علي صقر – الناس نيوز ::
ومع الغياب الطويل لمدرس القومية لطلبه لخدمة العلم الإجبارية، طلب منه مديره التدريس، فرفض محسن رفضاً قاطعاً تدريس تلك المادة، وتفحص جيوبه ليخرج من أحد الجيوب قطعة نقدية معدنية من فئة الربع ليرة، وطيرها بالجو وهو يتمتم طرة ولا نقش دراسة القومية ولا الطب، وهن عزيمة الأمة ولا تشريح جثة الوطن، تناول الربع ليرة وسط استغراب المدير، وهو يتمتم: الله يثبت علينا العقل والدين، الزلمة رح اتركه على رياحته، لأنه لم بيق له إلا ربع عقله، وأنا سأدرس مادة القومية، أصلاً هاد اختصاصي مو اختصاصه.
وأخذ وضعية المدرس وكأنه يهتف أمام طلابه أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة أهدافنا وحدة حرية اشتراكية، وصرخ بأعلى صوته عروبة. بقي الحال على حاله إلى أن جاء يوم وتم توبيخ المدير المحقق سابقاً من قبل السلطات العليا بالتربية، لأن لديه مدرس يعطي معلومات توهن عزيمة الأمة،
وبخ محسن ومنعه حتى من الابتسامة، وهمس له كنت عم تخرب بيت الدولة وسمحت لك بالضحك بالصوت العالي، أما أن تخرب بيتي سأمنعك من البكاء أيضاً… وبعد تكرار الحالة، قرر المدير فصله موبخاً إياه بأنه يملك مرضاً معرفياً معدياً يعدي به الطلاب…
انصرف محسن شارباً آخر شفة شاي مع المستخدم والذي ذرفت دموعه مع تعهد خطي من أنه كان مستخدماً، وليس مدرساً والمستخدم الجديد أصيب بحمى الرشح، وكانت فرصة للمدير بفصله من عمله لأن الرشح لديه سيعدي الطلاب…
والتقى المستخدم بمحسن بمقهى حيث كانا يعملان بمناوبتين لا يلتقيان، وكانت الصدفة وقال له والله يا أستاذ محسن فصلوني من عملي لأنو معي انفلونزا ومرضي معدي بعدي الطلاب، متل مرض أفكارك المعدية للطلاب… ضحكا سوية لتستيقظ المدينة عن بكرة أبيها على أصوات ضحكات لم يتعودوا عليها فهمسوا: اللهم اجعل الضحك على خير.