واشنطن – الناس نيوز: عادت قضية معاناة السود من عنصرية الشرطة في الولايات المتحدة لتطفو إلى السطح بعد الغضب العارم من مقتل أمريكي أسود خلال اعتقاله في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
وشهدت المدينة الخميس، ولليلة الثانية على التوالي، احتجاجات ومواجهات مع رجال الأمن. وأضرم متظاهرون النار قرب مفوضية الشرطة التي كان يعمل فيها الشرطيون المتهمون بقتل جورج فلويد قبل أن يتم تسريحهم الثلاثاء.
#Minneapolis now after police murder unarmed & handcoffin #GeorgeFloyd , pic.twitter.com/6fPrJ3N88T
— tango alfa (@tangoalfamike) May 28, 2020
وصدت قوات الأمن حشدا يتضخم غداة يوم شهد صدامات مماثلة. وتم كسر زجاج نوافذ المفوضية، وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وشكلت حاجزا بشريا لمنع المتظاهرين من عبور السياج الذي يحيط بمبنى المفوضية.
كما اضطرت الخميس لإقامة حاجز حول منزل أحد رجال الشرطة المتهمين بعدما تجمع المحتجون في مكان قريب.
https://twitter.com/slim6itty/status/1265911318332289024
https://twitter.com/AcostaSavana/status/1265916159477592065
وطالبت عائلة جورج فلويد الأفريقي الأميركي البالغ من العمر 46 عاما، الذي توفي بعد توقيفه بعنف، باتهام رجال الشرطة المتورطين بالقتل.
وقالت بريدجيت فلويد شقيقة جورج، الذي انتشر تسجيل فيديو لعملية توقيفه على مواقع التواصل الاجتماعي إن “هذا ما فعلوه بالضبط، ارتكبوا جريمة قتل بحق أخي”. وأضافت “لدي إيمان وأعتقد أنه سيتم إحقاق العدل”، مؤكدة أن طرد الشرطيين “ليس كافيا”، حسبما نقلت عنها وكالة الصافة الفرنسية.
وتم تسريح الشرطيين الأربعة المتورطين في توقيف فلويد الثلاثاء، لكن لم يتم توقيفهم بينما فتح تحقيق في الحادث.
وتساءل رئيس بلدية مينيابوليس جاكوب فراي “لماذا الرجل الذي قتل جورج فلويد ليس (موجودا) في السجن؟”. وأضاف “لو كنتم أنتم أو أنا الذين فعلوا ذلك لكنا الآن وراء القضبان”.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر أنه طلب من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووزارة العدل كشف ملابسات هذا الموت “الحزين والمفجع”. وقال واعدا “أفكاري مع عائلة جورج وأصدقائه. سيتم إحقاق العدل”.
والخميس انتقلت الاحتجاجات على سلوك رجال الشرطة ضد السود إلى مدن أمريكية أخرى.
Hundreds of people blocked a Los Angeles freeway and attacked 2 patrol vehicles on Wednesday to protest the death of #GeorgeFloyd.
An American flag was also burned by demonstrators pic.twitter.com/8pgIaoeVZF
— Bloomberg Quicktake (@Quicktake) May 28, 2020
مقاطع فيديو
سجلت سيدة كانت تمر في المكان الإثنين الماضي لقطات فيديو يظهر فيها شرطي يثبت جورج فلويد على الأرض لدقائق واضعا ركبته فوق رقبته. ويظهر الرجل الأسود في التسجيل وهو يئن ويقول “لست قادرا على التنفس”.
ويرد الشرطي طالبا منه الهدوء بينما يقوم شرطي آخر بإبعاد المارة الذين بدأوا يتململون ولم يعد الرجل الموقوف يتحرك ويبدو فاقد الوعي.
Stop scrolling and take time to look at this. Mr. George Floyd, a black man was killed and treated like dirt. The least we can do to stop this is to spread the words. Don't be silent in this matter.#BlackLivesMatter #GeorgeFloyd #JusticeForGeorgeFloyd pic.twitter.com/7VTwkzppBx
— reen 🇵🇸 (@reenmhin) May 28, 2020
وظهرت تسجيلات فيديو أخرى تدحض فرضية طرحتها الشرطة التي قالت إن جورج فلويد الذي تشتبه بأنه كان يحاول تصريف ورقة عشرين دولارا مزيفة، قاوم رجال الشرطة الذين جاؤوا لتوقيفه.
وفي لقطات لكاميرات مراقبة للمطعم الذي تم توقيفه أمامه، يظهر بيديه المكبلتين وراء ظهره ولا يبدي أي مقاومة عند اقتياده من قبل شرطي إلى سيارة دورية.
وقال بنجامين كرامب محامي عائلة لويد إنه بدون هذه الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لكان “رجال الشرطة قدموا رواية خاطئة للوقائع وأخفوا هذا الأمر”.
عنف غير مبرر
دانت شخصيات عديدة العنف غير المبرر الذي يمارسه رجال الشرطة ضد السود.
وقالت السناتورة السوداء كامالا هاريس المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا إنه “عمل تعذيب” و”إعدام علني” في مجتمع يتسم بالعنصرية.
أما نائب الرئيس السابق جو بايدن المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية فرأى أنه “تذكير مفجع بأن هذا ليس حادثا عرضيا بل جزء من دوامة من الظلم المنهجي الذي ما زال قائما في بلدنا”.
وأضاف أن هذه القضية تذكر بملابسات مقتل إيريك غارنر في نيويورك في 2014. وكان هذا الرجل الأسود مات مختنقا خلال قيام رجال شرطة بيض بتوقيفه لاشتباههم بأنه يبيع سجائر مهربة. وأدت هذه القضية إلى ظهور حركة “حياة السود مهمة”.