fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

د . ممدوح حمادة – الناس نيوز ::

عندما بنى راشد بيته المكون من غرفتين ومطبخ، لم يكن يبني فقط من اجل ايواء اسرته التي كانت ما تزال صغيرة بمقاييس القرية في ذلك الوقت، حيث لا يشكل افرادها اكثر من سبعة اشخاص هو وزوجته سميحة وخمسة ابناء سادسهم في بطن سميحة المنفوخ بشدة مما يوحي بأن توأما يسكن فيه على الأغلب، راشد كان يفكر بشكل استراتيجي، فهؤلاء جميعا سيكبرون ويتزوجون وينجبون ولا بد لهم من فتح بيوت، ولهذا ترك راشد الحديد بارزا من الاعمدة ومن اطراف السطح، والغاية من ذلك هو توسيع البيت لاحقا افقيا وعاموديا عبر بناء غرف جديدة تضاف الى الغرفتين الحالييتين وبناء طابق ثان دون الاضطرار الى تنقير السطح من اجل الكشف عن الحديد القديم وشبك الحديد الجديد به لمتابعة اعمال البناء

​- هكذا يأتي المعمرجي الجديد فيجد حديد الأعمدة جاهز،يشبك الوصلات دون تنقير السطح.

اثنى الجميع على تفكيره الاستراتيجي وباركوا له بخلفه الذي يبشر بانه سيكون كثيرا.

بعد بناء البيت عاش راشد واسرته لمدة تقارب العام لا يعكر صفو حياته شي، صحيح ان السطح في الشتاء بسبب بعض عيوب البناء كان يرشح من بعض الأماكن ويدلف من اماكن اخرى، لكن ذلك لم يكن مشكلة عضال بالنسبة لراشد، فقد ذهب الى ورشة تعبيد الطرق التي كانت تعمل قريبا من بيته وحصل منهم على دلوين من القار سكبهما على المناطق التي تدلف وترشح وتخلص من المشكلة وفي  الربيع وأوائل الصيف استرد البيت عافيته وتخلص من الرطوبة التي خلفها الرشح والدلف وجاءت ايام الحصاد والبيت في احسن حال، وأثناء الحصاد وبينما كان راشد منكبا على جز اعناق السنابل شاهد ابنه الاوسط قادما من بعيد وكأنه يسبح فوق امواج السنابل التي كانت تخفي حركة رجليه، فوقف وشعر بقلق في داخله ولم يكذبه قلبه الذي ازداد عدد خفقاته فقبل ان يصل اليه ابنه نقل اليه الخبر المفجع:

​- يابا امي وهي تنزل عن السطح علق ثوبها بالحديداتسقطت من فوقه.

لم يفهم راشد ان كانت سميحة لا تزال على قيد الحياة بعد سقوطها ام لا، فهو لم يترك الحديد فقط وانما ترك خلف المنزل حيث نصب السلم، كومة من الحجارة كان يجمعها كلما تسنى له ذلك لكي يقوم بتكسيرها وتحويلها الى حصى من اجل استخدامها في بناء الطابق الثاني فيوفر بعض التكاليف، وكلها كانت ذات حروف حادة كفيلة بشق الرأس نصفين ان سقط فوق حافتها، ولذلك فقد سأل ابنه قلقا:

​- وكيف هي؟

ولكي يوضح اكثر تابع:

​- يعني طيبة؟

​- كانت تتنفس عندما ادخلناها الى المنزل.

قال الولد باختصار مثيرا قلق راشد اكثر، فمن كلام الولد فهم راشد ان سميحة فاقدة للوعي، وهو في الحقيقة لم يكن يخاف على سميحة، فعينه كانت قد بدأت تسترق النظرات الى عدة صبايا وكان يفكر جديا باضافة احداهن، وربما اذا رزقه الله بثروة من غامص العلم كلهن الى خاناته الأربع في دفتر العائلة، ولكن القرش كان قد ناصب العداء لراشد مانعا اياه من تحقيق احلامه، لذلك لم يكن راشد قلقا على سمحية، وانما على التوأم الذي اطلق على احدهما اسم منير وعلى الثاني جمال في حال كانا صبيين وعلى الأولى سناء والثانية سوسن في حال كانتا بنتين، واذا كانا ولدا وبنتا فهما جمال وسوسن، من سمات راشد انه عندما يفكر يضع جميع الاحتمالات، رمى راشد غمر السنابل الذي في يده وحث الخطى الى منزله.

في المنزل اكتشف راشد ان ابنه يمتلك موهبة تبهير الاخبار، فسميحة بعد ان سقطت نهضت بمفردها ودخلت تعرج الى المنزل وجلست دون مساعدة احد، لا بل تابعت تجهيز الطبخة لكي ترسلها الى الحقل لكي يتناول راشد غداءه  ولم تشعر بالألم الشديد الا بعد مرور بعض الوقت حيث تم استدعاء المجبر.

