عصابات إجرامية تخترق كوانتاس.. تهريب مخدرات بنحو مليار ونصف المليار دولار

كانبيرا – الناس نيوز:

كشفت التحقيقات الأمنية الأسترالية أن نحو 150 شخصاً من موظفي شركة الطيران الرسمية الأسترالية كوانتاس قد تم اختراقهم بواسطة عصابات منظمة، وتوريطهم بأعمال تشكل خطراً على الأمن القومي الأسترالي، من ضمنها تسهيل استيراد المخدرات.

وأشار تحقيق استقصائي لصحيفتي “سيدني هيرالد تريبيون” و”ذاإيج” بالتعاون مع برنامج “60 دقيقة” أن الموظفين المتورطين من خطوط كوانتاس مرتبطون بأنشطة إجرامية، وأوضح التقرير أن عملية سرية نفذتها سلطات مكافحة الجريمة في أستراليا كشفت مخالفات خطيرة تمثل تهديداً كبيراً للحدود الأسترالية.

وقالت مصادر رسمية مطلعة على نتائج التحقيق: “إن العضو الأبرز في المجموعة المخترقة هو شخص على علاقة بعصابة كومانشيروالمرتبطة برئيس كارتل المخدرات الدولي هاكان أييك. وهو يشغل منصباً إدارياً ضمن عمليات كوانتاس في مطار سيدني حيث قام بتجنيد موظفين في الشركة للمساعدة في عمليات استيراد المخدرات”.

وتثير هذه المعلومات مخاوف بشأن كوانتاس والحكومة الفدرالية، بعدما حذرت تحقيقات سابقة من ثغرات كبرى في أمن الموانئ والمطارات.

وعبّر مسؤول الأمن في كوانتاس لوك براما عن استيائه من هذه الادعاءات، مشدداً أن كوانتاس تتبع جميع إجراءات التدقيق الحكومية. وأضاف أن الشركة لم تتبلغ بأي تحقيقات تجري مع موظفي كوانتاس المتورطين في الجريمة المنظمة، مؤكداً دعم الشركة لأي تحقيقات. وقال إنه من أشد المؤيدين لاستحداث إجراءات تحقق فورية من المعلومات الاستخباراتية، لتستطيع شركات الطيران والمطارات اكتشاف إذا كان أي موظف قد أدين بجرائم.

وتتزامن هذه التقارير مع معلومات عن أن العصابات الإجرامية في أستراليا نظمت أنفسها في كارتل بكسب ما يقدر بحوالي 1.5 مليار دولار سنوياً، من خلال تهريب المخدرات عبر الحدود.

ومن بين الأفراد الذين تم تحديدهم موظف يعمل كمقاول مع كوانتاس، تشير المعلومات الاستخبارية إلى أنه اخترق بيانات رحلات وزارة الدفاع التي تنفذها بالتعاقد مع كوانتاس. كما كشفت التحقيقات أن أحد مقاولي الشحن في كوانتاس في بيرث كان “يستخدم منصبه الداخلي الموثوق به” بشكل متكرر لتهريب كميات كبيرة من المخدرات.

ووفقا للتحقيقات فقد كانت أقسام كوانتاس الأكثر تعرضاً للخرق هي قسم الشحن الجوي وأقسام الطواقم العاملة في أرضية المطارات وكذلك قسم مناولة الأمتعة، وارتبط نحو 60 من موظفي كوانتاس بـ “جرائم المخدرات الخطيرة” أو “جماعات الجريمة المنظمة”، وتم استخدم ثلاثة وعشرون موظفاً في شركة “العمل في بيئة الطيران لتسهيل الأنشطة الإجرامية المختلفة”.

وتم ضبط سبعة من الموظفين بجرم استغلال الأطفال، بما في ذلك موظف اتهم العام الماضي بحيازة وتصنيع مواد إباحية للأطفال خارج أستراليا، مع تقرير يحذر من شبكة صغيرة محتملة من مرتكبي الجرائم الجنسية في مطار بريزبن الدولي.

ومؤخرا شددت السلطات الأسترالية من إجراءات مكافحة تهريب المخدرات، ففي مطلع العام الحالي ألقت الشرطة الهولندية القبض على شخص يعتقد أنه رئيس إحدى أكبر عصابات المخدرات في العالم، بناء على مذكرة اعتقال صادرة من أستراليا.

وتشير تقارير إلى أن تسي تشي لوب، المولود في الصين ويحمل الجنسية الكندية، رئيس منظمة “The Company” المهيمنة على سوق لتجارة مخدرات غير مشروعة بقيمة 70 مليار دولار في جميع أنحاء آسيا.

ويعد تسي تشي لوب من أبرز المطلوبين للعدالة في العالم، وتمكنت في النهاية السلطات الهولندية من اعتقاله في مطار شيفول في أمستردام، وتتهم الشرطة الفيدرالية الأسترالية المنظمة التي يديرها تشي لوب، والمعروفة أيضا بـ “سام غور”، بالمسؤولية عن تهريب حوالي 70 بالمئة من المخدرات غير المشروعة التي تدخل البلاد.

وبحسب التقارير فقد كانت الشرطة الأسترالية تتعقبه لأكثر من 10 سنوات، قبل أن يتم القبض عليه يوم الجمعة بينما كان على وشك ركوب طائرة متجهة إلى كندا.

وأطلقت أستراليا عملية لملاحقة تشي لوب تحت اسم “عملية الكونغر”، شاركت فيها 20 وكالة أمنية من جميع قارات العالم، تحت قيادة الشرطة الفيدرالية الأسترالية، ووصفت وسائل إعلام أسترالية عملية اعتقاله بأنها “الأهم” للشرطة الفيدرالية في البلاد منذ عقدين.