fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

السوريون وأوهام المخلّص: صدمات جمعية وتعلّق قهري…

ميديا – الناس نيوز ::

علياء أحمد – (موقع 963+) – تناول علماء الاجتماع وعلماء النفس تأثير الكوارث والمآسي على التماسك الاجتماعي، سواء كانت نتيجة ظواهر طبيعية كالزلازل والبراكين، أو سياسية واجتماعية مثل الحروب والصراعات، فهذه الأحداث الجِسام تهز المجتمع وتؤثر على بنيته الأخلاقية والاجتماعية.

فالمجتمع يتكوّن من “حقائق اجتماعية”، تشمل القيم والمعتقدات التي تشكل الوعي الجمعي، وتمارس تأثيرًا قسريًا على الأفراد، وعند تعرّض المجتمع لحدث كبير صادم، يختلّ استقراره يتأثر الوعي الجمعي للأفراد.
في السياق السوري، يمكن اعتبار الثورة، وما تلاها من حرب ومجازر واعتقالات وتهجير قسري، أحداثًا مهولة صادمة، هزت المجتمع وأدت إلى اضطراب التماسك الاجتماعي والوعي الجمعي، أظهرت أنماطًا سلوكية متكررة، تعكس بحث الجماعات عن قوة مخلِّصة. وبما أن الواقع لا يوفّر إمكانية نزول هذه القوة من السماء، لجأت جماعات سورية إلى إسقاط وهم “المخلّص” على قوى موجودة وفاعلة على الأرض، سواء كانت خارجية مثل إسرائيل أو تركيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو محلية مثل الجولاني باسمه الجديد أحمد الشرع.
أميل إلى تسمية هذه الظاهرة “التعلق القهري بالقوة المخلّصة”، فالصدمات الجمعية تعيد تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي، بحيث يُنظَر إلى قوى سلطوية بوصفها “الأب الحامي”، وإن كان تاريخها مليئًا بالانتهاكات. تعكس هذه الظاهرة الضعف والقهر وشعور العجز وفقدان الأمان، ما يولد حاجة ملحّة للبحث عن “منقذ”. يعيش الأفراد توترًا نفسيًا بين إدراكهم لما ارتكبت هذه القوى من جرائم، وبين حاجتهم إلى تصديق أنها تمثل خلاصهم مما يقع عليهم من جرائم، فيتم تبرير الانتهاكات المنسوبة للجهة “المخلّصة” أو إنكارها، وعملية إسقاط الحاجة للأمان عليها تساهم في إعادة إنتاج صورتها كـ “مخلّص”.
تجسّدت الفكرة في السويداء، حيث رفع بعض الأشخاص علم إسرائيل في السويداء، لكن هذا لا يعني تغيّر وعي الناس هناك بالمطلق، وتحولهم إلى حلفاء لعدو تاريخي، بقدر ما يعكس يأسًا وجوديًا، فالأرجح أنّه فعل احتجاجي صادم أكثر منه خيارًا استراتيجيًا واقعيًا. فالذين قُتل أبناؤهم، واغتُصبت أو اختُطفت نساؤهم، ونُهِبت ودُمّرت منازلهم وقراهم، صاروا يتشبّثون بأي قوة يسمعون صداها في العالم، ويمكنها التأثير على السلطة التي نكّلت بهم.
سبق ذلك ظهورها عند مؤيدي الحكومة الانتقالية، فالجولاني الذي كان أمير تنظيم القاعدة في سوريا، وأصبح “الرئيس أحمد الشرع”، يلبّي حاجة نفسية عند فئات واسعة من مؤيدي سلطته الانتقالية، وخاصة من عانوا من جرائم النظام البائد، وتعلّقوا برمز خارق ينقذهم. ومن خلال تصفية ذاكرة انتقائية، يتغاضون عن تاريخه وتاريخ جماعته الحافل بالاغتيالات والخطف والتفجيرات والسجون السرية، فيلغي الخيال القهري الانتهاكات السابقة، لصالح التركيز على الأمل في الحاضر والمستقبل.
