كانبيرا – الناس نيوز ::
تأزمت قضية الإضرابات التي ينوي عمال شركة شيفرون في أستراليا تنظيمها، بعدما رفضوا مقترحًا تقدمت به الشركة التي تدير مشروعين للغاز المسال في ولاية أستراليا الغربية، لتسوية أزمة الأجور.
وقادت التهديدات العمالية بالدخول في إضراب إلى ارتباك أسواق الغاز الطبيعي العالمية التي لم تتعاف بعد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي شهدت على أثرها اضطرابات في العام الماضي (2022)، تمثلت في شُح الإمدادات، وصعود الأسعار إلى مستويات غير معهودة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي ضوء هذا السيناريو، صوّت العمال في مشروعيْن لمعالجة الغاز الطبيعي تابعيْن لعملاقة الطاقة الأميركية شيفرون في أستراليا، لصالح رفض اتفاقية تسوية اقترحتها الشركة بشأن حزمة الأجور، قبيل الدخول في الإضراب المخطط له في السابع من سبتمبر/أيلول (2023).
ومن بين 470 عاملًا في محطة ويتستون للغاز المسال البالغة سعتها 8.9 مليون طن سنويًا، ومحطة غورغون للغاز المسال البالغة سعتها 15.6 مليون طن سنويًا، ممن يحق لهم التصويت، صوّت 3 فقط لصالح حزمة الأجور التي اقترحتها شيفرون، في حين رفضها 449 عاملًا، وامتنع 12 عن التصويت.
إضراب وشيك
يأتي هذا التصويت في أعقاب تصويت مماثل من قبل أعضاء تحالف اتحاد العمال البحري، مجموعة نقابة أسترالية، في المحطتين لصالح اتخاذ إجراء صناعي محمي في استطلاع جرى في 24 أغسطس/آب (2023)، وفق ما نشره موقع أرغوس argus.
ويضم التحالف -بالإضافة إلى عمال محطتي “غورغون” و”ويتستون” التابعتين لشركة شيفرون- عمال شركة “وودسايد إنرجي” (Woodside Energy) التي تدير أكبر محطات الغاز المسال في أستراليا “نورث ويست شيلف”.
في المقابل أيّد العمال في محطة ويتستون للغاز المسال الدخول في إضرابات، في استطلاع رأي منفصل نُظم في 28 أغسطس/آب (2023).
وقال ناطق باسم شيفرون: “في أعقاب نتائج التصويتات المختلفة على اتفاقية التسوية، نتطلع إلى تضييق نقاط الاختلاف مع العمال وممثليهم، عبر مزيد من المفاوضات بوساطة لجنة العمل العادل”، خلال تصريحات أدلى بها لموقع أرغوس في 1 سبتمبر/أيلول (2023).
وأوضح: “لإحراز تقدم في هذا الأمر، تقدمنا بطلب إلى لجنة العمل العادل، للحصول على وساطة في هذا الموضوع، للتعامل مع الخلافات التي تظهر في عملية التفاوض”.
وفي 28 أغسطس/آب (2023) قال تحالف اتحاد العمال البحري، إن الإجراء الصناعي الذي يُعد شرعيًا وفق قوانين العمل الأسترالية، سيبدأ في 7 سبتمبر/أيلول (2023) استجابة إلى فقدان الإرادة لدى شيفرون للتفاوض على اتفاقية تسوية تدعمها النقابة.
ولدى تحالف اتحاد العمال البحري السلطة لتنفيذ 20 إجراء صناعيًا، بدءَا من حظر العمل لمدة قصيرة وحتى التوقف الكامل عن العمل لأوقات زمنية مختلفة.
نتائج مُهينة لشركة شيفرون
في 1 سبتمبر/أيلول (2023)، قال الناطق باسم اتحاد العمال البحري براد غاندي: “بعد هذه النتيجة المذلة في صناديق الاقتراع، ووسط اتفاقيات المشروعات المقترحة التي وصفتها شيفرون بأنها حل مقترح للنزاع الحالي، يبقى الخيار الأوحد أمام الشركة الأميركية هو تغيير المسار، وأخذ مطالب أعضائنا على محمل الجد”.
وفي 24 أغسطس/آب (2023) توصلت شركة وودسايد إنرجي الأسترالية واتحاد العمال البحري إلى اتفاقية لتفادي الإضرابات في محطة “نورث شيلف” للغاز المسال، الواقعة -أيضًا- في ولاية أستراليا الغربية.
حذر المستوردين
بينما يمتلك معظم الموردين اليابانيين مخزونات غاز مسال كافية، فإن الاضطرابات في مشروعين أستراليين رئيسين ربما تؤثر سلبًا في الأسعار الفورية حال استمرت الإضرابات إلى موسم الشتاء الذي يبلغ فيه الطلب ذروته على تلك السلعة الإستراتيجية في أوروبا، وفق ما قاله المحلل في شركة أبحاث الطاقة “ريستاد إنرجي” ماسانوري أوداكا، في 1 سبتمبر/أيلول (2023).
وأضاف أوداكا، أن اليابان لديها سعة توليد كهرباء إضافية من الطاقة النووية والفحم خلال العام الجاري (2023)، مقارنة بالعام الماضي (2022)، ما يعني أن توليد الكهرباء بالغاز يبدو أقل أهمية في عام 2023، حسب التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتبرز محطة فوتسو، البالغة سعتها 22.9 مليون طن سنويُا، والتابعة لشركة جيرا، أكبر مشترٍ للغاز المسال في اليابان المقصد الرئيس للصادرات الآتية من محطة ويتستون للغاز المسال في عام 2023، بسعة نحو 1.1 مليون طن.
وتحل ثانيًا محطة يونغ-آن بسعة 10.5 مليون طن سنويًا، والمملوكة لشركة “سي بي سي” الحكومية التايوانية، بمشتريات تلامس 870 ألف طن.
وخلال المدة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 28 أغسطس/آب (2023) اشترت محطة هيغاشي-أوهغشيما التابعة لشركة جيرا، وتلامس سعتها 15 مليون طن سنويًا، 730 ألف طن.
وتذهب معظم شحنات الغاز المسال الآتية من محطة غورغون إلى محطة إعادة التغويز ماب تا فوت في تايلاند، وسعتها 11.5 مليون طن سنويًا، وهي مملوكة لشركة بي بي بي الحكومية في البلد الآسيوي، إذ يجري شحن قرابة مليون طن.
وتحصل محطة هيغاشي-أوهغشيما على قرابة 900 ألف طن، في حين ذهب 800 ألف طن إلى محطة يونغ-آن خلال المدة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 28 أغسطس/آب (2023)، وفق أرقام “ريستاد إنرجي”.
وتبرز محطة “ويتستون” أحد أكبر مصادر إنتاج الغاز المسال في أستراليا، بسعة إنتاجية تلامس 8.9 مليون طن متري سنويًا، في حين تتضمن محطة “غورغون” 3 خطوط إنتاجية ومنشأة تصدير سعة 15.6 مليون طن متري سنويًا.