طهران – الناس نيوز ::
يجمع العديد من المراقبين والمحللين أن ما يجري في إيران منذ منتصف الشهر الماضي، من اجتجاجات شبابية ضد السلطات والقوانين القمعية المفروضة منذ عقود، لافت ومغاير.
فقد أثبتت تلك التظاهرات أن هناك هوة بين الحكام والشريحة الشابة. فجيل السوشيل ميديا أو ما يعرف بـ generation Z سئم التضييق عليه وفرض القوانين عنوة.
Au tour des étudiants de l’université Amir Kabir de Téhéran, après celle de Sharif, de mettre fin à la ségrégation sexuelle dans le resto universitaire, où garçons et filles se sont mélangés ce dimanche 23 octobre et ont entonné « Baraye (Pour) », l’hymne de la révolte en #Iran. pic.twitter.com/nC2vyqE5b2
— Armin Arefi (@arminarefi) October 23, 2022
فتيات بلا حجاب في المترو
ولعل من يسير في طهران حاليا يلاحظ تغيراً ما، فقد أظهرت العديد من المقاطع المصورة التي انتشرت بين الناشطين الإيرانيين على مواقع التواصل مؤخراً، أن نفساً متمرداً بدأ يطفو إلى السطح.
إذ ظهرت عشرات الشابات في مترو العاصمة بلا حجاب.
فيما بينت مقاطع مصورة من جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، شباناً وبنات من الطلاب يجلسون معاً في “الكافيتيريا” كاسرين قوانين عدم الاختلاط.
رقص أمام برج آزادي
أما أمام برج آزادي، أحد المعالم الأشهر في العاصمة الإيرانية، ويعني بالفارسية “الحرية”، فرقصت شابة إيرانية، سادلة شعرها، متحدية النظام، ومؤيدة صرخات آلاف النساء اللواتي نزلن إلى الشارع منذ 6 أسابيع وما زلن يتحدين بشعرهن المتطاير “الشرطة الدينية”.
إذ أعاد ناشطون إيرانيون وصحافيون غربيون، خلال الساعات الماضية، مشاركة هذا الفيديو الذي سبق أن تم تداوله سابقا خلال التظاهرات.
NOUVEAU TABOU BRISÉ en #Iran : danser sans voile devant la tour Azadi de Téhéran ✅ #MahsaAmini pic.twitter.com/u87yIpjOVo
— Armin Arefi (@arminarefi) October 23, 2022
احتكاك في جامعة شريف
وكانت جامعة شريف الأعلى شأنا بمجال التكنولوجيا في البلاد، شهدت أمس الأحد، احتكاكا بين طلاب محتجين، وقوات أمنية، بحسب ما أفادت شبكة “إيران انترناشيونال”.
إذ قامت عدة طالبات بدخول قاعة تناول الطعام المخصصة للطلاب بعد خلع حجابهن، في تحد للقواعد الصارمة المطبّقة في الجمهورية الإسلامية.
فيما أعلنت الجامعة أنها منعت “مجموعة صغيرة من الطلاب” من دخول حرمها بشكل مؤقت، على خلفية ضلوعهم في “خلق مناخ غير مريح” في حرمها.
وكانت الدروس الحضورية علّقت اعتبارا من الثالث من أكتوبر، غداة مواجهات بين الطلاب وقوات الأمن، بعد أن ردد المحتجون شعارات مناهضة للسلطات، إلا أنها عادت واستؤنفت يوم السبت الماضي.
شعلة مهسا أميني
يذكر أنه منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
وشاركت النساء بقوة في تلك التظاهرات، كما انضم طلاب الجامعات والمدارس أيضاً، بالإضافة إلى مشاهير الغناء والرياضة والتمثيل.
في المقابل تصدت السلطات بعنف لهذا الحراك، حيث عمد عناصر الشرطة إلى إطلاق الرصاص الحي في العديد من الأحياء، والمواقع، كما اعتقلوا المئات.