شؤون دولية – الناس نيوز:
اتهمت الهند الصين بـ”تحركات عسكرية استفزازية” في جبال الهيمالايا حيث يتسابق الجانبان لحشد القوات قبل بداية فصل الشتاء، لكن السبب الحقيقي قد يكون وراء التحركات الصينية الأخيرة.
ويرجح مراقبون أن نيودلهي أرسلت 800 جندي إلى الجانب الهندي من بحيرة بانجونج تسو، على ارتفاع 4200 متر فوق مستوى سطح البحر، رداً على توغلات القوات الصينية هناك وفقا لما نقل موقع “نيوز.كوم”.
فيما أكد بيان للجيش الهندي أن “القوات الهندية استبقت نشاط جيش التحرير الشعبي الصيني هذا على الضفة الجنوبية لبحيرة بانجونج تسو، واتخذت إجراءات لتقوية مواقعها وإحباط النوايا الصينية لتغيير الحقائق على الأرض من جانب واحد”. وتشكل البحيرة جزءاً من الحدود بين الهند والتيبت المحتلة، والتي تم غزوها من قبل القوات الصينية عام 1950. أما زعيمها الدالاي لاما، فقد ظل في المنفى القسري منذ ذلك الحين.
تشير الدلائل إلى أن هضبة التبت تقف في وجه كل المحاولات التي تحاول تطبيقها الحكومة الصينية هناك. وقد يساعد هذا في تفسير عدوانية بكين المتزايدة على طول حدودها المشتركة مع الهند.
وجاء التوغل الأخير إثر تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ، لجيشه أن “حماية” أمن حدود التبت يجب أن تكون أولوية قصوى.
ونقلت عنه وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة قوله: “إن جيش التحرير الشعبي يجب أن يقوي دفاعات الحدود ويضمن أمن الحدود”، بالإضافة إلى ضمان “الأمن القومي والسلام والاستقرار الدائمين”، وأضاف أن التبت يجب أن “تشكل حصنا منيعا للحفاظ على الاستقرار”.
وتأتي الأزمة الأخيرة بعد اشتباك مميت في وادي جلوان في يونيو/حزيران الماضي. وقتل نحو 20 جنديا هنديا في القتال ولم تكشف الصين عن عدد القتلى فيها.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أي تحركات جديدة للقوات. وأصر في تصريحه على أن قوات الحدود في بلاده “التزمت دائماً بصرامة بخط السيطرة الفعلية ولم تتجاوز الخط أبداً”.
إنها حجة الأمر الواقع المماثلة التي يتم تطبيقها على بحر الصين الجنوبي. هناك تحركت بكين من جانب واحد لاحتلال الأراضي المتنازع عليها مع الإصرار على أن ملكيتها غير متنازع عليها.
وأظهرت تقارير عن وصول مقاتلات صينية من طراز J-20 إلى مطار بجوار الحدود المتنازع عليها وسط حشد عسكري هائل على طول الحدود الصينية الهندية.
“كانت الطائرات المقاتلة من طراز J-20 تعمل بالقرب من الأراضي الهندية في الأيام القليلة الماضية، واتخذت هذه الخطوة من قبل القوات الجوية الصينية قبل أيام قليلة من محاولة جيشها القيام بتوغلات في مناطق جديدة في لاداخ” وبحسب ما أخبرت مصادر الهند.
ونقلت وسائل إعلام هندية عن مسؤولين حكوميين قولهم: “إن الصين قامت على عجل بتحديث العديد من القواعد الجوية في المنطقة من خلال بناء ملاجئ محصنة وتوسيع المدارج”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها: “يتم استخدام الأقمار الصناعية وأشكال المراقبة الأخرى لمراقبة القواعد العسكرية الصينية السبع الموجودة في شينجيانغ ومنطقة التبت العسكرية ذاتية الحكم”.
كما سلطت مصادر هندية الضوء أيضاً على بناء مهبط للطائرات العمودية بالقرب من دوكلام (ملتقى الطرق بين الهند والصين وبوتان). وهناك اثنان آخران في طور الإعداد، أحدهما بالقرب من وادي جالوان والآخر بالقرب من الشاطئ الشمالي لبحيرة بانجونج تسو.
يتم بناء هذه المنشآت بالإضافة إلى منشأة صواريخ أرض – جو جديدة مشتبه بها لدعم الآلاف من القوات الصينية الجديدة التي انتقلت إلى منطقة لاداخ قبل وبعد اشتباك حزيران/يونيو.
الجدير بالذكر أنه يحظر اتفاق تم التوصل إليه بين الجانبين في 1996 الأسلحة والمتفجرات ضمن مسافة كيلومترين من خط المراقبة الفعلي على طول الحدود المتنازع عليها وذلك للحيلولة دون تصعيد الموقف.
بالرغم من أن الصين والهند هما أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان ولديهما أكبر جيشين من حيث عدد الأفراد. كما أن الدولتين لديهما صواريخ نووية، وبالتالي فإن حظر الأسلحة ينظر إليه كطريقة لمنع خروج الحوادث عن نطاق السيطرة.
ولدى الدولتين تاريخ حافل بالمواجهة والمطالب الإقليمية المتداخلة على طول أكثر من 3440 كيلومتراً من الحدود التي رسمت بشكل سيئ لتفصل البلدين فيما يعرف بخط المراقبة الفعلي. وخاضت الدولتان حرباً قصيرة في 1962انتهت بهزيمة مذلة للهند. ومنذ ذلك التاريخ، وقعت العديد من المواجهات العنيفة كان أبرزها في العام 1975 عندما أدت مناوشة إلى مقتل أربعة من الجنود الهنود.
ولم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك التاريخ. بيد أن التوترات كانت تتصاعد على امتداد الحدود في الأسابيع الأخيرة. ففي مايو/ أيار الماضي، تبادل جنود هنود وصينيون اللكمات على الحدود في منطقة بحيرة بانغونغ وفي منطقة لاداخ وفي ولاية سيكيم الشمالية الشرقية الهندية على بعد مئات الأميال إلى الشرق.
وتقول الهند إن الصين تحتل 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، متهمة بكين بتصعيد التوتر من خلال إرسال الآلاف من الجنود إلى وادي غالوان في ولاية لاداخ. أما الصين فتشير إلى أن الهند تقوم أيضاً ببناء الطرق وتنفيذ مشاريع لمرافق أساسية في المنطقة.