د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
عينت الخارجية البريطانية مبعوثا خاصا لمنع المجاعة والشؤون الإنسانية هو الدبلوماسي نيك داير وذلك عندما تم دمج وزارتي الخارجية والتنمية البريطانيتين في أيلول سبتمبر الماضي.
كان ذلك تعبيرا عن قلق حكومة المملكة المتحدة من تزايد مخاطر الأمن الغذائي وظروف المجاعة في مجموعة من الدول وتأتي على رأس قائمة هذه الدول اليمن.
لهذا يولي مبعوث الخارجية البريطانية الخاص لمنع المجاعة والشؤون الإنسانية أهمية بالغة لتنسيق الجهود مع المملكة العربية السعودية باعتبار أن السعودية وبريطانيا هما من أكبر المانحين في العالم للعمل الإنساني.
لهذا الغرض يبدأ اليوم المبعوث البريطاني جولة خليجية تبدأ من السعودية تعتبر رحلته الأولى في مهمته الجديدة حيث تتيح له هذه الجولة تعزيز الشراكة الإنسانية لإنقاذ الدول التي تعاني من مخاطر الأمن الغذائي.
وفي تصريح له لصحيفة الشرق الأوسط قال المبعوث البريطاني ” كانت السعودية مركزية في منع المجاعة في اليمن على مدار العامين الماضيين، من خلال تقديمها دعما إضافيا للبنك المركزي اليمني وأيضا لوكالات الأمم المتحدة”.
وتوقف داير في تصريحه للشرق الأوسط مطولاً عند أزمة اليمن وظروف المجاعة التي يواجهها الآف اليمنيين، وقال ” تتزامن زيارتي إلى السعودية مع نشر أحدث تقييم بريطاني لما يحدث في اليمن من حيث انعدام الأمن الغذائي، وهو أمر مقلق للغاية ” وأضاف” أن حوالي 13 مليون ونصف المليون يمني يكافحون كل يوم لتلبية شروطهم الغذائية الأساسية و يواجهون مخاطر متزايدة من الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة فيما يواجه أكثر من 16 ألف رجل وطفل وامرأة ظروف المجاعة وهي التعرض إما للجوع حتى الموت، أو تدهور الحالة الصحية لدرجة الموت من المرض”.
وتشير توقعات الأمم المتحدة أن هذه الأرقام ستزداد سوءا خلال الأشهر السته المقبلة وأن عدد اليمنيين في ظروف المجاعة سيرتفع إلى 47 ألفا، جاء ذلك في البيان المشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسيف) و الأغذية والزراعة ( الفاو) و برنامج الأغذية العالمي والذي صدر في 3 ديسمبر 2020 ونشر في صفحة الأمم المتحدة على الإنترنت حيث حذرت المنظمات الأممية الثلاث من أن الأمن الغذائي في اليمن يعاني من ظروف شبيهة بالمجاعة.
وحذر البيان المشترك من أن أعداد الأشخاص الذين يواجهون مرحلة انعدام الأمن الغذائي في اليمن على وشك الزيادة مما يضعهم على شفا السقوط في ظروف كارثية وربما مجاعة، إذا لم يحدث تغيير في المسار ( بحسب البيان الأممي).
وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن اليمن على شفا المجاعة مشددا على ضرورة ” ألا ندير ظهورنا لملايين الأسر التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة، سيكون عام 2021 أسوأ من عام 2020 بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفا في اليمن”.
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) شو دوينو، قال ” إن إبقاء الناس على قيد الحياة من خلال الحفاظ على تدفق الطعام أمر حتمي، لكن هذه الدورة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد “. وأضاف مدير عام (الفاو) ” يحتاج اليمن إلى وقف الصراع، فهو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي في البلاد، تحتاج الناس في اليمن إلى الاستقرار والأمن وتوفير سبل العيش لمساعدتها على استئناف الإنتاج الغذائي العادي، بحيث تصبح أقل اعتمادا على الدعم الخارجي، وتتمكن من بناء أنظمة غذائية أكثر مرونة ومكتفية ذاتيا”.
من جانبها المديرة التنفيذية لليونيسيف هنريتا فور قالت:
“لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي بينما ينزلق اليمن نحو المجاعة ويعاني ملايين الأطفال والأسر الضعيفة من الجوع، إن الوضع كارثي بالفعل وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة سيموت المزيد من الأطفال “. وأكدت هنريتا فور ” لقد منعنا المجاعة في اليمن من قبل، وينبغي أن نكون قادرين على منعها مرة أخرى، من خلال زيادة الدعم والوصول دون عوائق إلى كل طفل وعائلة محتاجة”.
وكان البيان المشترك الصادر عن اليونيسيف والفاو وبرنامج الأغذية العالمي قد وضع عدة أسباب للحالة اليمنية أهمها: اشتداد الصراع الذي أدى إلى انهيار اقتصادي، بما في ذلك الزيادة الهائلة في أسعار المواد الغذائية جنوب اليمن. تداعيات جائحة كوفيد 19 التي ضاعفت المعاناة، فيما انخفضت التحويلات ونضبت فرص كسب العيش، وأجهدت الخدمات الصحية إلى أقصى الحدود، وعرقلة قيود السفر الوصول إلى الأسواق. محنة الجراد والفيضانات المفاجئة التي أثرت أيضا على إنتاج الغذاء المحلي في بعض المناطق.