واشنطن – الناس نيوز :
فرضت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، عقوبات جديدة على كل من إيران ولبنان، بحيث استهدفت العقوبات عددا كبيرا من الأشخاص في طهران كما طالت سلطان خليفة أسعد، مسؤول المجلس التنفيذي في حزب الله أداة إيران العسكرية في لبنان ، وشركتين على صلة بهذا الحزب المنصف لدى العديد من دول العالم كمنظمة إرهابية .
وفي بيان الخزانة الخاص بالعقوبات الإيرانية، أكدت فرض عقوبات على 47 فردا وكيانا إيرانيا متورطا بشبكة تهديد إلكتروني.
وأكدت أن هذه المجموعات استهدفت 15 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مئات الأفراد والكيانات في 30 دولة أخرى عبر إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
حزب الله والتآمر مع مسؤولين لبنانيين
أما في الشأن اللبناني، فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أن أميركا ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره الذين يسيئون استخدام موارد لبنان بينما يعاني الشعب اللبناني من نقص الخدمات.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) عقوبات على شركتين مقرهما لبنان، هما شركة آرك للهندسة والمقاولات (Arch Consulting) ومعمار للهندسة والمقاولات (Meamar Construction)، لكونهما مملوكتين من قبل حزب الله أو خاضعتين لسيطرته أو تحت إدارته. بالإضافة إلى ذلك، قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بتصنيف سلطان خليفة أسعد، وهو مسؤول في المجلس التنفيذي لحزب الله، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشركتين.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن حزب الله يستغل الاقتصاد اللبناني و”يتلاعب بالمسؤولين اللبنانيين الفاسدين، [لكي] يتم منح الشركات المرتبطة بالمنظمة الإرهابية عقوداً حكومية،” مضيفا: “تظل الولايات المتحدة ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره بسبب استغلالهم بشكل فاسد للموارد اللبنانية في سبيل إثراء قادتهم، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اللبناني من القصور في الخدمات”.
وقالت وزارة الخزانة في بيان تلقت الناس نيوز نسخة منه إن أنشطة حزب الله تتغلغل في جميع جوانب الاقتصاد اللبناني، بما في ذلك قطاعا البناء والبنية التحتية.
ويستفيد حزب الله من شركتي آرك ومعمار لإخفاء تحويلات الأموال إلى حساباته الخاصة، مما يزيد من إثراء قيادة حزب الله وأنصاره، ويحرم في الوقت نفسه الشعبَ اللبناني من الأموال التي هم في أمس الحاجة إليها. ويتآمر حزب الله مع المسؤولين اللبنانيين، وبينَهم وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فينيانوس، المصنّف من قبل الخزانة، لتوجيه عقود حكومية بملايين الدولارات إلى هذه الشركات، التي يشرف عليها المجلس التنفيذي لحزب الله. كما يتلقى المجلس الأرباح الفاسدة من هذه الشركات.
ويؤسّس هذا الإجراء على إجراءات الخزانة السابقة ضدّ الشركات التابعة للمجلس التنفيذي لحزب الله، بما فيها شركة أطلس القابضة، التي تم إدراجها في شباط/فبراير 2020، بالإضافة إلى التصنيفات الأخيرة في وقت سابق من هذا الشهر للوزيرين اللبنانيين السابقين الفاسدين يوسف فينيانوس وعلي حسن خليل لدعمهما حزب الله.
من هما شركتا آرك للهندسة والمقاولات ومعمار للهندسة والمقاولات؟
شركتا آرك للهندسة والمقاولات ومعمار للهندسة والمقاولات مملوكتان أو مسيطر عليهما أو موجهتان من قبل حزب الله، وهو كيان يتمّ حظر ممتلكاته ومصالحه في الممتلكات وفقاً للأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.
