بقلم الشاعر جبران عيّاش – الناس نيوز :
تنويه : الظروف المعيشية الصعبة والخطيرة التي تمر على شعبنا في كل من لبنان وسورية والعراق وفلسطين وليبيا الخ ، كلها ظروف قاسية ، اجتماعيا واقتصاديا … تستوجب إعادة نشر هذه القصيدة المعبرة ، دون الاساءة لأي احد او جهة …
غداً سأسرُقُ الله
ولن أبالي..
كي أطعِمَ جوعَ أطفالي.. غداً سأسرُقُ الله َ وَلن ْ أَخفي وَجهي…
سَأفتَحُ بابَ بيتِهِ شارِحاً صدري…
حاملاً مََعي نبوءةَ كُلِّ الرُّسُلِ…
سأسُرقُ الأضواءَ من وجوه ِالأنبياءِ..
سأسُرُقُ السَّجَّادَ وأسلاكَ الكَهرباء ِ..
سأسرُقُ مُكَبِّرات ِالصَّوت ِومكيِّفاتَ
الهواء ِ…
وليتبختر ْ فراغاً آذانُ السَّماء ِ..
ولنْ أبالي..
كي أطْعِمَ جوعَ أطفالي..
غداً سأسرُقُ الله َ..
فإنْ أوقفوني فالله ُ لا يشهدُ زورا..
سيخبِرُهُم أنَّهم ْ تراقصوا على أنغام ِ آذانِهِ قيثارة ْ..
و ضاعوا في سرِقةِ بيتِهِ بِحُجَّةِ الصَّلاةِ..
كي يملؤوا ليلاً كروشَ السُّكارى..
سأسرُقُ البِلاطَ ،السَّتائر َ ،المناضِدَ ،
المصاحِفَ وأقراصَ الصَّلاة ِ..
سأسرُقُ الأبوابَ ،النَّوافِذَ ،الأقفالَ، والمفاتيحَ وأسرُقُ البراويزَ وأعرِّي حروفَ الآياتِ..
غداً سأسرُقُ اللهَ..
سأسرُقُ عباءةَ بيتِهِ الحرام ْ..
وأقتُلُ الإمامْ..
ولن أبالي..
كي أكسو عورةَ أطفالي..
غداً سأسرُقُ الله َ..
سأسرُقُ صناديق َ أموال ِالزَّكاة ِ..
الَّتي لطالما سُرقتْ بالنَّوايا الحَسَنَةْ..
والأعمالُ بالنِّيَّات ِ..
سأسرُقُ كُلَّ صناديقِ الصَّدقاتِ..
سأسرُقُ الخُمسَ الحرام َ المُحَلَّلَ المكروهَ
كالطلاق ِ..
فبين اللحمِ وأطفالي ألفُ حالةِ اشتياق ِ..
سأسرُقُ من الأموال ِشَبَعَ أطفالي..
ولن أبالي يا سادتي
لن أبالي..
غداً سأسرُقُ اللهَ..
أنين ُ الجوعِ منَ الأفواهِ يقهرُني..
يَذُلُّني ..
ورجالُ الدِّينِ يا أللهُ شَمَّاتونْ..
يضحكون على تُرَّهاتِ أمعائِنا..
ويضرُبون الكَفَّ بالكَفِّ
يتقهقهون رجوعاً نحو (فراريجِهم)..
ونحنُ إليكَ راجعون ْ..
غداً سأسرُقُ اللهَ..
سأسرُقُ الوحي الذي نزَل على مُحمَّدْ..
سأسرُقُ المَصاحِفَ ولنْ يَهُمَّني إنْ رأيتني..
فالجوعُ قبلُكَ قد رآني..
سأبيعُ كلامَكَ يا ألله بربطةِ خُبز ٍ
طواحينُ الرَّملِ قَدْ استوطنتْ لِساني..
فما أطعمَني عبدُكَ اليساريُّ
وما أطعَمني عبدُكَ اليماني..
وما أطعمتني العمامة ُ السَّوداءْ..
ولا اكتسيتُ من العمامةِ البيضاءْ..
سأسرًقُ بيتَكَ يا ألله ُ
ولنْ أبالي
كي أطعِمَ جوعَ أطفالي..