fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

شرور الطبيعة… وشرور أخرى

ريما بالي – الناس نيوز ::

كتب صديقي الشاعر آرام: “الآن فقط صرنا ندرك المعنى العميق لعبارة تصبح على خير”.
نام السوريون وسكان جنوب تركيا ليلة الأحد الخامس من شباط فبراير الجاري ، ولم يصبحوا على خير، بل على زلزال مروع، عاث موتًا وحطامًا وأتى في سورية (المنكوبة أصلًا) على ما عجزت الحرب عن تدميره رغم ضرباتها الموجعة، فهوت المباني على رؤوس ساكنيها وطمرت أجسادهم المتعبة بركام أحجارها المتعبة، التي انهارت بلا مقاومة تذكر، كأنها تعبت من المقاومة وملّت الصمود، فاستسلمت لضربات الطبيعة هي التي انهكتها ضربات البشر.

أصبحت تلك المنطقة على كارثة طبيعية إنسانية أكسبتها لقب ” منطقة منكوبة”، وإذا كان اللقب جديدًا ومفاجئًا وثقيل الوقع على الأتراك، فهو لم يكن كذلك على السوريين الذين لم يتوقفوا عن حمله منذ أكثر من عقد من الزمان، نكبة فوق نكبة فوق نكبات، وفي كل مرة يأتي الألم مضاعفًا، ما يعني أنه في أوصالهم مازالت ثمة دماء تجري، وهناك تحت جلودهم الحساسة، ثمة أرواح عنيدة مناضلة، تحب الحياة وتستحقها.

في حلب وحدها، انهار أكثر من أربعين مبنى بشكل كامل، كما حصلت آلاف الإنهيارات لأجزاء من مبان أخرى ، ما أودى بحياة مئات الضحايا، وترك مئات غيرهم عالقين تحت الأنقاض.

وطبعًا، وكما تعودنا مؤخرًا عند حصول أي حدث مهم، مفجع أو مفرح أو لافت، انتفض جهابذة مواقع التواصل الإجتماعي (هؤلاء الذين يؤمنون أن الشمس لن تشرق إن لم يتحفونا بمنشورهم الصباحي) ليفسروا أسباب الكارثة، مال معظمهم أن الأمر لا يعدوا كونه فركة أذن من الله لشعبه، ليذكره بجبروته، وليثبت له أنه مجرد كائن ضعيف لا حول له ولا قوة، وعليه ألا ينفش ريشه (وأن يتضبضب ويقعد عاقل وإلا…)، فيما ذهب قسم منهم إلى تحذير الناس من لوم الله والشك بعطفه وحكمته، داعيين إياهم إلى توجيه لومهم للطبيعة الشريرة.

آسفة لمصادرة حق الناس في التعبير عن قناعاتهم، لكنني، في هذه الظروف الخانقة السوريالية، سمحت لنفسي ببعض السخرية البريئة للتنفيس عن شيء من الإستياء والتوتر، إذ حزنت من أجل الإنسان السوري المسكين الذي لم يبق عنده ريشًا لينفشه، بعد أن نتفته الحرب وزبانيتها، وأذنه التي أكل أطرافها الصقيع، لم تعد تتحمل فركًا ولا شدًا، ولا نصائحًا جوفاء تسكب فيها.

في المقابل، وعلى نفس المواقع الالكترونية، وجدت ما أثلج صدري وأصلح ما أفسده أولئك الجهابذة من مزاجي. بعض الصبايا الواعيات والشبان الرائعون، يستغلون تلك المواقع أحسن استغلال، بجعل أنفسهم من خلالها صلة وصل بين الناس المنكوبين، المصابين، المشردين، والآخرين الذين يمكن ان يقدموا لهم يد العون، خلية نحل لا تهدأ تبلغ عن عائلات منكوبة، ترشد إلى أماكن لإيواء من فقد منزله، وتطالب بالتبرعات العينية والمواد الغذائية وتجمعها، وتوصلها إلى من يحتاجها، ولا يقتصر عملهم على التواصل الإلكتروني، بل يقوم بعضهم بجولات ميدانية على المراكز لتأمين احتياجات الناس فيها.

جهود جبارة يقوم بها هؤلاء الشباب بدون استراحة منذ وقعت الكارثة وحتى اللحظة، نشاط لافت وحس بالمسؤولية مبهر، ومبشر بمستقبل واعد، وعالم أفضل نسبيًا، وبالرغم من أن عددهم قليل للأسف، إلا ان النوعية ممتازة، فكر خلاق، وأفق متفتح، همة وحماس، والأهم من كل ذلك، محبة البلد والبشر، محبة من النوع البنّاء.

