fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ممدوح حمادة – الناس نيوز

بسبب الحماس منقطع النظير كانت مؤخرة عازف الدرامز تتقافز فوق مقعد كرسيه الدائري صعودا وهبوطا، وكان بقية العازفين يتمايلون على الإيقاع الذي تُصدره آلاتهم وبعضهم يدق برجله الأرض، بينما كان الركاب في قاعة الاحتفال على متن السفينة يرقصون بجنون عندما دخل القبطان تعتريه نوبة ضحك هستيري.

بسبب صوت الموسيقى العالي والإضاءة الخافتة لم ينتبه اليه أحد في البداية، ولكن  الراقصين الذين كانوا على الأطراف عندما لاحظوه يقهقه بصوت أشبه ما يكون بالصهيل مشيرا إليهم بإصبعه وكأنهم سبب ضحكه استغربوا لأن أحدا لم يشاهده من قبل مبتسما، اقتربت منه فتاة وقامت بحركات راقصة محاولة جره إلى حلبة الرقص  مما جعل زمامه ينفلت من عقاله أكثر ويقهقه بشكل جنوني كان يشعر معه بأن خاصرته ستنفتق فسندها بكفه، وبكفه الأخرى حاول مسح الدمع الذي انهمر من عينيه بسبب الضحك مما جعل نظارته تسقط على الأرض وتتكسر، ولكنه لم يأبه لذلك، علا  صوت قهقهته على صوت الموسيقى فالـتفـت الركـاب إليه، وتوقفت الفرقة عن  الـعزف، أما هو فعندما أصبح محط اهتمام الجميع دخل إلى وسط القاعة محاولا تمالك نفسه، عندما اقترب من الوصول إلى ذلك سأله أحد الركاب بنبرة يشوبها الفضول:

– ما القصة يا حضرة القبطان؟

هذا السؤال  أشعل فتيل القبطان بعد أن كاد يسيطر على نفسه فنظر إليه القبطان

وعضلات وجهه لا تزال تصارع الرغبة بالضحك وقال بصعوبة:

– القصة؟ .. القصة؟

ثم انفجر من جديد في ضحكه الهستيري المجنون واتكأ على العمود المعدني الأملس المخصص لراقصات (الستربتيز) وسط حلبة الرقص واستند بظهره إليه وعمل جاهدا  حتى تمكن أو تهيأ له أنه تمكن من السيطرة على نفسه وطالع وجوه الحضور بنظرة  مبللة بالدموع لا يمكن وصفها إلا بالغبية وعضلات وجهه لا تزال متحفزة، وعندما قال أحد الركاب ويبدو أنه رجل مهم بنبرة مداعبة:

– أضحكنا معك يا حضرة القبطان.

انفجر القبطان من جديد وسرعان ما انزلق بظهره على عمود الراقصات الأملس حتى لامس الأرض ثم انبطح على بطنه وأخذ يضرب الأرض بقبضته ثم تمكن من الالتفات اليهم فوجدهم متحلقين حـوله فتصاعد الضحـك وأخـذ يشـير إلى عدد من الوجوه يبدو أن ملامحها شكلت سببا إضافيا لنوبته الهستيرية، إلى أن انحنى أخيرا شخص لم يعد لديه الاحتمال على متابعة هذه المهزلة بحياد فأمسك بالقبطان من تلابيبه وهزه بعنف صارخا به:

– لماذا تضحك؟

حاول القبطان تمالك نفسه من جديد وحاول النهوض وقال أثناء ذلك بصعبوبة بالغة مقسطا الكلمة على أحرف ومقاطع:

– السـ… السـ … السفييييييييييـ… نة

– السفينة ما بها؟

صاح الرجل فحاول القبطان الإجابة دون أن يفلح لأنه كلما نظر في وجوههم تتصاعد  حالته الهستيرية واتكأ براحتيه على ركبتيه وأخذ ينظر في الأرض متابعا القهقهة ومحاولا في نفس الوقت تمالك نفسه، فانحنى إليه الرجل العصبي المزاج مرة أخرى وأمسك به من جديد ورفعه  وأخذ يهزه بعنف سائلا:

– السفينة ما بها؟

– تغرق.

