د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز:
بعد رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، وكان الرئيس اليمني استكمل فحوصاته الطبية الروتينية في مدينة كليفلاند الأمريكية .
تأتي عودة رئيس الجمهورية بالتزامن مع مستجدات عسكرية وسياسية في اليمن وتطورات في أفق السلام وسير تطبيق آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
إذا نظرنا إلى الأوضاع العسكرية والميدانية في جبهات القتال، خاصة في البيضاء وصرواح ونهم حيث يخوض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية معارك لصد محاولات الميليشيات الحوثية للسيطرة على تلك المناطق. يزداد القتال ضراوة في جبهات محافظة مأرب التي تشهد مواجهات عنيفة ومتواصلة.
تمكنت قوات الجيش من تحرير مناطق واسعة في مأرب واستعادة السيطرة على مواقع كانت قد سيطرت عليها الميليشيات الحوثية. معارك عنيفة مازالت مستمرة تشهدها مأرب في جبهتي ماهلية، ورحبة و المشيريف وجبهة العلم الأبيض. السكان العزل بينهم نساء وأطفال من قبائل مأرب انقطعت عنهم الاتصالات وتموينات المياه أثناء فرارهم باتجاه الصحراء.
إذا ما انتقلنا لمتابعة الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، هناك تحركات أممية مبذولة لتحقيق السلام تتمثل في الإعلان المشترك الذي تقدم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث وكانت الحكومة اليمنية اقترحت تعديلات على الإعلان المشترك ، إضافة إلى ذلك هناك مبادرة أممية أخرى للمبعوث الأممي بشأن تسهيل وصول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة تتضمن المبادرة الجديدة عدة نقاط بينها إدخال جميع السفن المتبقية والمستوفية للشروط على أن تودع كافة إيراداتها في حساب خاص جديد لا يخضع للميليشيات الحوثية، أو من خلال آلية محددة تضمن فيها الأمم المتحدة الحفاظ على هذه العائدات بحيث لا يتم التصرف بها إلا بعد الاتفاق على آلية الصرف.
التحركات الأممية التي تحمل مبادرات سلمية تواجه صعوبات جراء التصعيد العسكري وهجمات الميليشيات الحوثية للسيطرة على مأرب ، وفي الوقت الذي تجدد الحكومة اليمنية الحرص على موقفها الثابت باتجاه دعم تلك الجهود السلمية وحرصها على إحلال السلام الدائم والعادل والشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، إلا أن الحوثيين يرفضون أن تكون المرجعيات الثلاث مرتكزا للسلام، وهي مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 .
وتستمر في اليمن كذلك مشاورات تشكيل الحكومة الشرعية الجديدة يقودها الدكتور معين عبد الملك ، حيث تشير المعطيات إلى موقف إيجابي للقوى والمكونات السياسية من تحديد الأولويات والتوافق عليها، والخطوات القادمة، ويبدو أن الجميع يحرصون على أن تكون الحكومة الجديدة كفاءات سياسية تعتمد مبدأ الشراكة وليس التقاسم ( بحسب د. عبد الملك) .
لكن الشارع اليمني المتطلع لانفراجة طال انتظارها أصبح لا يعارض المعايير التي تتحكم باختيار وزراء الحكومة الذين ينتمون في الغالب إلى قوة قبلية أو مناطقية وإلى أهل السلطة، لكنه يتمنى أن تتوفر فيهم مواصفات ومؤهلات لائقة على الأقل.
وتشرف المملكة العربية السعودية على تطبيق آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض كمنظومة متكاملة بجميع جوانبه السياسية والعسكرية والأمنية بإعتبار ذلك أهمية قصوى للتعامل مع الصعوبات الراهنة التي تجابه اليمن، وعلى رأسها التحديات الاقتصادية ووقف تدهور العملة واستكمال استعادة الدولة.
يتطلع الشارع اليمني إلى حكومة توفر له الماء والغذاء والكهرباء لا أكثر ، انخفض سقف تطلعاته كثيرا، مطلبه بإيجاز شديد البقاء على قيد الحياة.