من الناحية العقلانية، الاستعانة بجلاد يمارس جرائم حرب على جيرانك أشبه بالهرب من الرمضاء إلى النار. إنها مفارقة أخلاقية وسياسية لا يمكن تبريرها بالعقل البارد، لكنها مفهومة ضمن منطق الغريق، الذي لا يفكّر في نقاء القشة، بل يتشبث بها كيفما كانت. إنه تعبير عن “الخيال المخلّص” (Messianic Fantasy)، إذ يرى الأفراد في فاعل سياسي أو عسكري ما ضامنًا للاستقرار والحماية، متجاوزين سجل الانتهاكات التاريخي أو الحالي له.
كيف يُرى هذا الفاعل قوّةً مخلّصة؟ ببساطة، لأن الناس بحاجة إلى خيال الخلاص، لذلك يسهل تبييض صفخة “المخلّص” المزعوم بعبارات مثل: “لقد خلّصنا من النظام”، “على الأقل أفضل من النظام”، أو “هو وحده القادر على ضبط الفوضى”، وغيرها من إنشاء تبريري، في حين أن التعويل عليه يشبه التعويل على أن يطير السمك.
في سياق الصدمات الجمعية في المجتمع السوري، يظهر نمط واضح من التبعية لفاعلين إقليميين أو دوليين، حيث تنظر جماعات محلية إلى قوة خارجية كمصدر حماية أو ضمان لتحقيق مصالحها، حتى لو كانت العلاقة غير متكافئة وتعتمد على مصالح القوة الخارجية أكثر من مصالح الجماعة نفسها. لنتذكّر كيف وجد كثير من السوريين في تركيا ورئيسها أردوغان طوق نجاة، ومصدر الحماية والدعم الاقتصادي والاجتماعي، رغم الانتهاكات التي طالت اللاجئين السوريين داخل تركيا نفسها، عدا عن صراعها الدامي مع الأكراد، والذي طال أكراد سوريا أيضاً.
بدورها، ارتبطت قوات وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) بالولايات المتحدة خلال الحرب ضد تنظيم الدولة، واكتسبت من خلال الدعم العسكري والسياسي قدرة نسبية على حماية مناطقها وإدارتها. لكنها أيضًا ترى في الولايات المتحدة الضامن للحماية والاستقرار، رغم أن مصالحها قد لا تتوافق دائمًا مع مصالح الأكراد.
لم يكن أنصار النظام السابق بمعزل عن هذه اللوثة النفسية؛ فقد راهنوا على روسيا وإيران كمصدر للخلاص، لكن أوهامهم قادتهم إلى سراب لا نهاية له. وبعضهم لا يزال عاجزًا عن مواجهة الحقيقة حتى اليوم، وهذا الإصرار على رفض الاستيقاظ من الوهم يعكس عمق الحالة المرضية التي يعاني منها المجتمع السوري، حيث تختلط التبعية بالخوف، وتتشابك الصدمة بالأمل الزائف، فتستمر دائرة الانقسام والتبعية القهرية.
إنّ التعلق القهري بقوة مخلّصة، ليس شأناً سياسيًا أو عمليًا فقط، بل يحمل أبعادًا نفسية واجتماعية، نظرًا لما يوفره وهم “المخلّص” من شعور بالأمان والأمل بعد تجربة الصدمات الجمعية. وبالتالي، يمكن النظر إلى هذه الظاهرة كحلقة تربط بين الصدمات على مستوى الجماعة، والحاجة النفسية للأمان الفردي، وصولاً إلى “الخيال السياسي المخلّص”. لكن هذا التعلق القهري لن يكون حلاً، لأنه يعيد إنتاج الانقسامات ويؤجج التبعية.

المجتمع السوري يحتاج اليوم إلى وعي نقدي وفهم واقعي لمصالحه، وبناء حماية جماعية محلية تقوم على التعاون الاجتماعي والمؤسسات المستقلة، لا على انتظار منقذ خارق. بهذا يمكن تحويل الألم إلى قوة دافعة لإعادة تماسك المجتمع وإعادة إنتاج الأمان والأمل بشكل مستدام.

كاتبة وناشطة نسوية.

المنشورات ذات الصلة