الناس نيوز – ميديا
استبعد رجل الأعمال السوري، فراس طلاس، أن تكون الأزمة بين رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ونظام ابن عمته بشار الأسد مرتبطة بمحاربة الفساد، لافتاً إلى أن ما يحصل حالياً هو محاولة انتقال للثروة ، وهي بمليارات الدولارات ،من عائلة مخلوف لعائلة زوجة الأسد اسماء الأخرس .
كما لفت طلاس، خلال لقائه مع قناة روسيا اليوم، إلى أن الأزمة حصلت تقريباً منذ عام، مع محاولة أسماء الأسد لامتلاك نفوذ أكبر داخل النظام، بما في ذلك الجانب الاقتصادي، لاسيما بعد أن كبر أبناؤها، مشيراً إلى أن مخلوف، الذي كان يمثل الذراع الاقتصادية الضاربة للنظام ، بدأ منذ عام يرفض دفع المزيد من الأموال، خاصةً مع تراجع وجود موارد جديدة في ظل العقوبات وتراجع أسعار النفط وإقرار قانون قيصر، الذي يفترض تطبيقه قريبا .
وتأتي تصريحات نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، بعد يوم من الظهور الثاني لابن خال الأسد ، بتسجيل مصور يشتكي فيه من المضايقات الأمنية، التي تتعرض لها شركاته ووجود قوى في النظام قال إنها تريد السيطرة على أملاكه، حسب وصفه .
إلى جانب ذلك، اعتبر طلاس في حديثه أن مخلوف أراد في ظهوره مخاطبة البيئة الحاضنة للنظام؛ من خلال التذكير بأنه هو من يقدم الأموال لمصابي وقتلى استخبارات وشبيحة نظام الأسد ، وإظهار أن هناك جهات في النظام ممثلة بزوجة رأس النظام ، تريد السيطرة على تلك الأموال ومنعها عنهم وصرفها على الأمور الشخصية، معتبراً أن مخلوف تمكن عملياً في خطابه وطريقة كلامه، من شق البنية الداعمة للنظام.
وأشار طلاس إلى أن سوريا لم تشهد أبداً مكافحة للفساد على الإطلاق، موضحاً أن الفساد المنظم في البلاد بدأ منذ عام 76، مع وصول الدعم الخليجي إلى سوريا على خلفية حرب تشرين، لافتاً إلى أن العراب الأول للفساد المنظم كان رفعت الأسد، شقيق الرئيس السابق، حافظ الأسد، قبل أن يخلفه محمد مخلوف ، والد رامي مخلوف على رأس تلك المنظومة طيلة العقود الماضية.
كما لفت طلاس إلى أن سوريا تشهد حالياً حالة نزاع بين عدة أطراف في الحكم السوري، يمثل أطرافها كل من رامي مخلوف وأسماء الأسد وماهر الأسد، مؤكداً على وجود صدمة داخل الدائرة المحيطة من هرم السلطة في سوريا، بسبب ظهور الأزمة العائلية إلى العلن بالطريقة التي اختارها مخلوف.
واعتبر طلاس أن المشاكل الحالية، تشير إلى أن العد التنازلي لنظام الأسد يسير بشكلٍ متسارع خلال الأشهر الأخيرة، مضيفاً: “أي شخص ممكن أن يكون بديلاً للرئيس الحالي، وقد تكون روسيا ضامناً للانتقال السياسي، خاصةً وأن هناك العديد من ضباط الجيش السوري الذين ينظرون إلى روسيا على أنها حليف حقيقي لهم، وبالتالي يمكن لموسكو التفاهم مع بعض القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري، حول تحول للسلطة”.