أنور عمران – الناس نيوز ::
اللوحة الرئيسة للفنان السوري بطرس المعري .
انكسرَ السّدُّ يا أبي!
الناسُ والمعاولُ وطواحينُ الكحل،
غرفُ العرائسِ وأكياسُ الطحين،
القططُ والكريستالُ وابتساماتُ السلالاتِ في الصور
كلهم يطفونَ الآن…
انكسرررر
السددددددُّ
ياااااا
أأأأأبي…
جرف حتى الله..
وألفَ عامٍ كي نُجففَ سطوحنا،
وألفَ عامٍ… كي نجف…
ومع هذه الضوضاءِ والبلل
ومع كلّ الذي لم يحدثْ بعدُ
ما زالَ قلبي يُحدِّثُني
عن السفنِ التي ستأتي!”
الرسائلُ التي لا تصل
ألرسائلُ التي لا تصل
الرسائلُ التي نسيها سعاةُ البريد،
ولم ينتبهوا للعشب اليابسِ بين الكلمات،
الرسائلُ تلك
تعيشُ حزينةً مثل شجرةٍ بلا ظلال
تحك بمفرداتها الكالحةِ قلوبَ البيوت
وتبحثُ أبداً عن صاحبٍ مناسبٍ للصفات..
الرسائلُ التي لا تصل
كأنها البيوتُ بلا أبواب،
حيثُ تجدُ الرياحُ مستقراً…لتبكي!
رجل بلا ملامح
الوجوهُ التي لن نراها بعد الآن..
بائعُ الكعك..
نادلُ المقهى..
الكرديّةُ التي كانت تفلقُ القمرَ بغمازتيها..
وحتى رجلُ الأمن…
الوجوهُ التي اندست في الرواياتِ التي سنكتبها عن الحنين..
الوجوهُ الحزينةُ والتعيسة..
السمراءُ والبيضاء
القاسيةُ والبخيلة.. .. .. ..
كلُّ الوجوه التي ظلت هناك
لم تكن غيرَ وجهي ..
…………
ما الذي سأفعلهُ الآن
وأنا رجلٌ بلااا ملامحْ ……؟