fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

د. حسين عيسى – الناس نيوز ::

الفرح ممنوع، منعاً باتاً، طيلة الأسبوع الأخير، الذي يسبق زفاف العروس. وسيكون عليها وعلى أهلها، ألا يُظهروا مطلقاً أي علامة قد تنمُّ ولو من بعيد عن الفرح، لا في المأكل ولا في الملبس، ولا في السلوك ولا في الكلام، بل على العكس، عليهم جميعاً، والعروس على الأخصّ، أن تظهر حزنها على فراق أهلها وجيرانها وبلدتها، وإلا سوّدَ الله وجوهكم، أتفرحون بنكاح ابنتكم؟!
أما يوم الخميس، فهو اليوم الأكثر سواداً وحزناً، يوم التحريم الأعظم! يُمنعُ قطعاً أي مظهرٍ من مظاهر الفرح.

وما إن يحلّ المساء حتى يسارعوا إلى سراجهم، ويطفئوه باكراً، ويدخل البيت في صمت مطبق كأنه في حداد ثقيل؛ّ ففي هذا البيت عروس! وأن تزوّج ابنتك، يعني أن تكسر على أنفك بصلة كبيرة، وتتجرّع مرارة أن يُفعل لها، وفيها العار، حسبنا الله، فهذه سنة الكون المُرّة التي لا بدّ منها. وليغدو العار فاتكاً مخزياً، ولا عذر له، يكفي أن يكون العريس من عشيرة أخرى.

ويعلو صوت عجائز العشيرة: يُغرّبون ابنتهم؟! غضب الله عليهم، ألم يجدوا من شباب العشيرة مَنْ يليق بابنتهم؟ لا يا خيّة، هذي العَجيّة راسها وألف سيف، وما رضيت غير هالعريس، وقالت لأبوها ترا والله أشرب سم، وأموّت حالي. لجهنم. والله أخطفه أشرد معه، وأنكّس عقالك! وليش هذي مستقتلة هالقد، يعني سلاح العريس كبير! .

في صباح اليوم التالي، يوم الجمعة، تأتي رفيقات العروس وصديقاتها لوداعها، فيغنين قليلاً، ويرقصن، بلا طبل أو زمر. وقد يضعن بعض الحنّة على يديها، أما العروس فعليها أن تعتكف في بكائها المرير. وقد تشاركها البكاء بعض رفيقاتها. “شفتي يا خيّة هالكذابة، تعصر دموعها عصر، قال على فراقنا وفراق أهلها”.

قبيل الظهر، تأتي الفارِدَة، أي أهل العريس وعشيرته وضيوفهم، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وهم يغنون نوعاً خاصّاً من الغناء يسمى الحروبي! غناء حربي. ومع أنه كليشة جاهزة يتباهى فيها الرجال بفروسيتهم، إلا أنه مع ذلك يركّز على استرضاء والد العروس وعشيرتها، وإظهار الافتخار به وبهم، وبأنهم أصبحوا أقارب وعشيرة واحدة. ولا يجوز أبداً، وتحت أي ظرفٍ، أن يأتي معهم العريس، الفاعل المنتظر، الذي سيصنع العار بالعروس، وأهلها وعشيرتها.

يصطفّ الرجال أمام منزل والد العروس، مردّدين غناءهم، بينما تدخل النساء إلى حجرة العروس الباكية، ويكون غنائهن نوعاً من الاستعطاف والتوسّل لأهل العروس، كي يتنازلوا ويعطوهم عروسهم. يرحّب والد العروس بالرجال بوجه كظيم، يصبّ لهم القهوة المُرّة، ثم يأمر أحد أولاده، قائلاً: أعطوهم عروسهم.

هذه اللحظة أخطر لحظات العرس وأكثرها حساسية، لذلك يحرص الطرفان على أن تمرّ بسرعة. فقد يحدث أن يحتجّ أحد أبناء العمومة على هذا الزواج، فينقلب العرس إلى مشاجرة عنيفة بين الطرفين. وقد حدث أحياناً، في غمرة الشجار، أن تمكّن شباب كدعان من أهل العريس من خطف العروس عنوةً، وإيصالها إلى عريسها، بينما حدث في مرّات غيرها أن تمكّن أبناء عمومة العروس من تخريب العرس، والاحتفاظ بالعروس وإبطال الزواج كله. وهذه إهانة كبيرة تلحق بأهل العريس وعشيرته أبدَ الدهر. وتحسّباً لهذه اللحظة، فإن أهل العريس يُحضرون معهم سرّاً، عصياً ومسدسات، لاستعمالها في حال نشبت مثل هذه الأحداث.

تخرج العروس مغطاةً بعباءة أبيها، يمسكها أخوها من يدها، تحيط بهما النساء اللاتي يغنين بكلمات الشكر والامتنان لأهل العروس، والدعاء بأن يعوضهم الله خيراً. ثم تنطلق الفاردة عائدة إلى منزل العريس وعشيرته، تحمل معها الغنيمة، العروس السبيّة، ولن يرافقها من أهلها إلا إحدى أخواتها، أو أمّها، تبقى معها لوقت قصير هناك، ثم تقفل راجعة إلى بيتها، كسيرة الخاطر. ويمنع منعاً باتاً ومطلقاً، أن يرافق العروس أي ذكر من العشيرة أو أهلها، كيف؟ ولماذا عليه أن يذهب، أمن أجل أن يمسك لها رأسها، وهذه العبارة شديدة التحقير والبذاءة.

في المساء وبعد أن ينفضّ المدعون، ولا يبقى إلا أقارب العريس وبعض أصدقائه، تزفّ النساء العروس إلى مخدعها، ثم يزفّ الرجال العريس، ويدخلونه مخدع عروسه. ينغلق الباب عليهما، ويبدأ انتظار الأهل لنتائج المعركة، التي تدور رحاها في مخدع العروسين.
لن تستسلم العروس بسهولة. حفظت درسها جيداً، لا تفتحي ساقيك له بسهولة، وإلا عدّكَ رخيصة وسهلة، وستقاوم حتى يتمكّن الفحل من كسرِها.

ولكن ماذا لو كانت العروس أصلب عوداً من العريس؟ ستأتي قوات التدخل السريع لتآزر في كسر المقاومة: أربعة أخوة تكاتفوا مع أخيهم العريس، أمسك الأخوة بإحكام وقوةٍ بأطرافها، أبوهم تشبّث بأصابعه العشر بشعرها، بينما تفرّغ العريس لفرجها! وجاء نصر الله، فلعلع الرصاص في الجو: عتريس راجل يا رجاله، جاز على فؤاده الليلة دي.

بقي أمر واحدٌ حتى تكتمل الفرحة: الشارة!
إن كان الرصاص أعلن فحولة عتريس، فلا بدّ من إعلان عذرية فؤادة وشرفها. ضعوا الشارة على قصبة، وارفعوها فوق سطح البيت ليرى الجميع عفاف فؤادة وشرفها: بقعٌ من دمّ بكارتها ممزوجاً بمني عتريس فوق ملاءة بيضاء!!
الحمد لله، ابننا فحل.
الحمد لله، ابنتنا عفيفة!
(والويل إن خلت الشارة من الدم، ستنقلب إلى شارة لسفك الدم ) .

المنشورات ذات الصلة