة للدولة لمراقبة كل شيء في لبنان”. ولفت الى “أن الدولة اللبنانية لا تملك سلطة على هذه الشبكة”.
من جهته، كشف وزير الاتصالات آنذاك في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي اعتبرت شبكة حزب الله غير شرعية، النائب مروان حمادة أنها باتت موجودة في كل لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان، لاسيما في المناطق المسيحية”.
تستخدم حفريات الدولة كما أشار إلى “أهداف كثيرة لهذه الشبكة على رغم أن حزب الله “يدّعي” أنها جزء من سلاحه الدفاعي، فهي تُشكّل اعتداءً على الأملاك العامة، لأنها في بعض المناطق استخدمت الحفريات ذاتها التي نفّذتها مؤسسة “أوجيرو” التابعة للدولة من أجل مدّ الكابلات الخاصة بها”.
بدوره ، اعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” سابقاً النائب السابق فارس سعيد “أن شبكة اتصالات حزب الله هي “سلاح الإشارة”، كما سمّاها، ولا تزال قائمة”.
ولفت إلى “أن الدولة اللبنانية سلّمت بوجود سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش اللبناني، لذلك هي تُسلّم بأن شبكة الاتصالات هي جزء من هذا السلاح غير القانوني”.