باريس – الناس نيوز ::
بعد أيام، في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، سيبلغ عدد سكان العالم رسمياً ثمانية مليارات نسمة. هل يُعَدّ الرقم مرتفعاً؟ ليس بالضرورة، بحسب الخبراء الذين يحذّرون بالأحرى من استهلاك الدول الثرية المفرط لموارد الأرض.
وترى المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم أنّ بلوغ “ثمانية مليارات هو حدث مهمّ للبشرية”، مرحّبة بالزيادة في متوسّط الأعمار المتوقّع، وانخفاض معدّل وفيات الرضّع والأمهات. وتضيف أنّه “مع ذلك، أدرك أنّ هذه ليست لحظة يحتفل بها الجميع بالضرورة. فالبعض يشعر بالقلق من عالم مزدحم بعدد كبير جداً من السكان وموارد غير كافية للعيش على أساسها”، داعية إلى عدم “الخوف” من العدد.
و”هل ثمّة كثير منّا على هذه الأرض؟”، بالنسبة إلى عدد كبير من الخبراء السؤال خاطئ. ويجيب جويل كوهين من جامعة “روكفلر” في نيويورك: “كثير جداً بالنسبة إلى من؟ كثير جداً بالنسبة إلى ماذا؟ إذا تسألني إن كنّا أكثر من اللازم، فإنّني لا أظنّ ذلك”. ويضيف الخبير: “أرى مسألة عدد الأشخاص الذي تستطيع الأرض تحمّله كسؤال ذي شقّين: قيود أو حدود طبيعية، والخيارات التي يتّخذها البشر”.
من جهة الموارد، تتطلب تلبية احتياجات البشرية بطريقة مستدامة وجود 1.75 كوكب أرض بحسب شبكة “غلوبل فووتبرنت نتوورك” والصندوق العالمي للطبيعة. أمّا من جهة المناخ، فيشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة إلى أنّ النموّ السكاني أحد المحرّكات الرئيسية لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكنّ مساهمته فيها أقلّ من مساهمة النمو الاقتصادي.