قال القبطان مغتصبا لحظة تكفي لنطق تلك الكلمة وانفجر من جديد.

سادت حالة من الصدمة عند سماع الكلمة وعم صمت ثقيل لم يكن يقطعه إلا شهقات القبطان الذي كان على وشك السيطرة على نفسه، ولكن واحدا من الركاب سرعان ما أخذ يهتز مصدرا ما يشبه الأنين نظر إليه عدد من الركاب فوجدوه يحاول كتم ضحك  على وشك الانفجار، ابتسم البعض بينما فقد هو القدرة على السيطرة وانفجر ضاحكا بهستيريا تشبه إلى حد ما هستيريا القبطان، الركاب أخذوا ينظرون في وجه بعض ويبتسمون ثم بدؤوا بالانضمام إلى الجوقة الضاحكة واحدا إثر آخر، ولم تمض دقائق حتى كان جميع الركاب يتقلبون ويشدون خواصرهم لكي لا تتفتق من الضحك.

ظهر البحارة الذين كانوا في غرف الآلات وفي الأمكنة التي لا يدخلها الركاب، يحملون فؤوسا أخذوا يوزعونا عليهم، ولم يتوان الركاب الذين فهموا ما هو المطلوب من هذه الفؤوس عن عملهم وأخذوا يحطمون قوارب وإطارات النجاة وأرضية السفينة وجدرانها، حتى أن قاربا سقط في الماء وفي داخله الشخص الذي كان يحطمه وأخذ يغرق وهو منخرط في ضحكه الهستيري وأخذ بعض الركاب يراقبه وهو يضحك ويزدادون معه هستيرية، وبعد غرقه شوهدت فقاعات ضاحكة تفلت من تحت الماء.

شواطئ القارات الثلاث المحيطة بذلك البحر كانت تعيش حياتها المعتادة، الموج يناطح الصخر هنا، ويزحف على صدر الرمل هناك، يغرق شخص هنا ويلفظ جثة هناك، وكانت المقاهي عامرة بزبائنها من النساء والرجال المولعين بشرب القهوة أو الويسكي عند الشاطئ يستمتعون بصوت هدير الموج وهواء الشاطئ العليل، عشاق هنا وهناك احتموا بالصخور وانصهروا بعيدا عن الأعين في عناق لذيذ، والبعض احتمى بتلك الصخور ليرتكب جريمة ما، كل شيء عادي جدا كما في كل يوم، الاختلاف الوحيد الذي كان يميز مساء هذا اليوم هو صوت ذلك الضحك الذي كان يتناهى إلى أسماع البعض وكأنه قـادم من عرض البحر والذي أخـذ يتصاعد شيئا فشيئا حتى بدا في نهاية المطاف كما لو أن البحر يقهقه، انسل العشاق من أحضان بعضهم البعض وتوجهوا إلى الصخور العالية وأخذوا ينظرون إلى عرض البحر، الرواد في المقاهي المحاذية للشاطئ صعدوا إلى الطاولات وأخذوا يبحثون بعيونهم  عن مصدر الصوت، الذين في الداخل تجمهروا عند النوافذ وأخذوا يبحثون عن مصدر الصوت، حتى السكارى زحفوا إلى النوافذ وأجبروا أنفسهم على النهوض والنظر إلى البحر.

لم ير أحد في عرض البحر شيئا ولكن ابتسامات ارتسمت على وجوه البعض سرعان  ما تحولت إلى جوقات من الضحك انضم إليها الجميع في هستيريا لم يسبق لها مثيل  ولم تمض ساعة إلا وكانت شواطئ القارات الثلاث المطلة على ذلك البحر جميعها تقهقه بشكل هستيري.

أصداء هذه الهستيريا سرعان ما أخذت تنتقل إلى مدن وعواصم يفصلها عن الشاطئ سهول وجبال.

