ملبورن – سيدني – الناس نيوز :
يجري علماء بمستشفى “رويال نورث شور” في سيدني، تجربة علمية لاستخدام دواء شائع لضغط الدم لعلاج فيروس كورونا، حيث يلجأ الباحثون إلى الأدوية الرخيصة والمتوفرة لتخفيف معاناة مرضى الفيروس.
ووفقا لصحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد” يحاول العلماء من خلال التجربة الجديدة التأكد ما إذا كانت فئة العقاقير التي تسمى “حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين” يمكنها إيقاف فيروس كورونا من التسلل إلى خلايا الجسم.
وقالت البروفيسورة كارول بولوك، التي تشرف على الدراسة: “التفكير المختلف هو الشيء المطلوب الآن”، وتابعت بولوك “لا يمكنك إنكار حقيقة أن الأدوية الجديدة تحتاج إلى الخضوع للاختبارات المخبرية، والاختبارات السريرية”.
وقالت كبيرة الباحثين في “معهد جورج للصحة العالمية” ميغ غاردين: “إن تطوير عقاقير جديدة قد يستغرق سنوات، ندرك جميعاً أنه حتى إذا تمكنا من تطوير لقاح، فلن يكون فورياً”.
ونوّهت غاردين بأن هناك سباقا مع الزمن للعثور بسرعة على الطرق التي تساعد على تطويق الجائحة، والطريقة الأسرع للقيام بذلك هي استخدام دواء تم تطويره، ويتم تصنيعه بالوقت الراهن، لمعرفة ما إذا كان له تأثير إيجابي على كوفيد 19″.
ويهدف الباحثون، بدعم من جامعات ومستشفيات أسترالية إلى جانب “معهد جورج” و”معهد كولينغ”، إلى إجراء تجربة العلاج على 600 مريض لمعرفة ما إذا كانت الأدوية يمكن أن تقلل من شدة وطول عدوى فيروس كورونا.
تم تطوير أدوية “الأنجيوتنسين” بهدف تنظيم ضغط الدم الشرياني، ولكن تم اكتشاف تأثيرها الجانبي كمضاد للالتهابات، وعلاج قصور القلب، والسكري، وأمراض الكلى.
وشرحت البروفيسورة غاردين آلية عمل دواء ضغط الدم لعلاج فيروس كورونا، حيث من المفترض “أن يقلل دواء الضغط الدم من دخول الفيروس إلى خلايا الجسم، ونتيجة لذلك ستقل بعض الآثار الضارة للفيروس في تلك الخلايا”.
وتضيف غاردين “إذا كان بإمكانك منع الناس من الحاجة إلى العناية المركزة في المستشفيات، فهذا يسهّل جداً على الخدمات الصحية التغلب على تفشي المرض”.
وبحسب البروفيسورة غاردين فإن التجارب سوف تجري في أستراليا والهند، ومن المتوقع أن يتم اختبار العلاج الجديد على عدد كبير من المرضى في الهند حيث يوجد عدد أكبر من الحالات.
وقالت البروفيسورة غاردين: “لا مانع لدينا إذا كانت التجارب ستطبق على مرضى في الهند أو أستراليا أو بأي مكان آخر، نريد الوصول إلى النتيجة معاً”.
وبدورها أكدت البروفيسورة بولوك: “أن إجراء التجارب في ظروف مختلفة ومتعددة يعني أن نتائج التجارب ستكون أكثر قوة”.
وتلقت الجهات المشرفة على إجراء التجارب دعما ماليا مقداره 1.4 مليون دولار من “صندوق مستقبل الأبحاث الطبية”، وأكدت الجهات الطبية أنه من غير الممكن الاستمرار في التجارب دون أن يستمر التمويل.
ومع انطلاق التجارب الطبية، تم اختيار عينة من المرضى في مدينة نيو ساوث ويلز، ويتم إنشاء مختبرات في فيكتوريا، في حين تم الحصول على الموافقة الأخلاقية في الهند، وعليه ستستكمل التجارب هناك في غضون عام.
وبدت البروفيسورة بولوك متفائلة بشأن النتائج المحتملة للتجارب الجديدة، وقالت: “نحن نأمل من التجارب الطبية التي تجري في أستراليا أن تكون لها فوائد كبيرة على مستوى العالم”.