ميرنا باشا – الناس نيوز ::
هل لكم أن تتخيلوا؟
أن هناك عالما آخر أو “كونا آخر”، مماثلاً تماماً للعالم والكون الذي نعيش فيه، بأرضه وسمائه، ونجومه ومجرّاته، وبشره ومخلوقاته!
هل لكم أن تتخيلوا هذا؟
وإذا فرضنا أنكم تخيلتم هذا… هل لكم أن تتخيلوا أكثر من هذا!؟
أن هناك عوالم متعددة أو” أكواناً متعددة” مثل عالمنا وكوننا، قد تكون لانهائية!
إنها أحدث نظريات الفيزياء الحديثة، نظرية “العوالم المتعددة”, نظرية تعتبر ثورة في العلم وفي التطور العلمي، لعقل الإنسان ولفكره وتجاربه على مر العصور!
هي نظرية تحاول إثبات أن الوجود لا يتشكل فقط من عالمنا الذي نعيش فيه من قرى ومدن وبلدان وقارات وكائنات وأحياء وأرض وقمر وشمس ونجوم… ومن كوننا الذي نتخيله بنجومه ومجراته وثقوب سوداء وعناقيد مجرية و… بل إن هناك مجموعة افتراضية مكونة من عدد لا نهائي من الأكوان، بما فيها الكون الذي نعيش فيه هي التي تشكل الوجود بأكمله!
هل لكم أن تتخيلوا كل هذا؟
إنه بصراحة شيء فوق الخيال.. وفوق ما يتصوره العقل!
وهذه النظرية في الواقع ليست نظرية فيزيائية فقط، إنها نظرية تجمع علم الفيزياء وعلم الفلك والفلسفة والرياضيات والخيال العلمي والدين… وكل العلوم التي تعلمناها على مر التاريخ، فعندما نفترض أن الوجود ليس كوناً واحداً نعيشه بل هي وأكوان عديدة تشكل مع كوننا الوجود بأكمله. نكون قد وصلنا إلى مرحلة عالية من تطور العلوم وتقدم الوعي البشري!
وقد تأخذنا هذه النظرية “نظرية الأكوان” المتعددة، أو المتوازية، أو اللانهائية، إلى دراسات واحتمالات وأفكار لانهائية.
فهي تقول لنا بكل بساطة أن هناك أكوان متفرعة عن كوننا، وقد يكون كوننا متفرع عنها، أكوان تشبه كوننا ولها علاقة بنا ولنا علاقة بها، ونحن متصلون ومرتبطون ببعضنا.
وخلال هذه الأكوان قد تكون هناك نهايات مختلفة لأحداث حدثت في كوننا مثل الحروب، وحياة مستمرة لأنواع منقرضة من الحيوانات على الأرض، أو ردّات أفعال مختلفة لتصرفاتنا وسلوكنا نحن البشر، أو حتى لحياتنا نفسها!
فهل لكم أن تتخيلوا؟!
إنه تفكير يذهل العقل.. ولكنه حقيقي وواقعي نشأ من وحي نظريات فيزيائية درست قوانين الكون منذ نشأته، منذ الانفجار العظيم قبل حوالي 14 مليار سنة ضوئية!
ولكن ماذا كان قبل ذلك؟ وماذا وراء كوننا الذي نراه؟
إنه تفكير يأخذنا الى عالم آخر.. بل إلى عوالم أخرى.. فلماذا لا نستعد له من الآن؟
فلماذا لا ندع عقلنا يذهب بنا إلى عوالم متعددة!
ولماذا لا نوسع مداركنا ونفتح عقولنا ونعمق أفكارنا على عوالم لا نعيشها، يمكن أن تأخذنا إليها أشياء كثيرة!
لماذا نكتفي بالعالم الذي نعيش فيه ولا نبحث عن عوالم متعددة نعيشها!
ولكن كيف؟!
يمكننا هذا بالفعل …فإن كل شيء جديد يأخذنا إلى عالم جديد
كل كتابٌ جديد تقرؤونه يأخذكم إلى عالم جديد
كل بلد جديد تزورونه يدخلكم إلى عالم جديد
كل إنسان جديد تتعرفون عليه ينقلكم إلى عالم جديد
كل هواية جديدة تمارسونها تفتح لكم عالماً جديداً
كل علم جديد تتعلمونه يضيء لكم عالماً جديداً
كل بحث جديد تجرونه يضيف لكم عالماً جديداً
أليست هذه كلها عوالم جديدة نحياها بالإضافة إلى عالمنا ومحيطنا وبيئتنا وعالمنا..
كم تتسع هكذا حياتنا!
كم تكبر أهدافنا!
كم ترقى أفكارنا!
كم تغنى أوقاتنا!
كم ترفع درجاتنا!
اقرأ، تعلّم، سافر، تعرّف، ابحث.
لا تكتفِ بعالم واحد فنحن نعيش في “عوالم متعددة”!