سيدني – الناس نيوز:
أجرت صحيفة أسترالية مقابلة مع مؤسس والمدير التنفيذي لـBooktopia Pty Ltd وهي مكتبة أسترالية عبر الإنترنت تأسست عام 2004 وتبلغ قيمتها أكثر من 165 مليون دولار أمريكي، وتم إدراجها في قائمة AFR / BRW’s Fast 100 ثماني مرات، وهي الشركة الوحيدة التي حققت هذا الإنجاز من 2009 إلى 2017. في 2016 ، 2017 وفي عام 2019 تم التصويت على Booktopia ” لتكون مكتبة العام.
وعندما يتم الحديث عن طوني ناش، وهو الرئيس التنفيذي لشركة Booktopia ( أكبر شركة لبيع الكتب عبر الإنترنت في أستراليا )، تكون المفاجأة بأنه ليس قارئاً جيداً للكتب.
فعلى الرغم من حبه الشديد للكتب، وجمع الكتب النادرة، لكن مؤسس متجر الكتب الأسترالي “بوكتوبيا” البالغ من العمر 58 عاماً، والذي يبيع كتاباً كل 3.9 ثانية تقريباً، يستمع إلى الكتب الصوتية بدلاً من قراءة الكتب الحقيقية.
وذلك بسبب اضطراب متلازمة نقص الانتباه مع فرط النشاط ، وهي حالة تم تشخيصه بها منذ أربع سنوات فقط، بعد فترة قصيرة من اكتشافها مع أحد أفراد أسرته أيضاً.
يقول ناش، في مقابلة مع صحيفة “THE SYDNEY MORNING HERALD” ترجمتها جريدة ” الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية : “إن الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تعني أنه من الصعب علي الجلوس والتركيز والقراءة خصوصاً أثناء عملي. في حين يمكنني قراءة بعض الكتب عندما أكون في عطلة، كما يمكنني أن أستمع إلى الكثير من الكتب المسجلة صوتياً بينما أقوم بأشياء أخرى”.
وأكد الطبيب النفسي الذي شخّص حالة ناش بأنه “لا توجد طريقة أو سبب للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه”، وكان من الصعب على الطبيب أن يجزم بأن ناش مصاب بهذا المرض لا سيما مع النظر إلى مشروع بحجم Booktopia وجميع الأشياء التي أنجزها ناش، ما دفع الطبيب إلى إجراء جملة مقابلة مع زوجة ناش كاثرين للإحاطة بحالته قبل أن يعطي تشخيصه النهائي.
ويتابع الطبيب حديثه عن ناش بالقول: “الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قوة عظمى. لأنه عندما تجد شيئاً ما تريد القيام به حقاً، فإنك تسعى إليه ويمكنك تحقيق الكثير لأن إنجاز المهمة يستهلك الكثير من الوقت وهذا هو سر النجاح. أنا متأكد من أن بعض الفنانين أو النحاتين أو المفكرين العظماء أصيبوا بنفس المرض، على الأرجح، إذا نظرنا إلى مسيرة حياة ناش، فإن تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كان له تأثير ومعنى كبير”.
حصل ناش على 56 في المائة من امتحان الثانوية العامة، وترك الجامعة، كما أفلس أيضاً.
وعندما يُطلب من ناش إلقاء محاضرات حول ريادة الأعمال، فإنه من المثير للاهتمام أن يأتي الناس في النهاية للحديث ليس حول ما يتعلق الأمر بـ Booktopia أو ريادة الأعمال، بل فيما يتعلق باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وقضايا الصحة العقلية، كما يقول ناش.
تشبه الثورة التي أحدثها Booktopia في مبيعات الكتب الأسترالية وتوزيعها عبر التجارة الإلكترونية. بالتي أحدثها جيف بيزوز في أمازون، ففي عام 2015 ، اشترت بوكتوبيا، دار الكتب العريقةAngus & Robertson Bookworld والتي تأسست قبل 130 عاماً، وفي عام 2016 تم إدراج بوكتوبيا في البورصة الأسترالية، قبل أن تعلن أمازون أنها ستبدأ العمل في أستراليا.
وفي هذا المجال يقول ناش: “لم يكن ذلك سهلاً، كان مثل النزول إلى شاطئ بوندي في منتصف يوم من أيام الشتاء لشخص قادم من القطب الجنوبي يحاول بيع الآيس كريم”.
لكن بوكتوبيا تمكنت من درء أي تهديد من أمازون، وفي كانون الأول/ديسمبر 2020 ، وبرأسمال سوقي قدره 316 مليون دولار في الاكتتاب العام و 43 مليون دولار كرأسمال، تم إدراج بوكتوبيا في البورصة الأسترالية للأوراق المالية.
