لندن – الناس نيوز ::
الصداقات جزء لا يتجزأ من حياتنا الاجتماعية، لأن الإنسان السوي اجتماعي بطبعه ويأبى الانعزال والانقطاع عن الآخرين، ويسعى دائمًا إلى تبادل التجارب والخبرات، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لغيره، وكذا الاستفادة من دعمهم.
غير أن الحرص الزائد على الاستمرار في بعض الصداقات قد يكون مضرًا، خاصة عندما يشعر المرء بأن الطرف الآخر لم يعُد يبدي أي اهتمام بهذه العلاقة، ولا يحرص على تغذيتها ورعايتها. فأين تبدأ علامة ضمور الصداقة، وكيف يمكن أن ننهيها إذا شعرنا أنها لم تعد مفيدة؟
الدعم النفسي والاجتماعي
يقول المختص في الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي، إن الصداقة الحقيقية توفر الدعم النفسي وتساعد على التوازن الاجتماعي، لكنها قد تتأثر بعوامل؛ مثل: الزمن أو الحوادث اليومية أو الخلافات في الرأي والتصورات وغيرها.
ويضيف الصالحي في حديث للجزيرة نت، أنه “ليس ضروريًا أن تستمر الصداقات دائمًا، خاصة إذا كانت صداقات غير متينة”، ويرى أنه لا مانع من إنهاء الصداقات التي يشعر أصحابها أنهم غير مرتاحين فيها.
وعن العلامات التي تنبئ عن أن شخصًا لم يعُد مرتاحًا في صداقتك معه، يقول الصالحي، إنه “في الغالب لن يخبرك بشكل مباشر أنه يريد ترك صداقتك، بل هناك علامات وإشارات تدل على ذلك”.
ويضرب مثالًا لهذه العلامات بما يلي:
- تجنب التواصل العميق.
- عدم السؤال عنك.
- تجنب اللقاء بك.
- ينصب اهتمام الشخص المعني على مشكلاته وحياته ولا يهتم لأمرك ولا لمشكلاتك.
- لا يتواصل معك إلا حين يحتاج معلومة أو مساعدة منك.
لا تكلف نفسك فوق طاقتك
وينصح الخبير النفسي المذكور بـ”ألا نبذل جهدًا أكثر من اللازم في الحفاظ على صداقات لا يحرص عليها أصحابها”، ويقول “لا تكلف نفسك فوق طاقتك، لأن ذلك قد يصيبك بالقلق والتوتر النفسي، الذي قد يتطور إلى أعراض جسمية”.
ويرى الصالحي أنه من الأفضل للإنسان “التركيز في رعاية العلاقات الجيدة المتوفرة مع أصدقاء آخرين، والسعي إلى بناء علاقات صداقة جديدة”.
ومن جهتها ترى الباحثة والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم، أن “المهم في الصداقات أن تكون متجددة ومتنوعة، وليس بالضروره أن تكون أبدية أو طويلة المدى”.
الجودة لا طول المدة
وتضيف أن “جودة الصداقة في نوعيتها وفائدتها، وليس في مدتها”. وتقول “راجع صداقاتك وأعِد ترتيبها باستمرار، فبعضها مع مرور الوقت يصبح غير مناسب، وقد يكون مضرًا”.
وتعدّد فاديا إبراهيم العلامات والمؤشرات الدالة على أن علاقة الصداقة وصلت إلى نهايتها، وتذكر منها:
قلة التواصل التي ليس لها أسباب مفهومة ودوافع موضوعية وقاهرة، والاعتذار المتكرر عن الفعاليات والنشاطات الأسرية والجماعية بين الأصدقاء، والبرود في التواصل والعلاقة حتى عند اللقاء.
وبدورها تنصح بـ”عدم المبالغة في ردة فعلنا وعدم الانغماس في المشاعر السلبية والحزن والصدمة”، وتدعو “للانشغال بنشاطات أخرى والبحث عن أصدقاء جدد، والحرص على أن يكونوا ممن يمكن الاستفادة منهم”.
علامات عدم الاهتمام
ومن جهته نشر موقع “فري ويل مايند” بعض العلامات التي تبين أن شخصًا ما لم يعُد مهتمًا بصداقتك؛ ومنها:
- أنت المبادر دائمًا: هذا النوع من العلاقات يتميز بأنك أنت الذي تبادر بالاتصال دائمًا، وقد تلاقي صدودًا وعدم رد على رسائلك، ولا يبذل الطرف الآخر أيّ جهد للتواصل والتجاوب معك.
- التعامل معك بتحفظ: حتى عندما تلتقيان، فإن هذا النوع من الأصدقاء يتعامل معك بتحفظ، فلو استخدمت لغة مرحة قد يردّ عليك بشكل جاف ورسمي جدًا، وإذا ناقشته يرد عليك ردودًا مختصرة ومركزة.
- يتجنب اللقاء والتفاعل: قد تبذل جهدًا للقاء به، وقد تدعوه إلى عشاء أو غداء أو اجتماع ما، فيجد الأعذار -دائمًا- لتجنب إجابة الدعوة.