حسام ديب – الناس نيوز :
كشف مسح ميداني حول أزمة عمل الشباب في محافظة إدلب شمال غرب سوريا أن نصفهم لا يملكون عملا منتظما، في ظل ظروف الحصار والقصف والعمليات العسكرية وانهيار العملة السورية، وهذا ما يدفعهم للتفكير في الهجرة إلى أوروبا.
وأظهر المسح الذي أعده مركز “صدى للأبحاث واستطلاع الرأي”، وشمل عينة تتكون من 600 من الشباب المدنيين، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما، في مدينة إدلب وشطر من ريفها، أن أغلبهم يفتقدون الإحساس بالأمان والاستقرار اللازم لسير الأعمال، وهو ما ينذر بتحولات مجتمعية حادة.
ولفتت المنظمة إلى أن بحثها يعنى بظروف العمل المدني حصرا، لذا تم استبعاد العاملين مع الفصائل المسلحة، كما تم استثناء شريحة الإناث، كون ظروفهن أشد قسوة، وفي معظم الحالات لا يتوفر لهن العمل الآمن.
وبحسب المسح، الذي جرى بين 15 أبريل و15 مايو الماضيين، فإن 47 بالمئة من المستطلعة آراؤهم كانوا يعملون بانتظام، في حين توزعت النسبة الباقية على العمل المتقطع وعدم العمل نهائيا والذي استحوذ على ما نسبته 24 بالمئة.
وبالنسبة لمن يعملون، كان الدخل الشهري لأكثر من نصفهم بين المئة والمئتي دولار، فيما لم يتجاوز المئة دولار لنحو 34 بالمئة منهم.
وكون قرابة 72 بالمئة من الذين يعملون يعيشون مع عائلات، فقد ذكر ما نسبته 85 بالمئة منهم أن مصروف العائلة يتراوح بين 100 و300 دولار شهريا، ويتشارك أكثر من معيل لتغطية المصروف، مع اعتماد 30 بالمئة منهم على معونات من الخارج.
ورغم أنهم يعملون، فقد أقر 44 بالمئة منهم أنه في حال عجز الدخل عن تغطية الاحتياجات، فإنهم يلجؤون إلى المنظمات الإغاثية لتعويضها.
وتعيش إدلب ظروفا معيشية سيئة، وتخيم عليها الأجواء العسكرية دائما،وتتعرض لقصف طيران روسي إيراني أسدي،
وأقر نصف المستطلعين أنه في حال استمرار تدهور العملة السورية فإنهم سيسعون للهجرة إلى أوروبا أو اللجوء إلى المخيمات.
ويعيش أكثر من 3 ملايين شخص في إدلب، نظرا لأن النظام عمل على إجلاء جميع مقاتلي الفصائل المسلحة من كافة المناطق التي سيطروا عليها في وسط وجنوب البلاد إلى إدلب، وهذا ما تسبب بأزمة ودفع بالآلاف للعيش في المخيمات نتيجة عدم الاستقرار وسوء الأوضاع المعيشية.