بغداد – الناس نيوز :
يصارع الصحافي العراقي المعروف أحمد حسين الموت إثر تعرضه لمحاولة اغتيال بعد 24 ساعة على مقتل الناشط إيهاب الوزني المناهض للنفوذ الإيراني والجماعات المسلحة في البلاد.
وخلال الهجومين اللذين وقعا بفارق 24 ساعة، الأول في حوالي الواحدة بعد منتصف الليل الأحد والثاني في الوقت ذاته تقريبا الإثنين، أطلق مسلحون من مسدسات مزودة بكاتم للصوت النار على الرجلين.
قُتل إيهاب الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في مدينة كربلاء الشيعية في الجنوب، وهو في طريقه الى منزله.
وتعرض أحمد حسين مراسل قناة الفرات لمحاولة اغتيال بالطريقة ذاتها أثناء نزوله من سيارته متوجهاً إلى منزله القريب من مدينة الديوانية، جنوب العراق، وفق لشاهد عيان.
أصيب حسين في رأسه ونُقل إلى بغداد وأجريت له عدة عمليات ولكنه “سيبقى في العناية المركزة لأسبوعين”، وفق المستشفى الاختصاصي الذي استقبله.
حدث الهجومان صدمة كبيرة لدى العراقيين في حين يقترب موعد الانتخابات التشريعية، المقررة في تشرين الأول/أكتوبر.
ـ الإفلات من العقاب ـ
وقد أعاد الافلات من العقاب الذي يعول عليه القتلة الذين ينفذون هجمات تستهدف شخصيات معروفة أمام كاميرات المراقبة، إلى الأذهان شبح التصفيات لدوافع سياسية خلال الحرب الأهلية التي بلغت ذروتها بين 2006 و2009.
منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة. ففي تموز/يوليو 2020، اغتيل المحلل المختص على مستوى عالمي بشؤون الجماعات الجهادية هشام الهاشمي أمام أولاده في بغداد.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي يختفي منفذوها تحت جنح الليل. لكن الناشطين يوجهون أصابع الاتهام إلى “ميليشيات” شيعية في بلد يتعاظم فيه نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران سيطرتها على المشهد السياسي.
وأكد ناشط مقرب من الوزاني متحدثا في الطبابة العدلية في كربلاء “إنها مليشيات إيران، اغتالوا إيهاب وسيقتلوننا جميعاً، يهددوننا والحكومة صامته”.
وقال الزعيم الشيعي عمار الحكيم في تغريدة، إن “ما يتعرض إليه الناشطون والإعلاميون … جرائم مستنكرة ومرفوضة ومُدانة”.
وأضاف الحكيم الذي تتبع له قناة الفرات أن “الحكومة مطالبة بالكشف وبشكل عاجل عن مرتكبيها وتوفير الحماية لأصحاب الكلمة الحرة”.
ووفقا لأقاربه، قال الوزني في الفترة الأخيرة للشرطة إنه يشعر بتهديد لكن لم تُوفر له أي حماية.
وبعد أغتياله بوقت قصير، أعلنت جهات سياسة بينها حزب “البيت الوطني” الذي ولد من رحم “ثورة أكتوبر” مقاطعتها للانتخابات. وتساءل الحزب في بيان بعد إعلانه تلقي عدد من مرشحيه تهديدات بالقتل “كيف يمكن لحكومة تسمح بمرور مدافع كاتمة للصوت وعبوات أن توفر مناخا انتخابيا آمنا؟”.
ـ “إيران برة برة” ـ
ورأى النائب سعد الحلفي عضو تحالف “سائرون” الذي يمثل التيار الصدري في البرلمان، إن “عودة مسلسل الاغتيالات … تندرج ضمن المخطط التخريبي … وعرقلة الانتخابات”.
بدوره، حذر الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، في تغريدة إن “للمشاركة في الانتخابات شروطها وميثاقها … والاغتيالات ليست منها على الإطلاق”.
عقب هذه الهجمات، تصاعد الاحتجاج المناهض لدور إيران التي لها حلفاء داخل البرلمان بعدما تزايد نفوذها في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003.
إذ خرجت مساء الأحد، تظاهرات في مدن الديوانية والناصرية كما أحرق متظاهرون إطارات وأضرموا النار في أكشاك مثبتة أمام مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء، ما دفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى تقديم “شكوى” للسفارة العراقية في طهران.
وسبق تلك الاحتجاجات، هتافات خلال تشييع جنازة الوزني في كربلاء، بينها “ايران برة برة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”.
والأحد أعلنت شرطة كربلاء أنّها لن تدّخر جهداً للعثور على “الإرهابيين” الذين قتلوا الوزني.
وأكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان أن “واهم من يتصور أن القتلة سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة”.
ويرى الناشطون أن حكومة الكاظمي لم تنصف الناشطين الذين اغتيلوا بعد مرور عام على توليه الحكم فيما يدعي بعض مستشاريه أنهم جزء من “ثورة تشرين”.
حتى الراحل إيهاب الوزني هاجم الكاظمي على صفحته على فيسبوك، قائلا “هل تدري ما يحدث؟ هل تعلم أنهم يخطفون ويقتلون أم أنك تعيش في بلد أخر غيرنا؟”.