بيروت – الناس نيوز: لم تكد نوار المولوي تنهي أولى أحاديثها الإذاعية كزوجة لرئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب عن العمالة الأجنبية حيث دعت اللبنانيات للعمل في المنازل بدلا من العاملات الأجنبيات، حتى ثارت عاصفة من الجدل في البلد الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية حادة.
وفي حديث إلى إذاعة لبنان الرسمية دعت مولوي اللبنانيين إلى أن يحلوا مكان العمال الأجانب سواء من نواطير (حراس بنايات) أو عاملات في الخدمة المنزلية وعمال محطات الوقود.
وقالت مولوي: “كل العمال الأجانب نستغني عنهم. الصبايا القاعدين في بيوتهن يشتغلوا هن بالمنازل وياخدوا حقوقهن ضمن قانون العمل. يكون عندها ضمان صحي وساعات عمل معينة وليس من الضروري أن تنام عند الناس الذين تشتغل عندهم، مثل أي وظيفة وبياخدوا معاش (راتب). بدل ما ثلاثة أرباع (أموالنا) تطلع لبرا… بتندفع لأهل البلد“.
كل التحية لزوجة رئيس الحكومة اللبنانية السيدة نوار المولوي دياب، التي كانت إطلالتها الاولى على الاعلام، موفقة، فقد دعت عبر اذاعة لبنان، الى تغيير العقلية اللبنانية، لكي نبدا بالاعتماد على أنفسنا وعلى قدراتنا الذاتية، لا على الخارج، للخروج من الأزمة الاقتصادية… pic.twitter.com/0CT5u8AX8V
— Rony Tayyar (@rony3278) May 15, 2020
وما أن انتشر هذا المقطع من المقابلة حتى امتلأت صفحات مواقع التواصل بتعليقات، جاء بعضها جارحا، طالبت رئيس الوزراء دياب بسحب زوجته من الميادين الإعلامية والاجتماعية. مستخدمين وسم “دياب ضب مرتك”.
https://twitter.com/MiMr1987/status/1261689858675916800
ليس خطأ ما قالته زوجة حسان دياب عن ضرورة انفتاح اللبناني على كل أنواع العمل و"الشغل مش عيب" لكن العيب يا مادام دياب أن تساهم حكومة زوجك بأن يصبح المهندس والمحامي والطبيب وحاملي الشهادات نواطير وعتالين!#حسان_ضب_مرتك
— Georges Hayek🇱🇧 (@georgeshayek712) May 15, 2020
ليه الكل زعلانين من مدام دياب؟
ما هيي زوجها معو دكتوراه وعم يشتغل ناطور بالسرايا….— Reya (@ReyaDima) May 15, 2020
وعكست التعليقات المحتقنة في جانب منها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان.
وقد هوت الليرة بأكثر من النصف مقابل الدولار منذ أكتوبر تشرين الأول في ظل نقص حاد في الدولار وأزمة مالية واسعة سحقت التدفقات من الخارج وجعلت البنوك التجارية تحول بين اللبنانيين ومدخراتهم بالعملة الصعبة.
وفي الأسابيع الأخيرة جرى تداول الدولار عند مستويات فوق أربعة آلاف ليرة بالسوق السوداء، وبات تأمين الدولار لدفع رواتب العاملات المنزليات أزمة لمشغليهم.
على الجهة المقابلة، دافع لبنانيون عن كلام عقيلة رئيس الوزراء باستخدام وسم “الشغل مشي عيب”.
طب سؤال وبكل صراحة:
بمبدأ #الشغل_مش_عيب…
اذا صرلك شغل اليوم عطرنبة بنزين بتشتغل؟— Anthony (@anthonygh89) May 15, 2020
وقال الوزير السابق غسان عطالله إنه لا يخجل من ماضيه. وكتب في تغريدة على تويتر قائلا: “في سنين الشباب الأولى عملت في أعمال الدهان لتأمين مصروفي ولن أخجل من مزاولة مهنة شريفة إذا اضطريت لتأمين عائلتي”.
ودعمت وزيرة المهجرين غادة شريم موقف الحكومة، وقالت عبر تويتر: “نعم شبابنا يستحق غدا أفضل ولكن هذا لا يمنع من أن نقونن (نشرع) العمل المنزلي لصالح من يرغب من السيدات اللبنانيات. والقوننة تعني ضمان وساعات عمل محددة ومكتب يحفظ الحقوق والواجبات كما في كل المجالات المهنية … الشغل مش عيب”.
كل عمره نص الشعب اللبناني عايش على Prestige وشوفيني يا منيرة.
طيب، خلليكم أونلاااااااين وقعدوا بلا شغل😁#الشغل_مش_عيب
— Silva Maddah (@Silva66598485) May 15, 2020
جماعة السوشي انتوا ؟؟؟؟؟
مش عا اساس انتوا جيعانين
ليش تا تعتبروا شغل العمال وقاحة
الجوع والشغل مش عيب
عيب تشحد وما تشتغل
خلي برستيجك عا جنب #الشغل_مش_عيب pic.twitter.com/63eEhfooFh— Rita Chibani (@ChibaniRita) May 15, 2020
https://twitter.com/wehbimalakk/status/1261243616158195714
ومع تصاعد الجدل حول تفسير كلام زوجة دياب اضطرت رئاسة الحكومة إلى إصدار بيان توضيحي.
وقال المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة إن البعض يحاول تحوير تفسير مضمون دعوة مولوي إلى “لبننة العمالة في لبنان عبر الاعتماد على اللبنانيين واللبنانيات في الأعمال والمهن المختلفة بدلا من العاملين والعاملات الأجانب”.
وأضاف البيان “إن ما قصدته مولوي واضح وهو ينطلق من الحرص على أن يعتمد اللبنانيون على أنفسهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان”.
ويواجه اللبنانيون أزمة الدفع بالدولار للعمال الأجانب ولا سيما العاملات في الخدمة المنزلية بعد أن أصبح الأجر بالدولار يوازي أكثر من ثلاثة أضعاف الأجر الشهري للعمالة قبل الأزمة، كما أصبح الحصول على الدولار عسيرا إلا من السوق السوداء.
وتبعا لأحدث إحصاء في نهاية عام 2019 بحسب وزارة العمل فإن مجموع العاملين الأجانب في لبنان والحاصلين على تصريح عمل هو 247088 عاملا وعاملة.
ويتراوح أجر عاملة الخدمة المنزلية بين 200 و500 دولار شهريا.
وأمام العجز عن تأمين الرواتب للعاملات المنزليات فإن شركات مكاتب الاستقدام تدرس جديا إقفال مكاتبها.
واعتبر علي الأمين نقيب أصحاب مكاتب استقدام عاملات المنازل أن “القطاع منكوب”، وقال لرويترز إن تداعيات الأزمة المالية على قطاع العمال الأجانب بدأت تكبر مع الوقت”.
وأضاف أن “الاتفاق مع عاملات المنازل قبل مجيئهن إلى لبنان هو أن يكون راتبهن بالدولار وهذا لا تغيير فيه ومن واجب أصحاب العمل الالتزام به”.
وفي لبنان حوالي 600 مكتب استقدام عاملات تمثل مصدر دخل لنحو 2000 عائلة.