بيروت – الناس نيوز: بعدما كانت شركة “بقجة ديزاين” في لبنان تصنع الأثاث بلمسات شرقية وبألوان حيّة، باتت الآن تصنع الكمامات لمساعدة الناس في حماية أنفسهم من فيروس كورونا ولكن “على الموضة” وبألوان حيّة أيضاً.
هذه الشركة هي واحدة من عدة مشاريع تجارية تحولت من صناعة منتجات مثل الأثاث والألبسة إلى صناعة الكمامات التي تسبب فيروس كورونا بتفجر الطلب عليها.
وتقول هدى بارودي، إحدى مؤسسي “بقجة ديزاين” إن أرباح الكمامات تذهب إلى الممرضات على خط المواجهة في الحرب ضد المرض.
وتضيف: “رأينا الممرضات في مستشفى الحريري على التلفاز، ورأيت إحداهن تبكي. سنعطي جزءا من كل مبيعاتنا للممرضات”، حسبما نقلت عنها وكالة رويترز.
وتشير إلى أن الممرضات أيضاً طلبن بعضا من هذه الكمامات الملونة، فلبنان معروف بحبه للحياة والألوان: “إنهن يطلبنها لأنفسهن أيضا، فهي ترفع المعنويات وتحسّن النفسية”.
وفُرضت إجراءات العزل العام في لبنان منذ منتصف مارس آذار للحد من تفشى المرض الذى أصاب 859 شخصا وأودى بحياة 26. وتحذر السلطات من موجة جديدة بعد ارتفاع عدد الحالات في الأيام الأخيرة، إثر تخفيف بعض القيود والسماح للشركات بإعادة فتح أبوابها.
وبموجب القواعد الاسترشادية للسلامة يتعين وضع الكمامات على الوجوه في متاجر السوبر ماركت والصيدليات وغير ذلك من الأماكن.
الجمال في القبح
تقول ماريا هبري، وهي أيضا من مؤسسي بقجة، إن “الكمامات شيء حزين، لكن عندما قدمنا هذه التصاميم المختلفة عدنا إلى فلسفة بقجة بأن نبتسم دائما ونحاول أن نرى الجمال حتى في القبح”.
وعلى الرغم من إغلاق المتجر الراقي وورشة العمل، تم توصيل آلات الخياطة والقماش إلى العمال ليعملوا من منازلهم.
ويبدي سكان في بيروت، مثل مصطفى، سعادتهم بالكمامات الملونة. وقال إن التجار والصيدليات رفعوا أسعار الكمامات الطبية، فسعى إلى خيار قابل لإعادة الاستخدام.
ويقول: “منذ بداية الأزمة أحببت استخدام الكمامات الملونة، حتى أن لدي مجموعة منها في المنزل. تجعلك تشعر بمزيد من الراحة النفسية مقارنة بوضع الكمامة الطبيبة، وتخرجك قليلاً من الأجواء التي فرضها فيروس كورونا على الحياة اليومية”.
كما بدأت شركات أخرى في صنع الكمامات، وهي فرصة نادرة في الوقت الذي يضغط فيه الوباء على الاقتصاد المنهار. وزادت الجائحة مشكلات لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة مالية تسببت في خفض قيمة العملة المحلية وزيادة البطالة والتضخم والفقر منذ العام الماضي.
وبدأ إريك ريتر، صاحب مشغل “إمرجنسي روم” في انتاج الكمامات في شركته، وبدأ بصنع كمامات الوجه لعائلته.
يقول ريتر إنه يسعى لأن تظل الكمامات في حدود السعر المقبول، لكن على أن يكون ذلك كافيا لدفع رواتب موظفيه. ويبيعون الكمامة بحوالي خمسة دولارات على أساس سعر السوق الموازية.