عنتاب التركية… مدينة الفستق والبقلاوة الألذ في العالم

أروى غسان – الناس نيوز:

ما بين رقائقها الهشة المعجونة بحشوة الفستق الطازج، سحرٌ لذيذ يجعلها تستحق لقب “الذهب الأخضر”، إنها البقلاوة العنتابية الشهيرة عالمياً بطعمها الفريد ولونها الأخضر المشرق، وتُلقّب بذلك نسبة إلى مدينة غازي عنتاب التركية التي تشتهر بتصنيعها منذ مئات القرون. وتعد عنتاب واحدة من بين الأماكن المدرجة على قائمة “شبكة المدن الإبداعية” في مجال فن الطهي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافةوالعلوم (اليونسكو).

ويعود السر في فرادة البقلاوة العنتابية، إلى الفستق العنتابي الذي تختص المدينة الواقعة جنوب شرق تركيا (بالقرب من حلب السورية موطن هذا الفستق المكنى باسم إحدى أعرق مدن الشرق )بزراعته وتعد الثالثة عالمياً في إنتاجه. ينبت الفستق العنتابي في تربة صخرية أو كلسية أو جافة وفي شروط قاسية، تتفتح أزهاره ما بين شهري نيسان أبريل-وأيار مايو، وتنضج ثماره في شهر سبتمبر، ليتم البدء بحصاده، ويتميز برائحته الجميلة وشكله الفريد المقوس ولونه الخاص، ويتمتع بقيمة غذائية عالية ، وهو مادة شهية على المائدة عندما يكون أخضر ، ويصلح أن يكون مادة أساسية في معظم الأطعمة المالحة والحلوة ، فضلا عن أنه أشهر المقبلات مع المشاريب.

ويتفنن صنّاع البقلاوة الأتراك الذين ورثوا المهنة أباً عن جد، في تحضيرها وتشكيلها وحشوها، وهناك عشرات الأصناف التي تندرج تحت مسمى البقلاوة تتمتع بالقوام نفسه من حيث النكهة والمقادير، وتختلف عن بعضها بالإضافات والتزيين واللون أحياناً. حيث من الممكن أن تكون الطبقات الخارجية للبقلاوة في بعض الأنواع من اللون الذهبي المألوف، ولكن البقلاوة الأشهر والأكثر طلباً تتمتع باللون الأخضر لكل من الطبقات الخارجية والحشوة.

في غازي عنتاب، لا يتم التعامل مع إنتاج البقلاوة كمهنة فحسب، بل تعتبر هذه الصناعة العريقة واحدة من أهم مكونات تراث المدينة، التي اكتسبت شهرة عالمية في هذا المجال، فبقلاوة عنتاب هي أول منتج تركي مسجل لدى الاتحاد الأوروبي، وتبلغ صادرات البقلاوة التركية سنوياً حوالي 150 طناً، إلى عشرات الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، وسويسرا، والصين.

يقال “من لم يأكل بقلاوة غازي عنتاب لم يزر تركيا”، لهذه الدرجة تكتسب الحلويات هناك أهمية وقيمة، حتى أن هناك متحفاً للبقلاوة يقع ضمن خان مللت التاريخي بعنتاب، ويمكن للزوار التجول بين أجنحة المتحف للتعرف على مراحل صناعة البقلاوة، ومتابعة مراحل تحضيرها مع أشهر الطهاة الذين يقوم كل واحد منهم بتحضير قسم من مراحل صناعة البقلاوة الشهية.