رند حداد – الناس نيوز ::
منحت أكاديمية الفنون الجميلة في ولاية باير الألمانية، ومؤسسة فريدريش باور شتيفتونغ Friedrch – Bour – Stiftung رواية “قصر شمعايا “للسوري-الفلسطيني علي الكردي جائزة الشاعر أدلبرت فون ساميسو 1781-1838 Chamisso. التي تُمنح للكتّاب الأجانب عن أعمال صدرت لهم بالألمانية.
صدرت رواية قصر شمعايا بالعربية عام 2010 عن دار كنعان بدمشق، ورأت الترجمة الألمانية للرواية النور عن مؤسسة فالشتاين Wallstein في مطلع العام الجاري 2022، بتوقيع المترجمة لاريسا بندر. يُذكر أن جمعية فايتر شرايبين Weiter Schreiben التي ترأسها الروائية الألمانية أنيكا رايتش Annika Reich تُعنى بمساعدة الكتّاب القادمين من مناطق النزاع، على مواصلة الكتابة، من خلال ترجمة ونشر نصوص أدبية قصيرة لهم، والتعريف بهم، وفتح نوافذ أمامهم للتفاعل الثقافي والإبداعي مع أوساط ثقافية ألمانية.
في هذا السياق تمّ ترجمة عدة نصوص قصيرة، للكاتب علي الكردي إلى الألمانية خلال السنوات الماضية، من بينها فصلين من رواية قصر شمعايا. الأمر الذي لفت انتباه مؤسسة فريدريش باور شتيفتونغ إلى الرواية، ودفعها إلى تمويل نشر النص الكامل لها.
تجري أحداث قصر شمعايا في الحي اليهودي بمدينة دمشق القديمة، وهو قصر باذخ الجمال. بناه الثري اليهودي شمعايا أفندي عام 1865. لكن أحفاد شمعايا غادروا مع من غادر من اليهود السوريين قبيل نكبة فلسطين عام 1948 وبعدها، وكان القصر كما غيره من أملاك اليهود الغائبين مغلقاً، إلى أن اتخذت الحكومة السورية عام 1954 قراراً بفتح تلك البيوت، وإسكان عائلات فلسطينية لاجئة فيها. كان نصيب القصر إسكان خمسين عائلة لاجئة غصّ بهم القصر.
المكان هو بطل الرواية. منه خرجت شخصياتها، وتطورت مصائرها المتناقضة باتجاهات مختلفة. حيث كان محتوماً عليها التفاعل مع محيطها، بنسيجه متنوّع الديانات والمذاهب. إذ بالقرب من الحي اليهودي هناك حي باب توما المسيحي، ومن جهة أخرى هناك حي الشاغور السني وحي الأمين الشيعي، وكل هذه الأحياء تحيط كالسوار بمركز المدينة القديمة وأسواقها. كان على هؤلاء اللاجئين البحث من جهة عن خصوصية هويتهم، ومن جهة أخرى الاندماج مع محيطهم الفسيفسائي المتنوّع. هو أمرٌ بالغ الغنى والتعقيد في أجواء مدينة دمشق القديمة.
كيف تتطور أحداث الرواية، وإلى أين تفضي مع امتداد الزمن حتى تسعينيات القرن الماضي؟
هذا ما ترصده رواية قصر شمعايا وتبحث فيما آل إليه.