وفي العام المنصرم 2021، أدت الإقامة في المنزل بسبب تفشي الوباء إلى زيادة الطلب على الكتب، مما دفعهم إلى شراء مساحة تخزين إضافية في Enfield، جنباً إلى جنب مع مباني Lidcombe الخاصة بالشركة، وبذلك تمتلك حوالي 2.7 هكتار من مساحة المستودعات لـ تخزين بعض من أكثر من ستة ملايين عنوان كتاب جاهز للتوزيع.
ويختم ناش “عندما كنت أصغر سناً، كنت أجمع الطوابع والحجارة والملصقات. وكانت أطول علاقة لي قبل زواجي تسعة أشهر – ليس هناك شك في أن تأثير زوجتي كاثي عليّ حول النجاحات التي حققتها سيوحي بأنني نضجت إلى حد كبير من منظور الحياة المنزلية”.
تمتلك بوكتوبيا مجموعة كتب ثمينة، تقدر قيمتها بحوالي 300 ألف دولار، محفوظة في مكان آمن لم يكشف عنه، وتحتوي على إصدار محدود نادر من Toad of Toad Hall، A.A. التكيف المسرحي لميلن من رواية كينيث جراهام The Wind in the Willows بتوقيع كلا المؤلفين.
ويختم ناش كلامه بالقول “كتبي المفضلة هي جوناثان ليفينجستون سيجل، النبي، والخيميائي”.
ويختم كاتب المقال كلامه بالقول: “عندما علمت أن بوكتوبيا ممكن أن تسجل أرباحاً بنحو 10 آلاف دولار خلال 45 دقيقة، أدركت أنني استهلكت حوالي 20 ألف دولار من وقت مديرها التنفيذي بهذا المعدل. أقول وداعا – وليس لعبة لإجراء العمليات الحسابية على عدد الكتب التي بيعت Booktopia أثناء تناول الغداء”.
الجدير بالذكر أن Booktopia كان تأسست في 4 فبراير 2004 من قبل طوني ناش وستيف تراوريج وسيمون ناش في سيدني بأستراليا.
بدأ طوني العمل كمشروع جانبي ، حيث كان يعمل في المساء وعطلات نهاية الأسبوع بينما كانت العائلة تدير استشارات التسويق عبر الإنترنت خلال النهار من مكتب بمساحة 60 متراً مربعاً (660 قدماً مربعاً) في شمال سيدني.
استغرق بيع الكتاب الأول 3 أيام حيث بدأت الشركة بميزانية قدرها 10 دولارات يومياً. بعد الشهر الأول كانت المبيعات 2000 دولار.
بحلول الشهر الرابع ، وصلت المبيعات إلى 30 ألف دولار شهرياً وبحلول نهاية العام 100 ألف دولار شهرياً. بحلول نهاية عامين كان 200 ألف دولار شهرياً.
تمت الاستعانة بمصادر خارجية في السنوات الثلاث الأولى من تنفيذ الموقع الإلكتروني والوفاء بشركة أخرى، وفي عام 2007 قرر المؤسسون إنشاء موقع الويب الخاص بهم والقيام بإنجاز أعمالهم بأنفسهم.
انتقلوا إلى 450 متراً مربعاً (5000 قدم مربعة) في Artarmon ، واشتروا بعض الرفوف على eBay وظفوا مدير مستودع. في عام 2009 ، انتقلت Booktopia إلى 2000 متر مربع (22000 قدم مربعة) في Lane Cove حيث أن التزامها بالاحتفاظ بمزيد من الأسهم ونمو الأعمال يعني نفاد المساحة. في عام 2011 ، استأجروا 2000 متر مربع (22000 قدم مربعة) أخرى على الطريق.
في عام 2014 انتقلوا إلى 10000 متر مربع (100000 قدم مربعة) في Lidcombe ونفذوا ما قيمته 4 ملايين دولار من الأتمتة والناقلات وآلات التعبئة التلقائية والماسحات الضوئية.
في عام 2016، قاموا بزيادة مساحتهم عندما أصبح مبنى مجاور متاحاً مضيفاً 3000 متر مربع أخرى وإضافة 1000 متر مربع أخرى من الميزانين. المساحة الإجمالية حالياً 14000 متر مربع (154000 قدم مربعة).
في عام 2018، فازت Booktopia بجائزة NSW Business of the Year في حفل توزيع جوائز Telstra Business وفازت في Nationals بجائزة اختيار الجمهور.
فازت Booktopia في الأعوام 2016 و 2017 و 2019 بجائزة أفضل تاجر تجزئة وطني للكتب في حفل توزيع جوائز صناعة الكتب الأسترالية. يتم التصويت على هذه الجائزة من قبل الناشرين والمؤلفين وخبراء الصناعة الآخرين.
