أديليد – الناس نيوز ::
تقدمت ست شركات، خلال عام، بطلبات للحصول على 18 ترخيصاً للتنقيب عن النفط في ولاية جنوب أستراليا، أملاً في العثور على مخزونات الهيدروجين الطبيعي في الكهوف الملحية تحت الأرض.
ووفقاً لشركة استشارات الطاقة الأسترالية “إنرجي كويست” تعادل المنطقة الخاضعة للتصريح نحو 570 ألف كيلومتر مربع أو 32% من الولاية بأكملها، كما وجدت الاستشارات، في إشارة إلى التدفق المفاجئ على أنه “طفرة”.
وتسعى شركات الاستكشاف الآن للبحث عما تعتقد أنه قد يكون أرخص وأسهل طريقة للحصول على “الوقود المستقبل”، وهو الهيدروجين الطبيعي، وذلك بعد انعدام الأنشطة في فبراير/شباط من العام الماضي، بحسب ما نشر موقع مجلة “بي في ماغازين” في أستراليا.
وتجدر الإشارة إلى أن مكامن الهيدروجين الطبيعية تتشكل نتيجة تفاعلات كيميائية تحت الأرض، إذ يقول باحث الهيدروجين الطبيعي فياتشيسلاف زغونيك: “إن جزيء الهيدروجين اكتُشِف بتركيزات عالية، في جميع أنواع البيئات الجيولوجية”.
ولم يحظَ الهيدروجين الطبيعي باهتمام كبير نسبياً، حتى مع تزايد الحماس لاستكشافه في السنوات الأخيرة، إذ أعلنت آلاف الشركات عدداً كبيراً من الوسائل لإنتاجه.
ومُنِحَت شركة “غولد هيدروجين” في ولاية كوينزلاند الأسترالية ترخيصاً لاستكشاف ما يقرب من 9 آلاف و500 كيلومتر مربع في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة يورك حتى جزيرة كانغارو بحثاً عن مكامن الهيدروجين الطبيعي.
وبحسب شركة “غولد هيدروجين”، جاء الاهتمام المتجدد بهذه الكهوف الجوفية المليئة بالهيدروجين نتيجة تقارير تاريخية بشأن إعادة استكشاف بئرين تم حفرهما في الثلاثينيات، إذ اكتُشِف الهيدروجين عالي النقاء.
وتمتلك شركة “غولد هيدروجين” الآن حقوق التنقيب في المنطقة التي اكتُشف فيها هذا الهيدروجين عالي النقاء، ومُنِحَت الحق في استكشاف ما يقرب من 9 آلاف و500 كيلومتر مربع بالقرب من منطقة أديلايد، وتحديداً الجزء الجنوبي من شبه جزيرة يورك حتى جزيرة كانغارو.
ونقلاً عن هذه الشركة، مُنحت رخصة الاستكشاف 687، التي وسّعتها حكومة الولاية العام الماضي لتشمل الهيدروجين، بعد أن قدّم مدير الشركة لوك تيتوس دليلاً على اكتشافات لتدفق الهيدروجين الطبيعي بمحتويات تصل نقاوتها إلى 90%.
وأفادت الشركة بأنه جرى التحقق من اختبارات المتابعة بالقرب من الاكتشافات ومراجعتها بصفة مستقلة، مضيفة أن حقوقها تسمح لها بالبدء في إجراء مزيد من اختبارات الاستكشاف بدءاً من عام 2022.
وتهدف الشركة إلى أن تكون الأولى في أستراليا لإنتاج الهيدروجين الطبيعي واستخدامه وبيعه، حيث وصفته بأنه “مصدر لا ينضب للطاقة الخضراء”.
ويعني وصف “لا ينضب” أن التفاعل الكيميائي الذي يؤدي إلى مكامن الهيدروجين تحت الأرض يتجدد باستمرار، على الرغم من محدودية المعرفة التقنية والعلمية بمكامن الهيدروجين الطبيعي.
وخلال يناير/كانون الثاني، أعلنت شركة “إتش 2 إي إكس” الناشئة في ولاية غرب أستراليا أن لديها نحو 25 ألف كيلومتر مربع في جنوب أستراليا لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي للبدء فيها أوائل العام المقبل.
ونشرت مؤسسة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (سي إس آي آر أو)، في مارس/آذار من العام الماضي، بحثاً بعنوان “الهيدروجين في الغاز الطبيعي الأسترالي: الأحداث والمصادر والموارد”، لتحديث “الإبلاغ” عن الهيدروجين في الغاز الطبيعي الأسترالي.
ويواصل عدد من الشركات على المستوى الدولي استكشاف مكامن الهيدروجين الطبيعي، ويرجع ذلك إلى احتمال أن يصبح الهيدروجين الطبيعي أرخص ثمناً بـ 3 إلى 4 مرات من الهيدروجين المنتج عن طريق التحليل الكهربائي أو إصلاح الغاز مع احتجاز الكربون.
وترى شركة “غولد إنرجي” أن بإمكانها إنتاج الهيدروجين الطبيعي بأقل من 2.30 دولاراً للكيلوغرام، مقارنة بمشروعات الهيدروجين المصنَّع التي تنتجه بأكثر من 6 دولارات للكيلوغرام. ويبدو أن الهيدروجين الطبيعي سيظل يحمل علامة “أخضر”، على الرغم من أنه قد يكون من السابق لأوانه تأكيد ذلك.