ميديا – الناس نيوز ::
في عام 1991، وبعد اجتياح الكويت بحوالي العام، رفعت شركة صخر الكويتية، والتي كانت تنتج حينه حاسوب صخر العربي، دعوى على شركة مايكروسوفت لدى القضاء الأمريكي، تتهمها فيه بسرقة براءة اختراع تكنلوجيا التعريب التي طورته الشركة، عن طريق توظيفها لإسكندر مرقص الذي كان المديرً الفني في شركة صخر قبل الاجتياح.
وطالبت شركة صخر مايكروسوفت في هذه الدعوى بتعويض مالي قيمته كما أذكر 20 مليون دولار. وقصة النزاع على المهندس السوري إسكندر مرقص بين شركتي صخر ومايكروسوفت قصة لا تخلو من الطرافة وجديرة بأن تروى. بل أجزم بأن قليلاً جداً من السوريين سبق لهم أن سمعوا بإسكندر مرقص.
إسكندر مرقص سوري من مدينة اللاذقية، تخرج من جامعة تشرين ثم سافر إلى باريس ليتخصص في هندسة المعلوماتية في المعهد العالي للكهرباء (Supéléc) وتخرج منه عام 1985.
وعندما قام رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ بإنشاء شركة صخر لتطوير وتسويق حاسوب شخصي عربي في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، استقطب مجموعة من مهندسي المعلوماتية العرب، وكان من بينهم المهندس إسكندر.
كان تعريب الحواسيب الشخصية حينه في مراحله الأولى، وجرت محاولات متعددة من قبل جهات مختلفة لتطوير أشكال تعريب مختلفة، مرتكزة عموماً على نظام DOS. وقد نجح إسكندر بتطوير أحد هذه الأشكال في الكويت، وتعرفت عن قرب على مشروعه هذا نتيجة عمل مشترك معاً، ولوجود قاسم مشترك آخر بيننا وهو تخرجنا من نفس المعهد الفرنسي وبنفس الاختصاص. وقد تمكنت فعلاً شركة صخر من تسويقه مصحوباً بدعاية كبيرة في العديد من الدول العربية.
عند اجتياح الكويت، عاد إسكندر إلى سورية بضعة أشهر، وكان قد قرر ألّا يعود للكويت، ثم سافر منها إلى باريس مجدداً ليعمل مديراً للمعلوماتية في أحد مصارفها. في نفس الفترة كانت مايكروسوفت تبحث عن مهندسين لديهم خبرة في مجال تعريب الحواسيب فوجدت فيه ضالتها، وعين لديها عام 1991.
بعد تحرير الكويت، تابعت شركة صخر عملها واتصل محمد الشارخ بإسكندر وطلب منه العودة، ولكن إسكندر كان قد قرر البقاء في مايكروسوفت فاعتذر. ولما كان السيد الشارخ رجل أعمال من الطراز الأول، قرر استغلال هذه الحادثة على أوسع نطاق للدعاية للشركة صخر. فرفع دعوى قضائية متهماً مايكروسوفت بسرقة التكنولوجيا.
ونشرت الصحف العربية على نطاق واسع، وفي عناوين رئيسة خبر سرقة تكنلوجيا صخر من قبل مايكروسوفت. أثارت الضجة التي رافقت الدعوى انتباه بيل جيتس رئيس مايكروسوفت، ودفعه الفضول لاستدعاء هذا المهندس الجديد ليتعرف عليه. وقرر أن يبقيه في الشركة، ولكن دون أن يداوم على عمله لحين الانتهاء من البت في القضية، لدرء تهمة سرقة التكنولوجيا.
بقي إسكندر في منزله يتلقى راتبه دون أن يعمل فعلياً. وانتهت القضية بالتصالح مقابل تعويض جزئي مقداره كما أذكر مليوني دولار. وعاد إسكندر إلى عمله بعد أن أصبح نجماً في شركة مايكروسوفت، حيث أشرف على تطوير جميع المنتجات العربية في مايكروسوفت، كما رُفِّع بعدها إلى مدير المكتب الدولي فيها، وأخيراً نائب رئيس قبل أن يتركها عام 2003 لينشئ شركة تطوير عقاري خاصة به، ثم يصبح بعدها رئيس بلدية مدينة (Medina) في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة. أما شركة صخر فقد اضمحلت تدريجياً واختفت عن الأسماع منذ فترة طويلة.
نقلاً عن الوزير الدكتور بشير المنجد .