عودة “ربيع دمشق” بمشاركة المؤسس والرمز الوطني السوري السياسي رياض سيف…

دمشق – الناس نيوز ::

عاد منتدى الحوار الديمقراطي السوري لممارسة نشاطاته في العاصمة السورية دمشق ، يوم الاربعاء ، بعد غياب قسري ناهز 25 عاما .

وشارك العشرات من السياسيين السوريين المعروفين يتقدمهم أحد أبرز رموز الشخصيات الوطنية المحورية في العقود الأخيرة والذي ترك بصمة كبيرة في وجدان الشعب السوري رجل الاعمال والقيادي المخضرم في العمل السياسي والشأن رياض سيف.

وشكلت عودة ” ربيع دمشق ” رسالة حيوية هامة ، للداخل السوري والخارج بعد غياب قسري فرضها النظام البائد ، بعد أن اعتقل الرمز الوطني سيف، والعديد من الشخصيات السياسية الوطنية المعارضة منذ مطلع الألفية آنذاك، اللذين حاولوا خلق مساحة نقدية وحياة سياسية حظرها النظام منذ سبعينيات القرن الماضي حتى فراره في 8-12-2024 وانهيار نظامه القمعي الذي أدى لدمار كبير في سوريا .

ورياض سيف معتقل سياسي السابق، ومؤسس” منتدى الحوار الوطني” قبل أن يقوم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد بإغلاقه عام 2001، افتتح الأربعاء أعمال المنتدى الجديد في ضاحية قدسيا غربي دمشق بكلمات وجدانية جوهرها دعوة ملحة للحوار كطريق وحيد لحل ما يعترض السوريين من تحديات.

وأضاف رياض سيف وهو “الرمز الوطني السوري ” كما يوصف ، والنائب والمعتقل السابق في سجون الأسد لقد دفع شعبنا السوري ثمنا غاليا واكتوى بنيران الخسائر.

ودعا سيف للحوار السوري الوطني حول كل الخلافات وبناء سورية دولة حديثة ديمقراطية قادرة على رفع الحصار وإعادة الإعمار . محذرا من ان أعداء الشعب السوري يضعون حججا واهية امام إعادة الاعمار.

وإلى جانب سيف في هذه الندوة ، كانت تجلس ابنته الحقوقية رئيسة المنتدى جمانة سيف والكاتب الباحث الطبيب رضوان زيادة والسياسية خولة دنيا ، حيث أدار الندوة مدير برنامج ” اليوم التالي ” معتصم السيوفي ، في مشهد يسترجع من خلاله كل السوريين حالة الإلهام التي عايشوها نحو التغيير وثورة الحرية والكرامة والتشاركية الدولية .

وبث الدكتور محمد العمار في كلمة باسم المنتدى الكثير من الأمل والتفاؤل من خلال الغوص في عمق القضايا التي تواجه السوريين مؤكدا أن الحوار طريق العبور لتوافق القلوب والعقول وبناء الرؤى المشتركة.

وقال العمار إن المنتدى منصة حقيقية للتفاعل الإيجابي وورشة للبناء الوطني مؤكدا انه في سورية الثورة لا قيود على نشاط المجتمع المدني.

ودعا العمار جميع السوريين للعمل من أجل بناء ديمقراطيتنا السورية وعدم تحويلها سلعة قابلة للمقايضة مشددا على قيم العدالة والتنمية وحقوق الانسان.

وقال العمار إن ايمان السوريين أكبر من كل التحديات والتغيير يبدأ من هذا الفهم.

وتناول كل من الكاتب السياسي المشارك في هذه العودة رضوان زيادة ، وهو باحث في المركز العربي ، والحقوقية التي كانت ألقت كلمة في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي ، جمانة سيف رئيسة المنتدى، ملف العدالة الانتقالية في أولى جلسات المنتدى.

زيادة تناول ايضاً مفهوم العدالة الانتقالية وارتباطها بمسار الانتقال السياسي مؤكدا أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى مع تضمن الإعلان الدستوري تتضمن إحداث الهيئة السورية للعدالة الانتقالية تعتمد آليات فاعلة تشاورية مرتكزة على الضحايا، لتحديد سبل المساءلة والحق في معرفة الحقيقة وانصاف الضحايا والناجين إضافة لتكريم الشهداء.

وأوضح زيادة أن الهيئة تتولى جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالضحايا وتوثيقها مشددا على أن ثقافة المساءلة تعطي الأمان للضحايا والانصات للمعانة وكبح الميل لتحقيق العدالة الاهلية والقصاص من الجناة مباشرة.

وأكد على ضرورة انشاء محاكم سورية خاصة تتألف من قضاة سوريين وتستعين بقضاة دوليين لمحاسبة مرتكبي الجرائم خلال فترة الثورة ،وتطبق القانون الدولي والقانون الوطني المحلي. داعيا لتأسيس المحكمة السورية الخاصة لمحاكمة مجرمي الحرب.

وأشار الباحث زيادة الذي كان شارك في عدد من اللجان الدولية في تحقيق العدالة وفض النزاعات ، الى مبدأ التعويضات كجزء من ضمان حقوق الضحايا مشيرا الى انه من الممكن للحكومة السورية الانتقالية تهيئة الظروف لصيانة كرامة الضحايا وتحقيق العدل وتقديم التعويض عما لحق بهم من ضرر ومعاناة من تعويض مباشر وعن ضياع الفرص ورد الاعتبار معنويا كإصدار اعتذار رسمي أو تقديم رسالة موقعة من الرئيس السوري ، رغم عدم مسؤوليته عن هذه الانتهاكات او تخصيص يوم وطني للضحايا..

وأشار زيادة الى أهمية اصلاح المؤسسات والقوانين في سوريا بعد القضاء على الديكتاتورية بهدف تمكين البلاد من تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعيدة المدى لافتا الى ان الإصلاح هدفه إزالة الأسباب التي أدت الى نشوء القمع ،وهيكلة المؤسسات التي تواطأت في دورة العنف وانتهاك حقوق الانسان كالجيش والامن، وإزالة التمييز الذي يشعر به البعض انه مورس ضده، ومنع مرتكبي الانتهاكات من الاستفادة في شغل مواقع في الحكومة .

وقال الطبيب السوري المعارض منذ عقود للنظام البائد : إنه دون الإصلاحات في القضاء والبرلمان وأجهزة أمن الدولة تصبح اية محاسبة ناقصة وعديمة الجدوى.

فيديو تقرير تلفزيون سوريا عن المنتدى .

https://x.com/syr_television/status/1915521232142839988?s=48