fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

عندما سألني عنصر الأمن: شو مانك من سوريا الأسد؟

[jnews_post_author ]

في العام 2014 تعرضتُ لكسر في مشط القدم نتيجة المشي والوقوف الطويل يومياً في المحاكم خلال متابعتي لقضايا المعتقلين، حيث اضطررت حينها إلى ملازمة المنزل لأكثر من خمسة وأربعين يوماً بعيداً عن المحاكم، ورغم أنني كنت اتابع أمور المعتقلين مع زملائي على الهاتف، إلا أن ذلك لم يكن يشفي ظمئي وتعطشي لتقديم المساعدة شخصياً للمعتقلين.

لم أذهب الى الطبيب لنزع الجبيرة، بل قمتُ بنزعها بنفسي بواسطة منشار حديد، وبعد تدليك قدمي بالماء الساخن لأكثر من نصف ساعة بدأت بالسير عليها بمساعدة عكازة واستمر الأمر هكذا طيلة النهار حتى اطمأنيت أنه بات بإمكاني الذهاب الى المحاكم ومتابعة قضايا المعتقلين من جديد.

في اليوم التالي، ذهبت إلى محكمة الإرهاب وأنا في كامل النشاط والحيوية، بدا مدخل المحكمة الرئيسي على أوتوستراد المزة مزدحماً بعشرات النساء اللواتي كنّ يحاولن الدخول الى المحكمة للاستفسار عن أقاربهم، وجوه أمنية جديدة تنتشر في المكان، ولدى وصولي إلى المدخل الداخلي للمحكمة كان لابد من المرور عبر جهاز الكشف عن المتفجرات والأسلحة، وهو عبارة عن بوابة صغيرة وضعت كممر إجباري لكل من يدخل إلى المحكمة.. وكان يقف بجانب البوابة عنصر أمني بدا وكأنه تم تجنيده حديثاً.

ولأنني كنت أعمل دائماً على تحاشي الاصطدام بعناصر الأمن العاملين في محكمة الإرهاب، والسكوت أحياناً على استفزازات البعض منهم، حتى أنني كنت أميل الى ممازحة بعضهم وإعطائهم حبة شوكولاتة أحياناً أخرى، كل ذلك بهدف تحاشي أي استفزاز أو تضييق على عملنا في المحكمة وكان هذا الأمر يفيدنا في أغلب الأحيان.

سألت المجند الجديد المكلف بمتابعة ومراقبة المرور عبر جهاز الكشف، بعد أن ألقيت عليه السلام: أكيد حضرتك جديد هنا، أول مرة أراك في هذه المحكمة، من أي مدينة حضرتك؟ فردّ عليّ بسرعة، أي جديد، ليش عم تسأل؟ قلت له: لأننا سنرى بعضنا يومياً في هذا المحكمة لهيك سألتك، يعني مو معقولة شوفك كل اليوم وقلك صباح الخير بدون ما أعرف اسمك ومن أي مدينة، ثم ناولته حبة شوكولاتة، وقلت له مع السيكارة طيبة” لكنه رفض أن يأخذها مني، وأضاف قائلا: “يعني من وين بدي كون، أكيد من سوريا الأسد، ليش أنت مانك من سوريا الأسد؟ فوجئت بجوابه وأربكني سؤاله قليلاً ولم أعد أعرف كيف أرد عليه، لابل أني لعنت الساعة يلّي سألته فيها ذلك السؤال، ثم استجمعت نفسي وقلتُ له أنا من قلب سوريا من مدينة حمص. رمقني المجند بنظرة غاضبة قبل أن يسألني من جديد يعني أنت مانك من سوريا الأسد؟ شعرتُ أنني قد وقعت في ورطة لم يكن لها أي داعٍ على الإطلاق.. إلا أني تمالكت نفسي قليلاً رغم الخوف الذي بدأ يتسلل إلى داخلي وقلت له: “لا أنا من مدينة حمص التابعة لسوريا، سوريا ليست ملكاً لأحد، بل لجميع السوريين”. وهنا قاطعني المجند قائلاً: “ما في غير سوريا الأسد؟” خرج جوابي إليه بسرعة: “لا ما في شي اسمه سوريا الأسد، فيه سوريا وبس” فوجئت هنا بالمجند وهو ينزل بارودته الروسية من على كتفه، ثم سمعت صوت خرطشة البارودة، شعرت للحظة أنه يريد أن يقتلني.. وأنا أقول في نفسي يعني شو كان بدّي بها السؤال، تسمرت عيناي على عبارة مكتوبة على بزته العسكرية ” نحن جنود الأسد”. ومرّ شريط الذكريات سريعاً أمامي وهو يستعرض منظر مرور الدبابات المتجهة إلى داريا وقد كُتب عليها بخط عريض “الأسد أو نحرق البلد.”

وفي هذه اللحظات العصيبة فوجئت بشخص يضع يده على كتفي، ويقول للمجند: “شو حالك ولاك؟ ليش ما عم تفتشه؟ هاد معارض لازم تفتش حتى كيلوته”، كان ذلك الشخص رئيس نيابة محكمة الإرهاب في ذلك الوقت القاضي عمار بلال، وهنا ما أن سمع المجند كلام رئيس النيابة حتى هجم عليّ وأمسك بقشاط البنطلون يريد فكه، نهره رئيس النيابة بقوله: لعمى في عيونك لعمى، ولك شو ما بتلقى مزح؟ ثم دخلت إلى المحكمة برفقة رئيس النيابة.

بعد حوالي ساعتين أنهيتُ عملي في المحكمة، وقررت العودة مع بعض زملائي إلى القصر العدلي، إلا أنني اضطررت للعودة إلى داخل المحكمة بعد أن شاهدت نفس المجند ما زال واقفاً بجانب الجهاز، وتركت زملائي يخرجون بدوني بحجة أنني نسيت متابعة اسم أحد المعتقلين، وكنت بين الفينة والأخرى استرق النظر لأرى فيما إذا كان المجند نفسه ما زال في مكانه أم تم استبداله، فقد كنت أنتظر انتهاء ورديته لأني في الحقيقة كنت خائفاً أن يراني ويتصرف معي تصرفاً أرعن، واستمر الأمر على هذه الحال لحوالي ساعتين، إلى أن قررت أخيراً أن أخرج من المحكمة مهما كانت النتائج لأن التعب قد نال منّي. وكانت الساعة حوالي الثالثة بعد الظهر، والمجند ما زال في مكانه، خرجتُ مسرعاً بعد أن وضعت النظارة الشمسية، ولدى اقترابي من جهاز الكشف فوجئت بالمجند يقف ويضرب تحية لي، تابعت سيري دون أبدي اهتماماً لما فعل، وأنا في قرارة نفسي أضحك لهذا الموقف، فقد ظن المجند أنني من “سوريا الأسد” بعد أن شاهد رئيس النيابة يمسك بيدي ونحن ندخل المحكمة.

ومن يومها لم أعد أسأل أحداً من أين أنت؟ خاصة العناصر الأمنية الجديدة خشية أن يتكرر الأمر مرة أخرى, مؤمناً أن سوريا ستبقى وطناً لجميع السوريات والسوريين وليست لبيت الأسد.

——————————————————————–

المحامي ميشال شماس