لندن – الناس نيوز ::
قال الصحفي السوري زاهر عمرين : “إن سلمان رشدي تحدث عن عدالة الثورة السورية بوعي منقطع النظير، وكان من أبرز الأصوات التي غردت خارج سرب اليسار البريطاني الذي صمت عن جرائم الأسد بحجة “معاداة أمريكا، وأخذ رشدي على عاتقه رفع الصوت مستغلا شهرته الواسعة لإلقاء الضوء على قضية المعتقلين في سجون النظام الأسدي في سوريا .
وأضاف المذيع في التلفزيون العربي الذي تعود ملكيته لقطر : “كنت التقيت سلمان رشدي عام 2016 في لندن، عندما اختار أن يتقاسم جائزة منحته إياها جمعية القلم الدولية مع الصديق مازن درويش وكان درويش حينها في سجون النظام الأسدي السافل، طلب مني درويش أن أقرأ رسالة تمكن من تهريبها من داخل سجنه في صيدنايا. “.
وتابع عمرين في منشور له على صفحته في فيسبوك: هذا الرجل، لم يكن يوما خائفا أو مترددا في الدفاع عما يؤمن به.
عندما سألته عن الفتوى، سخر منها ومن الموت ومن ملالي طهران ومن هيئة الأسد المضحكة، كما يجب أن يسخر اي عاقل من الرجعية ايا كان ستارها، دينيا أو دنيويا ومن آل الأسد، ورشدي رجل فعلا يجيد السخرية، أخبرني أنه سمع بهجوم وزير دفاع الأسد مصطفى طلاس على روايته، وكان يريد الرد، لكن وكيله الأدبي أراه صورة طلاس “التي تزاحم فيها ابتسامته البلهاء نيشاينه اللامعة” فقرر ألا داعي للرد من أصله.
وختم عمرين أحببنا كتابات سلمان رشدي أم كرهناهها (مع اعتقادي أن روايته أطفال منتصف الليل هي قطعة أدبية ساحرة) فإن الاعتداء عليه جريمة، والفتوى الإيرانية الرجعية السخيفة بحقه، ليست سوى جريمة أخرى في قائمة جرائم ملالي طهران التي لا تنتهي. نتمنى له السلامة.
ظلت فتوى إيرانية تلاحق الكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي على مدى 34 عاماً.
والجمعة، تعرض لمحاولة اغتيال جديدة يحمل منفذها بصمات النظام الإيراني الذي أهدر دم الكاتب الفائز بجائزة البوكر عن روايته “أطفال منتصف الليل”.
كما أصبحت روايته “آيات شيطانية” التي أصدرها في 1988، مثاراً للجدل بعد أن اعتبرها المرشد الإيراني السابق الخميني مسيئة للمسلمين بحسب تصوره، وأهدر دمه منذ ذلك الحين.
وأعلنت وسائل إعلام أمريكية عديدة، تعرض الروائي سلمان رشدي إلى هجوم أثناء تواجده على مسرح ندوة لمعهد “Chautauqua” الأدبي في مدينة نيويورك الأمريكية.
وذكر مراسل لوكالة أنباء “أسوشيتدبرس” كان متواجداً لتغطية الندوة أنه شاهد رجلاً صعد على المسرح وبدأ في “لكم وطعن” سلمان رشدي قبل أن يقدم محاضرة كانت مقررة له.
ولاحقاً أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على الجاني ، وتبين أنه شيعي لبناني .
ارتكز رشدي المتحدر من أصل هندي كشميري والذي ولد في 19 يونيو (حزيران) 1947، في الكثير من أعماله الأدبية القصصية على شبه القارة الهندية.
جمع رشدي في أسلوبه الأدبي ما بين الواقعية السحرية والخيال التاريخي؛ إذ تعنى أعماله بالعديد من الروابط والاختلالات والهجرات بين الحضارات الشرقية والغربية.
ومنذ العام 1989، أصبح سلمان رشدي مطارداً من قبل السلطات الإيرانية، بعد فتوى أصدرها المرشد الأعلى السابق للثورة الإيرانية آية الله الخميني دعا فيها إلى قتل الكاتب البريطاني ذي الأصل الهندي سلمان رشدي بسبب روايته المثيرة للجدل “آيات شيطانية” بعد اتهامه بأنه يعادي الشريعة الإسلامية، وفي نفس العام، نجا رشدي من محاولة لاغتياله.
ويؤكد خبراء، أن فتوى الخميني هي من أضفت على الكاتب شهرة عالمية، خاصة وأنه أملى على جمهور قراء واسع من بينهم المتشددين الدينيين قراءة الرواية، لتخرج الرواية بذلك من حيّزها الفني إلى الجدل الفقهي والديني، وكان الخميني قد رصد مبلغ 3.3 مليون دولار مقابل رأس الروائي.
جوزيف أنطون
وقد تسببت الدعوة إلى قتله بفرض قيود خانقة على حريته بعد أن وجد نفسه مُجبراً على العيش في عزلة والتنقل من مقر إقامة إلى آخر في سرية كاملة وتحت حماية أمنية مشددة لمدة طويلة متخفياً باسم مستعار هو “جوزيف أنطون”.
في مذكراته التي صدرت تحت عنوان “جوزيف أنطون” يروي رشدي، قصة سنوات اختفائه وبقائه تحت حراسة مسلحة مقطوعاً عن الناس وكيف أثر هذا على زواجه .
فهم خاطئ
يؤكد رشدي في إحدى اللقاءات الصحافية، أنه في الفترة التي تم فيها تأليف “آيات شيطانية” لم يكن الإسلام يشكل موضوع نقاش.
وأضاف “من بين الأمور التي حدثت أن الناس في الغرب باتوا يعرفون أكثر (عن الإسلام) من السابق”.
ويقول رشدي، مع ذلك، أسيء فهم الكتاب بشكل كبير، مصراً على أنه “في الحقيقة، رواية عن مهاجرين في لندن يتحدرون من جنوب آسيا”.
ويؤكد صديق رشدي، الكاتب البريطاني من أصل باكستاني حنيف قريشي، في تعليق على “آيات شيطانية”، “لم أنتبه لشيء فيه يمكنه إثارة حفيظة الأصوليين. رأيته ككتاب عن الاضطراب العقلي والتجديد والتغيير”.
لم يكن رشدي هو الوحيد المطارد، وفي عام 1993، اتهمت الشرطة النرويجية دبلوماسياً إيرانياً كبيراً ومسؤولاً سابقاً يعمل في سفارة بلاده بالعاصمة أوسلو، ومواطناً شيعياً لبنانياً، بالتآمر لاغتيال الناشر النرويجي ويليام نيغارد لترجمته رواية “آيات شيطانية” لسلمان رشدي.
وفي ذلك العام أُطلق عليه الرصاص ثلاث مرات أمام منزله لكنه نجا.
ومنذ وصول الخميني للحكم بعد ثورة 1979، عمل على اغتيال وتصفية الكتاب والمثقفين في إيران.
وأبرزهم الشاعر الكبير نبي كريم هاشم النيسي، والممثل والشاعر فريدون فروخزاد، إضافة إلى المؤلف والناشط سعيدي سيرجاني.
توجد روايات أخرى لسلمان رشدي على رأسها “أطفال منتصف الليل” الصادرة عام 1981، والحاصلة على جائزة بوكر الأدبية، وجائزة ذكرى “جيمس تيت بلاك” لنفس العام، وصنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبي على مر العصور وفقاً لتصنيف مكتبة بوكلوين العالمية.