لندن – الناس نيوز ::
سجلت شلّ أرباحا صافية قياسية بلغت 42,3 مليار دولار العام الماضي، على ما أعلنت مجموعة الطاقة البريطانية العملاقة، على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الغاز والكهرباء.
وبحسب “فرانس برس” فقد زادت الأرقام المسجلة قبل اقتطاع الضرائب بمرتين مقارنة بعام 2021، على ما أظهرت الكشوف. وارتفعت العائدات بنسبة 45 بالمئة مسجلة 381 مليار دولار في 2022، ما يعكس المكاسب الضخمة لدى منافسيها.
وأثارت الأرباح الطائلة التي حققتها شركات طاقة كبرى غضبا شعبيا وسط أزمة تكلفة معيشية أججها الارتفاع الجنوني لفواتير الطاقة.
وبموازاة ذلك تظاهر نشطاء منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) المدافعة عن البيئة، الخميس أمام مقر شلّ في لندن، معتبرين أن المجموعة “تستفيد من دمار المناخ”.
وقالت شلّ إنها ستعيد أربعة مليارات دولار إضافية للمساهمين، بعد عملية إعادة الشراء الضخمة العام الماضي، مضيفة أنها سترفع بشكل كبير قيمة الحصص الموزعة على المساهمين في أعقاب العائدات القياسية.
وقال المدير التنفيذي الجديد لشلّ وائل صوّان في بيان العائدات “تُظهر نتائجنا في الفصل الرابع وعلى مدار العام، قوة محفظة شلّ المتمايزة، فضلا عن قدرتنا على توفير الطاقة الحيوية لزبائننا في عالم يشهد اضطرابات”.
تسعى شلّ للقيام بتغييرات جذرية بإدارة صوان، المسؤول السابق عن الطاقات المتجددة والذي حل مكان بن فان بوردن على رأس المجموعة مطلع العام.
رغم تقديم نفسها على أنها أكثر الشركات مراعاة للبيئة مع تحول الدول ببطء نحو عالم خال من الكربون، يظل إنتاج الوقود الأحفوري أساسيا في دعم الاقتصاد العالمي خلال العقدين القادمين.
وأعلنت شركة بي بي منافسة شلّ الإثنين إنه بينما يمكن تسريع التحول العالمي للابتعاد عن الوقود الأحفوري بسبب الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا “يواصل النفط لعب دور رئيسي في نظام الطاقة العالمي في السنوات الـ15 إلى 20 القادمة”.
تأتي بيانات شلّ في أعقاب إعلان شركة إكسون موبيل الأميركية للطاقة الثلاثاء أن أرباحها السنوية الصافية سجلت رقما غير مسبوق بلغ 56 مليارا، وتوزيعها أرباحا طائلة على مساهميها.
واستدعى ذلك توجيه الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات لعمالقة الطاقة الأميركيين، ومن بينهم شيفرون، قائلا أنه ينبغي عليهم المساهمة في خفض أسعار الطاقة خلال أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.
وكتب بايدن في تغريدة الثلاثاء أن الأمر الوحيد “الذي يمنع +بيغ أويل+ (شركات الطاقة الكبرى) من زيادة الانتاج (وبالتالي خفض الأسعار) هو قرارها دفع المليارات للمساهمين بدلا من إعادة استثمار الأرباح”.
وجاء موقف بايدن بعد تصريحات أدلى بها متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة بي بي سي قال فيها إن أرباح إكسون القياسية “شائنة” ولا سيما بعد أن “أُجبر الأميركيون على دفع مثل تلك الأسعار المرتفعة في محطات الوقود” في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي مسعى لتخفيف الضغط عن المستهلك، فرضت حكومات ضرائب مفاجئة على الأرباح الطائلة.
وكشفت شل أن الضرائب المفاجئة التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في أعقاب ارتفاع العائدات سيكبّد المجموعة نحو ملياري دولار.
وقال مسؤول الأسواق في مؤسسة إنتراكتيف إنفستور، ريتشارد هانتر عقب الإعلان عن النتائج إن “شّل قامت مرة أخرى باستعراض قوتها المالية على نطاق واسع، مع الاستفادة في نفس الوقت من موجات دورة اقتصادية يمكن أن تحمل تحديات كبيرة بالإضافة إلى مكافآت”.
اضاف أن “الآراء المتقلبة إزاء الطلب من الصين بعد إعادة فتح أنشطتها ستستمر، وقد تكون هناك أيضا عقبات في الطريق في حالة حدوث ركود عالمي طفيف”.