سيدني – الناس نيوز :
حذر أحد الخبراء بأن “طاعون القوارض” في بعض مناطق أستراليا، حيث اجتاحت أعداد كبيرة من الفئران منازل كثيرة في أنحاء البلاد، لم يبلغ ذروته بعد.
وتحدث ستيف هنري، الباحث في هيئة البحوث الأسترالية CSIRO إلى صحيفة “اندبندنت”، معتبراً أن الأزمة ممكن أن تسوء وتتفاقم قبل أن تبدأ بالانحسار.
وشرح قائلاً: “هنالك مساران لطاعون القوارض. إما أنه يتكاثر بشكل كبير جداً ثم يزول في غضون سنة واحدة، أو يزداد ويستقر بالتواتر خلال الشتاء، ومن ثم يظهر مجدداً في فصل الربيع التالي”. مضيفاً، “ندخل حالياً في فصل الشتاء وفي جعبتنا محصول جيد، ما يعني أن كثيراً من الطعام سيكون متوفراً وكذلك الفئران في الربيع إن استطاعت البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء”.
وفي محاولة لتوقع توقيت وكيفية انتهاء هذا التفشي، اعتبر هنري بأنه “من الصعب للغاية توقع ذلك لأنه يحدث بشكل دوري”.
وكان سبق لهيئة البحوث الأسترالية أن حذرت بأن التفشي الحالي لطاعون القوارض الذي يرخي بظلاله على نيو ساوث ويلز، فضلاً عن كوينزلاند وفيكتوريا ومناطق أخرى قد يستمر لأشهر عديدة إن لم يكن لسنوات.
وأشار هنري إلى أنه التقى في نيو ساوث ويلز بعائلات تواجه مئات الفئران في منازلها ومزارعها. وقال أحد المزارعين الذين التقاهم هنري أخيراً بأنه “أرسل عائلته إلى المدينة” لعطلة نهاية الأسبوع “لأنهم ضاقوا ذرعاً من وجود الفئران”. وأثناء غيابهم عن المنزل، أشار هنري إلى أن المزارع “قرر التخلص من أكبر عدد ممكن من الفئران”. وفي نهاية المطاف “أزال 400 فأر من منزله”.
واستذكر الخبير قيامه بزيارة إلى محطة وقود تضررت جراء اجتياح الفئران وكانت تفوح منها “رائحة موت لا يمكن وصفها” على إثر إبادة القوارض. “كان الأمر لا يُحتمل” على حد قوله. “الفئران موجودة في كل مكان، في منازل السكان وغرف جلوسهم وفي ملابسهم وخزاناتهم وأسرّتهم”.
يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها أستراليا طاعون قوارض، إذ اجتاحت حجافل من الفئران المزارع خلال السنوات الماضية أيضاً.
وقال هنري بأن الانتشار الحالي يأتي بعد الأمطار التي شهدتها البلاد السنة الماضية إثر “سلسلة من السنوات العجاف”، ما أثرى المزارع بغلال وحبوب كثيرة، وهي تشكل مصدر القوت المثالي للفئران.