في احدى العواصم كان جنرال في الجيش قد ارتكب انقلابه للتو وجمع الجماهير ليحدثها عن المنجزات التي ينوي القيام بها وأجواء الحرية والرخاء التي سيؤمنها لها وكان على وشك التهديد بالضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه أن يقف  في وجـه المد الديـمـقراطي الذي سيقوم به الجنرال، ولكن عاصفة الضحك التي داهمت فضاء المكان جعلته يصمت ويبحث عن مصدر الصوت، وكذلك فعلت  الجماهير، وسرعان ما انخرط الجنرال والجماهير في هذه الهستيريا فكان الجنرال  يشير إلى الجماهير ويقهقه والدموع تكاد تنفجر من عينيه، وكذلك كانت الجماهير تفعل مع الجنرال.

في عاصمة أخرى كانت قوات الأمن قد حاصرت المكان وكانت على أهبة الانقضاض على خلية عسكرية تعد لانقلاب دموي سيبدأ بتصفية الرئيس المنتخب في انقلاب سابق وجميع أفراد حاشيته، وكان أفراد الخلية في الداخل قد بدؤوا العد العكسي  لإعلان ساعة الصفر ولكن الضحك داهم الجميع قبل أن يبدأ الطرفان بتنفيذ ما عقدا عليه العزم، الفيالق الأمنية في الخارج انخرطت في الضحك لدرجة أن بعض العناصر أطلقوا النار عن طريق الخطأ ويعتقد أن أكثر من رصاصة طائشة قتلت أكثر من شخص كانوا قد خرجوا إلى الشرفات في محاولة لتمالك أعصابهم.

الكثيرون في أماكن مختلفة تراخت عضلاتهم لدرجة أنهم تبولوا في ثيابهم، رجل صارم اعتاد على ضرب زوجته لم يستطع أن يفعل شيئا حين رآها تشير إلى البقعة التي ارتسمت على بنطاله بين الفخذين، على العكس تراخت عضلاته أكثر واتسعت مساحة البقعة.

برامج التلفزيون توقفت والمذيع الذي كان يقرأ نشرة الأخبار انحنى باتجاه الطاولة وأخذ يقهقه ويضرب بقبضته على الطاولة، من كل محطات الإذاعة و التلفزيون كان  ينبعث ضحك هستيري.

ابتلع الماء آخر طبقة من السفينة وتوقف الضحك المنبعث من عرض البحر، المقاهي  المشرفة على البحر أخذت تتمالك نفسها وأخـذ الـنـزلاء يعودون تدريجيا إلى طاولاتهم، والعشاق بين الصخور عادوا للانصهار من جديد، كذلك فعل أيضا المجرمون الذين عادوا لإكمال جرائمهم.

الجنرال المنقلب تابع وأعلم الجماهير بنواياه تجاه أعداء الديمقراطية، وانقضت قوات  الأمن على مقر الخلية الانقلابية في العاصمة الأخرى قبل أن تعلن ساعة الصفر وتمت تصفية أعضائها بناء على أوامر عليا وأعلن أنهم قتلوا أثناء الاشتباكات وتمت مصادرة أملاكهم ونسائهم وكل ما يمت إليهم بصلة.

الذين تبولوا في ثيابهم قاموا بتبديلها، وقام الرجل الآنف الذكر بضرب زوجته لأنها  كانت تشير إلى البقعة التي تشكلت بين ساقيه.

وبينما كان مذيع النشرة الجوية الذي توجهت إليه الكاميرا بعد انتهاء الأخبار يعلن أن  البحر هادئ إلى متوسط ارتفاع الموج وأن الرؤية حسنة، كانت آخر الفقاعات التي غادرت السفينة التي رست على القاع تخرج إلى السطح وتتبدد هناك.

المنشورات ذات الصلة

انتصرنا!

ميديا – الناس نيوز :: الشرق الأوسط – طارق حميّد