غزة – الناس نيوز ::
قتل “العشرات” جراء القصف الإسرائيلي الأربعاء لمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة للمرة الثانية في يومين، بحسب حكومة حركة حماس، فيما نددت الأمم المتحدة بضربات “يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “شعوره بالصدمة” إزاء القصف الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.
وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن دمار كبير لحق بالمخيم حيث يعمل البعض على إزالة الأنقاض بحثا عن ناجين.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط “عشرات القتلى والجرحى”، وهو عدد لم يتم التثبت منه في الوقت الحاضر، فيما أكد مسعفون مقتل “عائلات بكاملها”.
واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان مساء الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا “قد يرقى إلى جرائم حرب” على ضوء “العدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يشن حملة قصف مدمر على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، “تصفية” القيادي في حماس محمد عصار الذي عرف عنه بأنه “قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة” في ضربة الأربعاء لم يحدد مكانها.
– “الموت أو الاستسلام” –
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “بالانتصار” على حماس، فيما حذر وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء بأن حماس أمام خيار ما بين “الموت أو الاستسلام من دون شروط”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت إن “الشعب الفلسطيني يستحق السلام والأمن. عوضا عن ذلك، يتم استخدامه دروعا” بشرية.
غير أن عبد عيسى مسعود (30 عاما) وهو من سكان المخيم الذي استحالت أبنية عدة فيه ركاما وفق صور لوكالة فرانس برس، قال “تدعي إسرائيل أن هناك مقاومة فيه وأنفاق ووجود مسلح. ضربت مربعا سكنيا كاملا بصغاره وكباره ورضع ونساء… كلهم أصبحوا أشلاء”.
وأعلن الجهاز الإعلامي لحكومة حماس ليل الأربعاء الخميس عن قصف إسرائيلي عنيف جديد على منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة، مشيرا إلى سقوط عدد غير محدد من الضحايا.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق مسؤول مصري.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن ارتياحه لعملية الإجلاء، مؤكدا أنها تمت بفضل “الدور المحرك” للولايات المتحدة بمساعدة قطر.
غير أن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية شددت على أن “أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحيّة بسبب الحصار والقصف المستمر”.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه “لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر” لآلاف “المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم”.
– بلينكن يصل الجمعة –
وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأربعاء “لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم تتحقق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة”.
وقُتل ما لا يقلّ عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما أعلن الجيش مقتل 332 جنديا بعضهم على الحدود مع لبنان في قصف لحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.
وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي الى 8796، بينهم 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
وخلال عملية الإجلاء الأولى التي جرت الأربعاء، تم إخراج الجرحى أولا وبعدهم المزدوجي الجنسية والأجانب وبينهم أميركيون وإيطاليون وفرنسيون وأستراليون ونمساويون.
– “لا كسرة خبز” –
عند معبر رفح، قال رفيق الحلو الذي كان ينتظر مع زوجة ابنه وأطفالها “تعرضنا للإذلال. لا يوجد أي مقومات للحياة. لا انترنت ولا اتصالات ولا يوجد حتى ماء. لم نتمكن من إعطاء هذا الطفل كسرة خبز منذ أربعة أيام”.
ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر “لحصار كامل” من اسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء أن 16 مستشفى خرجت عن الخدمة من إجمالي 35 مستشفى في القطاع.
ووجه مدير مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، محمد أبو سلمية “نداء أخيرا” محذرا بأن المولد الرئيسي في المستشفى قد يتوقف لنفاد الوقود، ما سيتسبب بوفاة المولودين في الحاضنات والمرضى الموصولين بأجهزة تنفس وفي العناية المركزة وغرف العمليات.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقتل أكثر من سبعين من معاونيها “مع عائلاتهم في غالب الأحيان” منذ اندلاع الحرب، لكن مديرها فيليب لازاريني أكد لدى دخوله القطاع الأربعاء على هامش عملية الإجلاء، “ستبقى الأونروا مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة”.
– شاحنات جديدة –
وافادت السلطات الإسرائيلية أن 61 شاحنة تحمل أدوية ومواد غذائية دخلت قطاع غزة الأربعاء بعد دخول 59 الثلاثاء، غير أن الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إيصال مساعدات أكبر إلى القطاع.
وبعد عمليات قصف مركز في المرحلة الأولى من الحرب، تشن إسرائيل منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عمليات برية في شمال القطاع حيث تدور معارك عنيفة مع مقاتلي حماس بين أنقاض الدمار.
ويتواصل القتال في شمال قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية.
كما تدوي صفارات الإنذار بانتظام في إسرائيل محذرة من إطلاق صواريخ.
وأعلن الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران الأربعاء أنهم شنوا هجوما بطائرات مسيّرة على إسرائيل.
وأدّت الحرب أيضا إلى تفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 125 فلسطينيا منذ بداية الحرب بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفق السلطة الفلسطينية.
في هذا الصدد، وصفت الولايات المتحدة الأربعاء عنف مستوطنين في الضفة الغربية بأنه “مزعزع للاستقرار بشكل كبير” وحضت إسرائيل على ضبطهم.
وتحتجز حماس ما لا يقل عن 240 شخصا أخذتهم رهائن في هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت الحركة الأربعاء أن سبعة رهائن بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية قُتلوا في قصف مخيم جباليا الثلاثاء.