ديترويت – ميشيغان وكالات – الناس نيوز ::
انتخب عبد الله حمود قبل عامين كأول عمدة مسلم لمدينة ديربورن في ما كان بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة لهذه المدينة، وهي مركز لصناعة السيارات وموطن لأكبر تجمع للأميركيين العرب في الولايات المتحدة.
لكن بينما كان تركيزه المبكر ينصب على تطوير البنية التحتية للصرف الصحي والاستثمار في المتنزهات، فقد دفعته الآن إلى دائرة الضوء على المستوى الوطني انتقاداته الصريحة للرئيس الديموقراطي جو بايدن، بشأن دعمه للهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة.
وقال حمود لوكالة فرانس برس في مقابلة “أنا أول من يقول إننا لانرغب بإعادة انتخاب (دونالد) ترامب للبيت الأبيض”.
وديربورن، ضاحية في ديترويت مشهورة بأنها مسقط رأس هنري فورد وفيها المقر الرئيسي لشركة فورد للسيارات. ويبلغ عدد سكانها حوالي 110,000 نسمة، 55 بالمئة منهم يقولون إنهم من أصول شرق أوسطية أو شمال إفريقية.
وفي عام 2020، أيد ناخبو ديربورن بايدن بأغلبية ساحقة، ويمكن لأصواتهم أن تقلب الموازين في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة حاسمة قد تقرر في النهاية الفائز بالبيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
وبرز حمود على المستوى الوطني في كانون الثاني/يناير الماضي بعد رفضه دعوة للقاء مسؤولي حملة بايدن الذين يسعون إلى الحصول على أصوات المسلمين.
منذ ذلك الحين، ساعد في تحفيز حركة شهدت تصويت أكثر من 100 ألف حزبي ديموقراطي في ميشيغان على أساس “غير ملتزم” بدلا من إعطاء صوتهم لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية المتأرجحة احتجاجا على سياسة بايدن تجاه إسرائيل، بينما طلبت منه المرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين أن يكون نائبها.
وحمود الذي لن يستوفي الشرط الدستوري بأن يكون عمره 35 عاما قبل آذار/مارس المقبل، أصغر من أن يقبل هذا الدور.
– أصول متواضعة –
ولكنه قال إنه لا يعلم لمن سيصوت.
ويقول الأب لطفلين “أود أن أقول إنه لم يكتسب أي مرشح رئاسي صوتي”، وحث الحزبين على الانتباه إلى الرفض الشعبي المتزايد لممارسات إسرائيل.
وأضاف “إذا نظرت إلى جميع بيانات الاقتراع التي تظهر في جميع أنحاء البلاد، من الساحل إلى الساحل، فإن القضايا التي كنا ندافع عنها ونناضل من أجلها … هي قضايا تحظى بدعم شعبي”.
وتضم هذه المطالب وقفا دائما لإطلاق النار باعتباره السبيل لتوفير ملاذ آمن لجميع الرهائن والسجناء، والوصول غير المقيد إلى المساعدات الإنسانية، ووقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
نشأ حمود، وهو ابن مهاجرين لبنانيين، في أسرة “عاملة فقيرة”. كان والده يقود شاحنة بينما كان جده لوالدته يعمل في خط تجميع مصنع للسيارات.
وأشار أن الحزب الديموقراطي كان جاذبا له بسبب دعمه للحركة العمالية، وأن الحزب الجمهوري كان منفرا بسبب ما قال إنه تاريخه في “شيطنة الأميركيين العرب والأميركيين المسلمين وغيرهم من الأشخاص الملونين”.
كان حمود يحلم بأن يصبح طبيبا، لكنه لم يحصل على الدرجات العلمية المطلوبة. وبدلا من ذلك، تدرب كأخصائي في علم الأوبئة وبدأ في تسلق سلم الشركة كمدير تنفيذي للرعاية الصحية.
لكن بعد وفاة اخيه الأكبر، أعاد تقييم أولوياته، وفي عام 2016 فاز في انتخابات المجلس التشريعي للولاية.
وفي عام 2022، أصبح حمود الثاني من أصل ثلاثة رؤوساء بلديات مسلمين جدد في مدن ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك بجنوب شرق ميشيغان.
وشرع حمود على الفور في تصحيح أخطاء تاريخية. فعلى مدى عقود من الزمن، شابت المدينة سمعة العنصرية التي تجسدت في سياسات فصل عنصري علنية انتهجها العمدة السابق أورفيل هوبارد.
وقام حمود بتعيين أول رئيس شرطة عربي أميركي في المدينة، مما أدى إلى انخفاض كبير في المخالفات الصادرة للسائقين السود في غضون عام، بحسب المتحدث باسمه.
ولحين اندلاع الحرب في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2023، بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل، كان حمود يعتبر بايدن رئيسا “يمكنه إحداث تغيير”، لكنه يعتقد الآن أن “الإبادة الجماعية تفوق تأثير تلك السياسة الداخلية”.
وتجنب حمود الرد على سؤال إن كان بإمكانه تأييد بايدن في نهاية المطاف وفي ظروف مناسبة، مشددا أنه مهما يقول الرئيس الأميركي الآن، فإن الأوان قد فات بالنسبة لبعض ناخبيه الذين فقدوا العشرات من أقاربهم بسبب القصف الإسرائيلي.
ولكنه أشار إلى أن ليس لديه أدنى شك بأن ترامب الذي فرض حظر سفر على المسلمين خلال فترة ولايته، سيكون بمثابة كارثة مطلقة – مستشهدا بتسليح الجمهوريين للسعودية ضد اليمن، ودعم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ويرفض حمود الانتقادات التي تقول إن مدينته قد تكون مسؤولة عن عودة محتملة لترامب إلى البيت الأبيض عبر عدم تقديمهم الدعم لبايدن.
وردا على سؤال حول كيفية الرد على هذه الانتقادات، يرى حمود أن “السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس جو بايدن: ماذا سيفعل لمنع إعادة انتخاب ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل؟ ماذا سيفعل للمساعدة في منع انهيار الديموقراطية الأميركية ونسيج مجتمعنا؟”.