لكن حجم المأساة الذي يتوضح ساعة بعد أخرى، يدل على أن كل تلك الجهود الشبابية التطوعية المشكورة، لن تكون كافية وحدها لمجابهة النكبة، نحن أمام كارثة انسانية خطيرة، ونحتاج لجهود منظمات عالمية مختصة ذات تمويل كبير للتعامل معها.

ما يفاقم القضية ويزيدها سوءً وتعقيدًا، أن أعدادًا كبيرة من المباني التي لم تنهار فعليًا، تخلخلت وتضررت إلى حد جعل قسمًا منها آيلًا للسقوط، الكشف عن تلك المباني وإخلاءها هما من الأولويات التي تفرضها الحالة الحرجة الآن، والعملية بحد ذاتها غير سهلة، إذ تتطلب أعداد كبيرة من الخبراء لضمان سرعة العمل، كما تحتاج إلى تأمين مساكن بديلة لمن سيتم إخلائهم، ولا ننسى أن قسمًا كبيرًا من هؤلاء، هم في الأساس مهجرين من مناطق أخرى دمرت أو لم تعد صالحة للسكن بسبب الحرب، ولا ننسى، أن الخبرات والمساعدات والدعم اللوجيستي لن يصلوا بسهولة إلى سورية (إن وصلوا) بسبب حالة الحصار والعقوبات الإقتصادية المفروضة على البلد.

ربما هي سابقة، وواقعة فريدة من نوعها، أن يأتي زلزال مدمر بعد حرب مدمرة، وربما لا، علينا أن نبحث في التاريخ لنتأكد، لكن الأكيد، أن المسؤولية عن بشاعة زلزالنا هذا وظروفه اللاحقة المعقدة لا تقع بمجملها على عاتق الطبيعة الشريرة، إذ ثمة شرور بشرية اشتركت أيضًا في جعل الأمور بهذه الصعوبة.
لن أتحدث عن الحرب وصنّاعها والمصفقين لها، ولا عن القذائف والصواريخ التي ضعضعت المباني التي لم تهدمها، وأتعبت الأرواح التي لم تزهقها، ولا عن السياسة أو (المؤامرة الكونية) التي جعلت سورية دولة معزولة ومنعزلة ومحاصرة، ولا صديق لها إلا من يحتلون نصفها ويتصرفون بخيراتها، ولا عن خسة المجتمع الدولي وتجاهله لحقوق البشر هنا تحت مسميات سخيفة، لن أخوض في كل ذلك، بل سأعود إلى ما قبله، إلى الفساد الذي نخر البلد فنخر مبانيها لمّا سمح بتشييد عدد منها وتعديل أعداد أخرى بشكل مخالف للمواصفات، والمقابل معروف، وما يؤكد ذلك أن معظم المباني التي انهارت بتأثير الزلزال، هي تلك المعدلة داخليًا أو المضاف إليها طوابق غير نظامية أو العشوائيات والمخالفة للمواصفات القياسية .

هنا نتحدث عن انهيار، نتحدث عن ضحايا وشهداء، من يتحمل وزر دمائهم؟ غير الطبيعة الشريرة!
أوضح وأقرب مثال عن ذلك، بناء شارع العزيزية الكبير في حلب (ويلقب ببناء السوق الحرة)، كان واحدّا من أجمل المباني في الحي، يبدو قويًا وشامخًا، بطوابقه السبعة (خمسة طوابق أصلية، وإثنان تمت إضافتهما لاحقًا بشكل غير نظامي لكن مرخّص رسميّا من الجهات المختصة وقتها) وكان أول من انهار تحت الضربات الأولى للزلزال، مخلفًا عددًا لا يستاهن به من الضحايا المأسوف عليهم. صمد لسنين طويلة، وكان يمكن أن يصمد دهرًا، لو لم تحرجه الطبيعة الشريرة بزلزالها، وتفضح الجريمة التي نُفّذت بهدوء ثم نُسيت، بينما الزمن لا ينسى، ويعود دائمًا لاستيفاء ديونه، وعندما يفعل، يستوفي معها فوائدّا باهظة.

لا أملك إلا أن أتمنى اندحار هذا الكابوس، رغم معرفتي أن تمنياتي مثلها مثل حماس أولئك الشباب، لا يكفي ولا يسمن عن جوع، لكنني سأتمنى أيضًا، وأيضًا، على الأقل، أن تدير لنا الطبيعة وجهها الطيب وتشيح بذلك الشرير فقد اكتفينا منه، والشر الباقي، سيتكفل به شبابنا الرائعون، ولو بعد حين.
وأعود لاستعارة فكرة صديقي آرام، لأتمنى لكم (فعلًا) أن تصبحوا على خير.

المنشورات ذات الصلة