لم يعجب مشهد المجبر الذي يمسك بكاحل سميحة ويتحسسه راشد، وتمنى في قلبه الا يكون هناك كسور اخرى اعلى من الكاحل، ولسوء حظه فقد كان هناك كسر اعلى بقليل تعذب راشد بسببه وبقيت العلاقة متوترة لأنها كشفت رجلها لعيني المجبر الذي كان قد تجاوز السبعين، وادراكا منه لحساسية الموقف اكد لراشد ان سميحة مثل بنته، وكان راشد كلما تذكر مشهد المجبر وهو يتحسس بطة رجلها يصيح بها:

​- اي شيطان دفعك للصعود إلى السطح، ما الذي كنت تفعلينه هناك؟

فتعود هي وتكرر له انها كانت تنشف القمح المسلوق الذي سيحولونه الى برغل، ومع ذلك كان يكرر السؤال نفسه ويسمع نفس الجواب، حتى انه احيانا كان يفيق من نومه ويسأل، ولكن وبما ان كل الجراح تندمل فهذا الجرح قد اندمل ايضا.

مرت عدة اعوام اخرى، وكان هذه المرة خلف بغله يمسك بمقبض المحراث عندما شاهد ابنه الذي كبر قليلا يركض من بعيد متقافزا فوق الاثلام ويقول له قبل ان يصل اليه.

​- يابا.. امي علق ثوبها بالحديدا.

​- يقطع عمرها أمك.

قال راشد وهو يترك مقبض المحراث ويركض باتجاه البيت، ثم اضاف:

-​البسها ميني جوب يعني مشان ما تعلق اواعيها بالحديد؟

المجبر الذي كان يضمد فخذ سميحة هذه المرة لم يكمل التجبير، فقد افاق في المشفى الوطني وحوله مجموعة من اهله وتساءل فقط:

​- شو القصة؟

وفي غرفة ليست بعيدة عنه كانت سميحة مجبّرة الساق ولكن بالجبس هذه المرة، فقد اسعفوها هي الأخرى الى نفس المشفى وجبروا ساقها التي كسرت، واما راشد فقد اسعفوه الى المخفر حيث كان ينتظر انتهاء التحقيقات في محاولة قتل المجبر.

ولكن من حسن حظ راشد وامثاله ان الأعراف القروية لا تعير اهتماما للمصطلحات القانونية على شاكلة (الشروع بالقتل) التي تم تصنيف جريمة راشد تحتها، حيث تم تحت اشراف وجهاء القرية عقد صلح بين المجبر وراشد وقامت الشرطة بتمزيق محضر التحقيق وعادت الامور كما لو ان شيئا لم يكن، فقط سميحة لم تعرف الى اين تذهب بعد خروجها من المشفى، فراشد بعد اطلاقه لم يزرها في المشفى ولا مرة، كانت تخشى العودة الى البيت فتجده وقد (رمى الطلاق) فتتعرض لجرح في روحها لا يندمل، وتخشى ان تذهب الى بيت اهلها فيغضب منها ان لم يكن قد (رمى الطلاق)، امر حيرها كثيرا، ولكن سرعان ما انقشع ضبابه عندما شاهدت راشد في السيارة التي جاءت لنقلها الى البيت، في البيت نبهها راشد بنبرة يبدو التهديد فيها واضحا مثل عين الشمس:

​- اذا تعثرت بالحديد مرة أخرى فلن يكون هناك خير ابدا.. اليس لك عينان تنظران ما الذي أمامك.

​- عيناي لا تريان في كل الجهات.. حديدك يطوقنا من كل الجهات.

​- اخرسي.

قالها راشد بالمختصر المفيد معتبرا انه ليس من حقها الرد بعد ما فعلته، وهي خرست.

في المرة الثالثة عندما جاء الولد راكضا ، وكان ذلك بعد اشهر لم يهرع راشد الى البيت مسرعا واكتفى بالقول عندما اعلمه الولد ان امه سقطت:

​- حدها الستين جهنم.

وجلس تحت شجرة وأشعل سيجارة حمرا طويلة، ثم اشعل بعدها أخرى وأخرى حتى بلغ عددها خمس سيجارات، كانت تلك فترة كافية لكي يكون المجبر العجوز قد انهى عمله فلا يرى راشد ما يجري ولا (يفور دمه).

عندما شاهد راشد الضماد على يد سميحة شعر بارتياح كبير، وسمح لنفسه بمواساة سميحة التي تذمرت قائلة ودمعة توشك ان تسلت من طرف عينها.

​- متى تقص هذا الحديد يا رجل.

​- صه ولا كلمة.. لا اريد ان اسمع شيئا بخصوص الحديد.. لا اريد تنقير السطح عندما نبدأ ببناء الطابق الثاني.

مضت السنين وسقط اشخاص آخرون وتزوج ابنه الأكبر وعاش في الغرفة الثانية، ثم تزوج الثاني واستاجر غرفة في بيت قريب واصبح لدى راشد احفاد كثر وظل مصمما على ترك الحديد الذي غطاه الصدأ نافرا من الأعمدة القديمة ومن اطراف السطح، وعندما اصابته نوبة قلبية كان موقنا انها ستودي بحياته كانت وصيته الاخيرة  في سيارة الإسعاف لأبنائه الذين رافقوه:

​- اياكم تقصوا الحديد يا ابني.. لكي لا تنقروا السطح عندما تبدأون ببناء الطابق الثاني.

وقد احترم ابناؤه الوصية