وقالت وزارة الخزانة إن آرك ومعمار هما شركتان من عدة شركات تابعة للمجلس التنفيذي لحزب الله. يستغل حزب الله كون هذه الشركات تابعة شكليا للقطاع الخاص لإخفاء التحويلات المالية لحزب الله والتهرب من العقوبات الأمريكية. وعمل حزب الله مع الوزير اللبناني السابق المصنّف من قبل الولايات المتحدة يوسف فينيانوس، اعتباراً من عام 2019، لضمان فوز آرك ومعمار بعروض للحصول على عقود حكومية لبنانية بقيمة ملايين الدولارات. وحوّلت كلا الشركتين بدورهما بعض الأرباح من هذه العقود إلى المجلس التنفيذي لحزب الله.
منذ نشأتهما، ارتبطت شركتا آرك ومعمار بحزب الله. وفقاً للمعلومات المتاحة للعامة، فإن العديد من كبار المسؤولين لهم صلات بحزب الله؛ وقد ورد اسم سلطان خليفة أسعد علناً باعتباره مؤسّساً لشركة معمار، والعديد من الأفراد المدرجين في وثائق تسجيل الشركة لديهم أيضًا علاقات عامة بحزب الله. وتمّ تسجيل آرك باسم مرشح يدعمه حزب الله في الانتخابات البلدية لعام 2004. علاوة على ذلك، كانت آرك في السابق جزءاً من شركة جهاد البناء المصنفة في الولايات المتحدة، وهي شركة الإنشاءات الرئيسية لحزب الله. وعلى الرغم من استقلال آرك في عام 2005، إلا أنها لا تزال مصدراً مهماً لتمويل جهاد البناء. وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية صنّف “جهاد البناء” وفقاً للأمر التنفيذي رقم 13224 في شباط/فبراير 2007.
من هو سلطان خليفة أسعد؟
أسعد هو مسؤول كبير في المجلس التنفيذي لحزب الله ويعمل كنائب لرئيس المجلس التنفيذي هاشم صفيّ الدين، الذي تم تصنيفه وفقاً للأمر التنفيذي 13224 في أيار/مايو 2017. بالإضافة إلى خدمته كنائب لهاشم صفيّ الدين، يشغل أسعد منصب المسؤول الأول في الملف البلدي المركزي لحزب الله، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2011 على الأقل، وهو يظهر بشكل منتظم في المناسبات العامة. اعتباراً من أوائل عام 2019، كان أسعد مسؤولاً عن عشرات الشركات التابعة للمجلس التنفيذي، بما في ذلك آرك ومعمار. وقدّم توجيهات المشروع لهذه الشركات وشارك في القضايا المالية والقانونية. ورفع أسعد تقاريره إلى هاشم صفيّ الدين وتلقّى التوجيهات بشأن الشركات وأصدر التعليمات إلى مديري الشركات واللجنة المالية لحزب الله.
ما هي تداعيات العقوبات؟
نتيجة لإجراءات الخميس، فإن “جميع ممتلكات الأفراد المذكورين أعلاه أو أي مصالح لهم في ممتلكات، وأي كيانات مملوكة من قبلهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50 بالمئة أو أكثر، بشكل فردي، أو مع أشخاص محظورين آخرين، موجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أشخاص أمريكيين أو تحت سيطرتهم، تصبح محظورة ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها، ما لم يكن ذلك مصرحاً به بموجب ترخيص عام أو خاص صادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أو مُستثنى من ذلك. وتحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عمومًا جميع المعاملات التي يقوم بها الأشخاص الأمريكيون أو الذين هم داخل الولايات المتحدة أو عابرون لها، والتي تنطوي على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات للأشخاص المصنّفين أو المحظورين. وتشمل المحظورات أي مساهمة أو تقديم أموال أو سلع أو خدمات من قبل أي شخص محظور أو له أو في مصلحته، أو تلقي أي مساهمة أو أموال أو سلع أو خدمات من أي شخص محظور” وفق بيان الخزانة.