سوزان المحمود – الناس نيوز ::
عليا الأطرش مهندسة سورية ، تختص في العمارة داخلية ، شغوفة بعملها الفني، وهو تصميم وصنع قطع من فن القيشاني، والقيشاني فن قديم يعد من الفنون العرقية الخزفية الزخرفية في مدينة دمشق، يقال إن أصوله تعود إلى مدينة قاشان في بلاد فارس، لكنه طور وازدهرت صناعته في دمشق منذ القرن الثامن الميلادي، ورغم ازدهاره وانتشاره لعصور كثيرة إلا أن حضوره خفت كثيرا في السنوات الماضية، اليوم يستعيد هذا الفن ألقه ويستأنف رحلته وحضوره بجوار الفنون المعاصرة بجهود وشغف المهندسة عليا الأطرش .
تصمم عليا العدد من المشاريع الهندسية والفيلات والمكاتب ، تبدو مغرفة بفن الديكور ، تُدخل في تصميمها الفن الزخرفي الأصيل، تقول الأطرش لجريدة الناس نيوز الأسترالية حول اكتشافها لهذا الفن :”تعرفت على فن القيشاني خلال دراستي الهندسية لتاريخ الفنون ونال اهتمامي، وتوسعت في دراسة تاريخ نشأته وتطوره ومصادر ابداعه، وبعد التخرج، تعرفت على تقنيات وأسرار تصنيعه، وأطلعتُ على الكثير من أعمال المبدعين والمشتغلين به، ولاحظت أنه واحد من الفنون المغمورة التي لم تأخذ حقها من التطور وتسليط الضوء عليها، إذ بقي من الفنون المنسية القابعة في كتب التراث الفني وعلى رفوف المتاحف، رغم روعة نقوشه وزخرفته، وجمال وتناسق ألوانه .
تضيف السيدة الجميلة الحضور ، من هنا لمعت الفكرة بإعادة إحيائه وعرضه بطريقة عصرية وتوظيفه في أعمال الديكور الداخلي من جديد وتقديمه بأسلوب مختلف ومميز”.
واوضحت بنت جبل العرب من هنا تحول شغفي بهذا الفن من حلم إلى حقيقة عندما بدأت بمشروعي الفني “أزل” الذي يمزج الأصالة بالحداثة .
وتقول الأطرش عن مشروعها: ” كان “أزل” عنوان عتيق لفن معاصر يمتد عبر الزمن بأصالته وإبداعه، يقدم الدهشة، ويلفت أنظار محبي الفن وعشاق الجمال، وبمجرد أن انتهيت من إعداد هذا المشروع وباشرت بتنفيذه وإعلانه عبر خطة اعلامية منهجية، حتى تحول “أزل” إلى مشروع فني بامتياز ولفت الأنظار والاهتمام من خلال تحويل بلاطات القيشاني إلى لوحات جدارية، يشعر مقتنيها أنه صاحب أيقونة من أيقونات الفن القادم من الماضي .
وتؤكد عليا ” للناس نيوز ” كانت المرايا الجدارية المحاطة ببلاطات القيشاني ذات الألوان الزاهية واحدة من مفاجآت “أزل” الجميلة بالإضافة إلى علب المجوهرات والساعات، وأيضاً اعتماده في أعمال الأكساء والديكور الداخلي والمفروشات”.
تقدم الأطرش العديد من الأفكار المستوحاة من فن القيشاني وألوانه الجميلة كالمناديل، والأقمشة المطبوعة بروح القيشاني الأزرق، اقُتنِيت أعمال المهندسة عليا في العديد من البلدان، تقول حول تسويق أعمالها وانتشارها إنها “بدأت بالوصول إلى أسوق فرنسا وألمانيا عبر بعض الفنانين المقيمين هناك من خلال المعارض المهتمة بهذا الفن العريق لا بل إنها وصلت إلى أمريكا الجنوبية عبر العديد من المغتربين العرب. ولاقت الكثير من الاهتمام.
ووصلت أيضاً إلى الأسواق الخليجية عبر بعض الزملاء المهندسين الذين بدأوا باعتمادها في تصميماتهم وأعمالهم”.
وكانت المهندسة عليا بدأت مسيرتها العملية بدراسة الأدب الإنكليزي، ثم تزوجت وانجبت ولدين، ولكن مسؤولياتها العائلية لم تنسها حلمها القديم وهو دراسة العمارة الداخلية، فالتحقت بالكلية العربية الدولية – قسم العمارة الداخلية، وتخرجت منها بعد أن حازت على الترتيب الأول في دفعتها، ثم درست الماجستير في جامعة دمشق .
تتحدث عليا للناس نيوز بشغف عن الصعوبات التي واجهتها في هذا المجال تقول المهندسة عليا “إن الصعوبات موجودة في أي عمل خاصةً إذا كان جديداً وغير مألوف، ولكن يتم التغلب عليها بالدراسة والتخطيط مع الفريق التقني والهندسي، الذي تتعاون معه، أما بالنسبة لكوني امرأة لا يوجد صعوبات خاصة، بالعكس طالما إنك تقدمين عملاً مدروساً وتبذلين فيه الكثير من الجهد والاهتمام ينال الكثير من الرضا والتقدير والاحترام لشاغله”.
وحول الرسالة التي ترغب بتوصيلها من خلال قطعها الفنية تقول “الفنون عوالم مفتوحة تجول الآفاق عبر مبدعين يكتبون صفحات فنونهم بأعمالهم وإيمانهم بقيمة ما يقومون به، لغة واحدة يشترك فيها كل الناس لا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير. جسر تواصل إنساني ومعرفي يتكفل الإبداع بنقلها وانتشارها”.